وكالات- كتابات:
انخفض عدد التقارير المتعلّقة بـ”إسرائيل” في وسائل الإعلام الرسمية السورية، بشكلٍ كبير، منذ سقوط النظام السابق، في كانون أول/ديسمبر الماضي، وفقًا لبحث جديد أجراه “معهد سياسة الشعب” اليهودي؛ (JPPI)، ومقرّه “القدس”.
وفي تقرير نُشر يوم الإثنين؛ حلّل باحثون في مركز (ديان وجيلفورد جليزر للمعلومات والاستشارات)، التابع لمعهد (JPPI)، مئات التعليقات ومقالات الرأي في الصحف السورية الرئيسة ووكالة الأنباء الرسمية؛ (سانا)، بحيث قارن الفريق الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025؛ في عهد الرئيس؛ “أحمد الشرع”، بالفترة نفسها من العام الماضي، في عهد الرئيس السابق؛ “بشار الأسد”.
وأظهرت الدراسة انخفاضًا كبيرًا في حجم المحتوى المتعلّق بـ”إسرائيل”، إلى جانب: “اعتدال طفيف في لهجته”.
على سبيل المثال؛ في التغطية الإعلامية خلال عهد “الأسد”: “وُصفت إسرائيل بشكلٍ روتيني بأنّها دولة استعمارية معتدّية تسعى للهيمنة على سورية وزعزعة استقرار المنطقة”.
وبينما لا تزال هذه الرواية قائمة: “لاحظ الباحثون انخفاضًا في المقالات التي تروّج لمزاعم المؤامرة، وتزايدًا في المقالات التي تغفل إسرائيل تمامًا”.
وبالأرقام؛ أشارت الدراسة إلى أنّ المحتوى المتعلّق بـ”إسرائيل” ظهر خلال عهد “الأسد”، في ما يصل إلى: (43%) من تقارير (سانا)، أمّا في عهد “الشرع”، فقد انخفضت هذه النسبة إلى: (7%) فقط.
وفي صحيفة (الثورة)؛ تناولت ما يقرب من: (25%) من مقالات الرأي (147 من أصل 595)، المواضيع المتعلّقة بـ”إسرائيل”، خلال السنة الأخيرة من حكم “الأسد”، وصُنّف أكثر من (95%) منها على أنّها: “سلبية للغاية”، وفق الدراسة.
لكن هذا العام: “لم تتناول إسرائيل سوى (5%) من مقالات الرأي”. من بين هذه المقالات، لا يزال (65%) منها يُصنّف على أنّه: “سلبي للغاية”، بينما صُنّف: (18%) على أنّه: “محايد”، وهي نبرة كانت شبه غائبة في العام السابق.
وفي صحيفة (الحرية): “ظلت المشاعر سلبية بقوة”، حيث اعتبر: (78%) من المقالات: “سلبية للغاية”، و(11%) لكلّ منها: “سلبية” و”سلبية إلى حدٍّ ما”، بحسّب الدراسة.
“إشارة لفرصة سانحة نحو التطبيع”..
وفي السيّاق؛ قال “يعقوب كاتس”، مدير مركز (جليزر) التابع لـ”معهد السياسة الدولية”: “لا تزال النبرة عدائية، لكنّ التغييّر في حجمها ودقّتها يُشيّر إلى ما هو أعمق”.
وأضاف “كاتس” أنّ: “الحكومة السورية الجديدة تُشيّر بوضوح إلى تحوّلها نحو الغرب”، مردفًا أنّ: “لقاء الشرع بالرئيس الأميركي؛ دونالد ترمب، في الرياض، وقرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سورية، يُعدّان جزءًا من هذا التوجّه”.
وقال إنّ هذا: “التراجع الطفيف في الخطاب المعادي لإسرائيل في وسائل الإعلام الرسمية يُرسل إشارة، فعلى الرغم من أنّه لم يصل بعد إلى مرحلة التطبيع، ولكنّه فرصة سانحة”.
ويأتي تقرير “معهد السياسة العامة”؛ في أعقاب دراسة مماثلة لوسائل الإعلام المصرية، والتي وجدت أنّ: (30%) من أعمدة الرأي لا تزال تُركّز على “إسرائيل”، ممّا يدلّ على أنّ “سورية” تحت حكم “الشرع” أصبحت الآن من بين أدنى المعدلات في المنطقة؛ من حيث تركيز وسائل الإعلام التي ترعاها الدولة على “إسرائيل”، بحسّب ما ذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية.