28 ديسمبر، 2024 3:42 ص

“إسماعيل گرامي مقدم” يقرأ .. السيناريوهات الانتخابية المحتملة !

“إسماعيل گرامي مقدم” يقرأ .. السيناريوهات الانتخابية المحتملة !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

“يمكن تقسّيم السيناريوهات المحتملة للانتخابات المقبلة إلى ثلاث مستويات”.. بهذه العبارة سّعى الناشط السياسي الإصلاحي؛ “إسماعيل گرامي مقدم”، لإلقاء الضوء على الأبعاد غير المعلنة للانتخابات.

يأتي في المستوى الأول إتباع نفس منوال الدورات الانتخابية الثلاث الأخيرة؛ أي إقصّاء قوى (الاعتدال) و(الإصلاح)، وتهيئة أجواء فوز القوى الراديكالية لجناح اليمين.

ويعُتقد أن نسّب المشاركة سوف تترواح بين: (35-40%)، حال المُّضي في هذا المستوى من الاحتمالات.

السيناريو الثاني: منح قوى (الاعتدال) وليس (الإصلاح)، مساحة للتنفس. والسماح بعبور بعض وجوه تيار (الاعتدال) من جناح اليمين من مصفاة الصلاحية؛ بحيث يجدون الفرصة للمشاركة في الانتخابات حال انعدام الخطر.

وهو يعتقد أن يسُّاهم هذا التوجه في تحسّن الوضع؛ ألم يكن مثالي في زيادة الإقبال الشعبي على صناديق الاقتراع بنسّبة: (45-50%).

السيناريو الثالث: وهو السيناريو غير المحتمل، تهيئة أجواء مشاركة بعض الإصلاحيين من أصحاب الشعبية. وتنفيذ هذا السيناريو سيُحقق نسّبة مشاركة تتراوح بين: (65-70%)، وأعتقد أن النظام السياسي الإيراني يقف الآن على مفترق ثلاث طرق. والخيار الذي ثبت بالتجربة ربما يشمل المستوى الأول وليس أكثر…

نحو انتخابات ملحمية..

صحيفة “اعتماد” : كيف تُقيّم الفضاء السياسي للدولة في ظل الأوضاع الراهنة، وما هي المقترحات التي من المفترض أن يواجهّها الشعب ؟

“إسماعيل گرامي مقدم” : واجهت “إيران” مؤخرًا حادثًا غير متوقع؛ خسّرت فيه رئيس الجمهورية، وتقبل المواطنون الأمر وشاركوا في تشّييع؛ “إبراهيم رئيسي”، إلى مثواه الأخير.

وسوف يغتّنم النظام هذه الفرصة، وسوف تتحسّن الفرص وتزداد إذا روعيت مطالب الشعب، وإلا فإن هذه الأحداث سوف تُنذر بظهور مخاطر وتهديدات. ولا يمكن تقييّم أداء السلطة والإقبال الجماهيري على صناديق الاقتراع بالجيد؛ لا سيما خلال الدورات الانتخابية الثلاث الأخيرة وتسّميتها بالملحمة، لأن للملحمة مستويات لم تُرى مؤشرات في الأدوار الانتخابية الأخيرة.

ذلك أن فكرة الانتخابات الملحمية نبعت من باب التفكير في توحيد السلطة، ولايزال هذا الفكر يسّعى للوصول إلى أهدافه. وقد استدل المنُّظرين الراديكاليين، بانعدام النزاعات والصراعات وغيرها في السلطة الموحدة، وأن الأفراد في السلطة الثلاث سوف يصلون بالنهاية إلى التنسّيق والتعاون بشكلٍ أفضل وأسرع.

توحيد السلطة..

صحيفة “اعتماد” : هل نجح هذا النمط الفكري في حل المشكلات ؟

“إسماعيل گرامي مقدم” : في رأيي أن توحيد السلطة لم يفشل فقط في الحد من المشكلات، وإنما حول الصراعات السّطحية السابقة إلى نزاع داخل التيارات السياسية أكثر حدة، وزيادة التسّريبات، والتشويه المرعب والتصوير غير المناسب.

3 سيناريوهات..

صحيفة “اعتماد” : إذا كان من المقرر أن ترسّم سنياريوهات للانتخابات، فما هي المستويات التي تشملها هذه السيناريوهات ؟

“إسماعيل گرامي مقدم” : ثلاث احتمالات وثلاث مستويات، الأول نابع عن فكرة توحيد السلطة، وسوف يتسّتفيد منها تيار محدود، على غرار ما حدث في انتخابات العام 2021م، حيث ترشح عدد قليل من أحد التيارات السياسية دون احتمال الحصول على أصوات تأييد الصلاحية.

في المقابل اندفع هذا الشخص أو هؤلاء الأفراد للمنافسة بعد تأييد الصلاحية من جانب عدد كبير من الأصوليين. ومؤكد سوف تتسبّب هذه الانتخابات في مشاركة الحد الأدنى من المواطنيين، وربما لا تزيد نسّبة المشاركة عن: (40%).

وإجراء هذا النوع من الانتخابات لن يؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية يُناسب دولة ذات: (85) مليون نسّمة، لكنه يتماشى مع فكرة توحيد السلطة.

ورُغم محدودية دائرة المختارون فسوف تزداد ضألة، ولن يكون الفائز رئيسًا للأمة الإيرانية، لأن الانتخابات محدودة باختيار الحد الأدنى، والنخبة لن تخرج مطلقًا من قلب منافسة الحد الأدنى. وتداعيات هذا النوع تنطوي على خسائر جسّيمة. ولن يستطيع هكذا رئيس أن يحل عقدة واحدة من آلاف المشكلات المعقدة على الصعيد الخارجي، ولن يكون قادرًا على خلق إجماع على الصعيد الداخلي.

المستوى الثاني من الاحتمالات الانتخابية؛ أن يوسّع “مجلس صيانة الدستور” مجال اختيار الشعب ولو بنسّبة ضئيلة.

في هذه الحالة سوف تُشارك في الانتخابات القوى الراديكالية في أقصى تيار اليمين من جهة، وقوى الاعتدال من جهة أخرى، وقد تكون ذات ميول يمينية أو يسارية.

وفي مثل هذه الانتخابات؛ يجب أن نتوقع ارتفاع نسّبة المشاركة الشعبية وقد تصل إلى: (50%)، مع هذا فإن هذه الانتخابات ليست مقبولة ولا تتناسب والشعب الإيراني العظيم، لكن هذا المستوى أفضل من الأول.

المستوى الثالث يتعلق باحتمالات إجراء انتخابات بشكلٍ مختلف. وفي هذا المستوى سوف يزداد نطاق تسّاهل “مجلس صيانة الدستور”؛ بحيث يسمح بترشح بعض الإصلاحيين المشهورين في الانتخابات.

في هذه الحالة سوف يُنافس المختارون والنخبة من أصحاب الرغبة للترشح في الانتخابات، بالميدان وسوف يُلبيّ الشعب مطلب الإقبال على صناديق الاقتراع. في هذه الحالة إذا نجح وجه محبوب ومعروف في تجاوز مصافة الصلاحية، فسوف تزداد آمال المواطنيين بشأن تحسّن الأوضاع، وسوف تترواح نسّبة الإقبال بين: (65-70%).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة