“إسكوباريس سيتي” .. أفقر مدينة في “الولايات المتحدة” 62.4% من سكانها تحت خط الفقر !

“إسكوباريس سيتي” .. أفقر مدينة في “الولايات المتحدة” 62.4% من سكانها تحت خط الفقر !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

في قلب “الولايات المتحدة” تقع مدينة “إسكوباريس سيتي”، بولاية “تكساس”، وهي المدينة الأميركية الأكثر فقرًا، وكشفت بيانات لمكتب التعداد السكاني أن 62.4% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر.

ومع ذلك لا تعد رسميًا ضمن قائمة المناطق الفقيرة؛ لأنها تعتبر صغيرة للغاية نظرًا إلى أن عدد سكانها يبلغ حوالي ألفين ونصف نسمة فقط، لكن إذا نظرنا إلى كل المدن الأميركية، التي يبلغ الحد الأدنى لسكانها ألف نسمة، فإن “إسكوباريس سيتي” تأتي على رأس القائمة بفارق كبير.

فرص عمل محدودة للغاية..

لا توجد فرص عمل متوفرة في المدينة؛ فيما عدا المتاجر المفتوحة على طول الطريق 83، الذي يربط “لاريدو” و”هارلينغن”، لذا يخرج السكان للبحث عن العمل خارج المدينة، يعتمد أغلبية سكان المدينة على العمل في إنشاء “خطوط أنابيب النفط” في مدن أخرى، وإذا لم يحصل أحدهم على هذه الفرصة لن يجد أي فرصة أخرى، وسوف يعتمد هو وعائلته على المساعدات الإنسانية التي تأتيهم، بينما يلجأ بعضهم إلى العمل لعدة أشهر كي يتمكنون من الحصول على “بدل البطالة”، ومهما كان الاختيار، يحاول كل واحد منهم ترتيب أموره كي يتمكن من البقاء على قيد الحياة في مدينة لا توجد بها الخدمات الأساسية من وسائل نقل عامة ومستشفيات أو خدمات طواريء.

وقال “هوميرو روسالس”: “من يحمل أوراق شخصية رسمية يمكنه الخروج إلى الشمال من أجل الحصول على عمل، لكن المعضلة هي أنك تضطر إلى ترك أسرتك لشهور، ومع ذلك نحتاج إلى تركهم وإلا لن نجد طعامًا”.

ويعمل “روسالس”، الأب لأربعة أبناء، في إنشاء “خطوط أنابيب النفط” بمدينة “بيكوس”، الواقعة غربي “تكساس”، وتبعد عن “إسكوباريس” مسافة 9 ساعات، وأضاف: “اضطررت إلى إخراج ابني الأكبر من المدرسة كي يعمل معي، لا يوجد أي شيء هنا”.

40 مليون فقير..

تبلغ نسبة الفقر في “الولايات المتحدة”، بحسب بيانات رسمية؛ 12.3% من السكان، أي أن هناك 40 مليون شخص أميركي يعاني.

وأوضح الباحث في مركز “بيو” للأبحاث، “راكيش كوتشهار”، أن النسبة الأكبر من الفقراء يتركزون في مناطق الجنوب، وأشار إلى أن الولايات الأكثر فقرًا هي؛ “مسيسيبي ولويسانا والمكسيك الجديدة”، بينما على المستوى العرقي شكل السكان القادمين في دول “أميركا اللاتينية” وأصحاب البشرة السوداء؛ النسبة الأكبر من الفقراء، على مر التاريخ.

قالت “ديبورا إرنانديث”، لـ (بي. بي. سي): “أحيانًا لا نجد ما نأكله، لكن بفضل الله يهدي لي بعض أقاربي أحيانًا طبقًا مليئًا بالطعام، لكن هذا الأمر يسبب لي الإحراج”.

وتعيش “إرنانديث” مع زوجها وابنها، (3 أعوام)، في ظروف صعبة، ويواجهون معاناة قاسية في أيام الشتاء والمطر، بينما يحلمون بأن تتغير الأوضاع يومًا ما.

مدينة حديثة العهد..

تُعتبر “إسكوباريس سيتي” مدينة جديدة، إذ لم تكن موجودة قبل 13 عامًا مضوا، حتى حدثت مفارقة عام 2015؛ إذ سمع بعض السكان أن مدينة “روما”، المجاورة، تقوم ببعض الترتيبات من أجل ضم جزءًا من “إسكوباريس” إلى أراضيها فتغيرت الأمور، ونما بداخلهم رغبة في أن تصبح لهم مدينة مستقلة، وعليه قاموا برسم حدود مدينتهم المستقبلية وساروا في طريق إنشاءها منذ مرحلة الصفر، حتى حصلت على لقب “مدينة” ودعوا لعمل انتخابات لاختيار رئيس البلدية الوحيد الذي عرفته “إسكوباريس” وهو، “نويل إسكوبار”.

وصرح “إسكوبار”، (83 عامًا)، بأنه: “بعدما أصبحنا مدينة بات لدينا سيارة مطافيء و5 رجال شرطة وعربة لنقل القمامة، كما حصلنا على الدعم واقترضنا من الحكومة الفيدرالية من أجل تمهيد الشوارع وتحسين شبكة الصرف”، وأوضح العمدة أن كل هذه الأمور أُنجزت بفضل جهود سكان المدينة.

ويتحدث أغلبية السكان اللغة الإسبانية؛ ومن الشائع هناك الأطباق المكسيكية التراثية؛ إذ أن 98% منهم ينحدرون من أصول مكسيكية، بعضهم لديه رخصة إقامة والبعض الآخر لم يستخرج أوراق، بعدما فروا من الأوضاع الأمنية المتردية في ولاية “تاماوليباس” المكسيكة، حيث ينتشر القتل والإختطاف.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة