خاص : كتبت – نشوى الحفني :
تزامنًا مع إعلان ولايتي “خيرسون” و”زابوريغيا”؛ بدء تشكيل لجانهما لإجراء استفتاء الانضمام لـ”روسيا”، أعلن وزير الخارجية الروسي؛ “سيرغي لافروف”، إن هدف “موسكو” الأسمى من الحرب هو: “إطاحة حكومة الرئيس الأوكراني؛ فولوديمير زيلينسكي”.
تلك التصريحات تأتي وسط جهود دولية وأممية لاستئناف صادرات الحبوب من موانيء “أوكرانيا” على “البحر الأسود”، وهو أمر من شأنه أن يُساعد على تخفيف أزمة الغذاء العالمية.
وحديث “لافروف” عن إطاحة حكومة “زيلينسكي”، الذي أطلقه من “الكونغو الديمقراطي”؛ التي يزورها، يُعد أول تصريح روسي عن هذا الهدف، في الحرب التي دخلت مؤخرًا شهرها السادس.
وتتناقض تصريحات “لافروف” مع موقف “الكرملين” في بداية الحرب، حين كان المسؤولون الروس يؤكدون مرارًا وتكرارًا أنهم لا يسعون لإطاحة حكومة الرئيس الأوكراني.
مساعدة الأوكرانيين على التحرر..
وخلال حديثه في “قمة جامعة الدول العربية”؛ في “القاهرة”، الأحد الماضي، قال “لافروف” إن: “موسكو عازمة على مساعدة الأوكرانيين على تحرير أنفسهم من عبء هذا النظام غير المقبول على الإطلاق”.
واتهم “لافروف”؛ “كييف”: و”حلفاءها الغربيين” بترويج دعاية تهدف إلى جعل “أوكرانيا”: “العدو الأبدي لروسيا”.
وأضاف: “سيستمر الشعبان الروسي والأوكراني في العيش معًا، وسنُساعد الأوكرانيين بالتأكيد على التخلص من النظام المعادي للشعب وللتاريخ”.
وتابع: “روسيا كانت مستعدة للتفاوض على اتفاق يُنهي الأعمال العدائية؛ في آذار/مارس، إلا أن كييف غيرت مسار المحادثات وأعلنت عزمها على هزيمة روسيا في ساحة المعركة”، مُبرزًا أن: “الغرب شجع أوكرانيا على مواصلة القتال”.
تشكيل لجنة انتخابية للاستفتاء على الانضمام لـ”روسيا”..
وكان المكتب الصحافي للإدارة الإقليمية في مقاطعة “خيرسون” قد أعلن أنه يجرى تشكيل لجنة انتخابية في منطقة “خيرسون” لإجراء انتخابات واستفتاء للانضمام إلى “روسيا”، بحسب (روسيا اليوم).
وقال المكتب الصحافي في بيانه: “يتم تشكيل لجنة انتخابية في منطقة خيرسون بموجب مرسوم صادر عن رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمقاطعة خيرسون؛ في 22 تموز/يوليو، وتتألف اللجنة من: 07 أعضاء لمدة 03 سنوات، وتم البدء بعملية قبول المرشحين للجنة”.
وأكدت الإدارة أن مقاطعة “خيرسون” المحررة؛ لها كل الحق في التعبير عن رأيها مع من ستستمر في بناء مستقبلها.
وأضافت: “سنُحقق ذلك من خلال إجراء انتخابات واستفتاءات”.
كما، وقع رئيس إدارة مقاطعة “زابوروغيا”؛ “يفغيني باليتسكي”، مرسومًا بشأن بدء الاستعدادات لإجراء استفتاء على انضمام المقاطعة إلى “روسيا”.
وقال “باليتسكي”: “سيتم إجراء استفتاء حول مسألة انضمام المقاطعة إلى روسيا فى الخريف؛ بمبادرة من سكان مقاطعة زابوروغيا. ومن أجل أن تكون إجراءات الاستفتاء شفافة وشرعية، ومن أجل حماية الحقوق الانتخابية للمواطنين، وقعت مرسومًا بشأن إنشاء لجنة انتخابية”.
وأكد أنه تم إلغاء جميع الهيئات الانتخابية القديمة، وسيتم إنشاء هيئات ولجان جديدة.
امتداد المعارك.. وتقديم تنازلات..
المراقبون يرون في تصريحات “لافروف” أنها: “تكاد تكون المرة الأولى التي تتحدث بها موسكو صراحة عن نيتها في إسقاط الرئيس الأوكراني، وأن ذلك قد يعني مجددًا تفعيل جبهة كييف وامتداد المعارك لتطال غرب أوكرانيا وشمالها، حيث كادت أن تكون مقتصرة على المناطق الشرقية والجنوبية على البحر الأسود”.
بينما رأى محللون آخرون أن هذا التصريح الروسي هو: “بالون اختبار وتلويح، الهدف منه دفع زيلينسكي لتقديم تنازلات لموسكو، والكف عن المطالبة باسترجاع المناطق التي سيطر عليها الجيش الروسي في الشرق والجنوب الأوكرانيين”.
محاولة لإلقاء الكرة في الملعب الأوكراني..
وتعليقًا على مغزى كلام “لافروف” حول إطاحة “زيلينسكي” وانعكاساته على مجرى الحرب ومآلاتها، يقول الخبير الإستراتيجي والباحث بمعهد “ستيمسون” للأبحاث؛ “عامر السبايلة”، إن: “هناك اعتبارات رمزية تقف خلف هذا الموقف الروسي (الجديد-القديم)، بمعنى أن زيلينسكي يُمثل المحور الغربي بل هو أقرب ما يكون واجهة لذلك المحور داخل أوكرانيا”.
مضيفًا إنه: “لهذا تسعى روسيا جاهدة لتغييره كونها لا ترغب بوجود حكومة تُمثل المصالح الغربية في كييف، وهكذا في ظل تعقد الأزمة واستمرار الحرب على مدى نحو نصف عام دون بوادر حل دبلوماسي وسياسي، فإن تغيير زيلينسكي بات أمرًا صعبًا كونه تحول لما يمكن اعتباره عنوانًا ورمزًا للصراع بين المحورين: الروسي والأطلسي”.
لافتًا إلى أن: “إثارة روسيا لهذا الموضوع مجددًا؛ الهدف منه بلا شك التصعيد الدبلوماسي والتلويح بالخيارات الأقصى، وبالتالي فهي محاولة لإلقاء الكرة في الملعب الأوكراني من زاوية أن التغيير السياسي الداخلي بأوكرانيا سيقود لنهاية الحرب وحقن الدماء، فيما يتحدث زيلينسكي في المقابل عن المستقبل وعن إعادة الإعمار؛ ما يشي أنه ليس مستعدًا لترك الساحة السياسية كما تطرح موسكو، وهكذا سيشتعل الصراع بين الطرفين أكثر، وربما يكون شخص زيلينسكي ومسألة بقائه أو تنحيه من أبرز القضايا المطروحة للنقاش وللشد والجذب في ظل دخول الحرب شهرها السادس”.
عنوان المرحلة الثالثة من الحرب..
فيما يقول الكاتب والمحلل السياسي؛ “جمال آريز”، إن: “هذا الكلام ليس جديدًا تمامًا، حيث لا ننسى أنه قبيل بدء الحرب وفي بدايتها، كان الخطاب الروسي يُركز على ما يُسميه إسقاط حكومة النازيين في كييف، وإن تم طبعًا تخفيف حدة هذه النبرة مع تواصل الحرب، وإخفاق الروس في السيطرة على العاصمة الأوكرانية في زمن قياسي كما كان متوقعًا”؛ على حد زعمه.
ويضيف “آريز” إن: “عودة الروس للحديث عن إسقاط زيلينسكي مجددًا، ربما تُمثل مقدمة لتفعيل الخطة الروسية الأولى التي كانت تهدف بالفعل لإسقاط حكومة كييف وإحلال نظام آخر فيها يكون مواليًا لروسيا ومتصالحًا معها، خاصة بعد استتباب الأمر الواقع العسكري والإداري لهم في مناطق واسعة من شرق أوكرانيا وجنوبها؛ مثل دونباس وخيرسون، وهو ما يدفع موسكو على ما يبدو للتفكير في اعتماد خيار بسط السيطرة على كامل أوكرانيا وإسقاط زيلينسكي، الذي قد يغدو عنوان المرحلة الثالثة من الحرب بمساوماتها وصفقاتها، والذي أسماه لافروف الهدف الأسمى”.