18 أبريل، 2024 5:28 م
Search
Close this search box.

إسقاط الطائرة الروسية .. كمين إسرائيلي واستفزاز متعمد للرد على اتفاق “سوتشي” بين روسيا وتركيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تصعيد جديد للأحداث على الحدود “السورية-الإسرائيلية”، سقطت طائرة روسية، أمس الثلاثاء 18 أيلول/سبتمبر 2018، بالقرب من “سوريا”، ما أسفر عن مقتل 15 عسكريًا كانوا على متنها.

وعلى الفور حملت “موسكو”، القوات الجوية الإسرائيلية اللوم، وتعهدت بالرد على “تل أبيب” بالطريقة المناسبة.

التقارير الإعلامية الروسية تقول إن “إسرائيل” لا تعي خطورة المأزق الذي ورطت نفسها فيه، مؤكدة على أنها بذلك تخطت كل الخطوط الحمراء.

وكانت “وزارة الدفاع الروسية”، قد أعلنت في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، أن “قاعدة حميميم” الجوية في “سوريا” فقدت، مساء الاثنين، الاتصال مع طاقم الطائرة الروسية فوق البحر المتوسط على بُعد 35 كليومترًا، بالتزامن مع إعلان النظام السوري أن هجومًا صاروخيًا بحريًا استهدف مواقع في “مدينة اللاذقية”، وضرب “قاعدة حميميم”.

وقالت “الدفاع الروسية”؛ إن فرقاطة فرنسية أطلقت صواريخ قبالة السواحل السورية، وهذا ما نفته “فرنسا” لاحقًا.

سقطت بخطأ غير مقصود..

وبعد ساعات نشرت “وزارة الدفاع الروسية” بيانًا أوضح أن الطائرة سقطت بسبب خطأ غير مقصود اقترفته منظومة الدفاع السورية؛ خلال تصديها للغارات الجوية التي شهدتها “اللاذقية”.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء “إيغور كوناشينكوف”، إن الطيارين الإسرائيليين عمدوا إلى التستر بالطائرة الروسية، مما جعلها عرضة لنيران الدفاعات السورية التي تسببت بسقوطها، ومقتل 15 عسكريًا كانوا على متنها.

وكشف بيان “وزارة الدفاع الروسية” أن “تل أبيب” لم تحذر القيادات الجوية الروسية في “سوريا”، ولكنها أبلغت عن عمليتها العسكرية من خلال الخط الساخن قبل دقيقة واحدة من تنفيذ الضربة، لذا لم تتمكن من إبعاد الطائرة إلى منطقة آمنة.

لم يبلغوا الجانب الروسي خوفًا من فشل خططهم..

ورجح البيان أن الإسرائيليين تعمدوا عدم إبلاغ الروس عن عمليتها العسكرية قبل مدة كافية؛ كي لا تصل المعلومات للجانب السوري وتفشل خططهم.

وتوعدت “وزارة الدفاع الروسية” برد قاس على أعمال تتنافى مع “روح الشراكة الروسية الإسرائيلية”، مؤكدة على أن “روسيا” تحتفظ بحقها في القيام برد مناسب، حسب ما نقلته وكالة (سبوتنيك) الروسية.

“ديمتري بيسكوف”، المتحدث الصحافي باسم الكرملين، قال إن “موسكو” تشعر بقلق بالغ بسبب الوضع.

استدعاء السفير الإسرائيلي..

كما استدعت “الخارجية الروسية”، السفير الإسرائيلي في موسكو، على خلفية حادثة الطائرة (إيل-20) في “سوريا”.

واتصل وزير الدفاع الروسي، “سيرغي شويغو”، بنظيره الإسرائيلي، “ليبرمان”، وأخبره أن كل اللوم يقع على “إسرائيل” في اسقاط الطائرة، حسبما نقلته تقارير إعلامية روسية.

وأكد “شويغو” لنظيره الإسرائيلي أن تصرفات القوات الإسرائيلية غير مسؤولة، خاصة وأن قوات الاحتلال لم تُخبر القوات الروسية بأفعالها في “سوريا”.

ورفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي التعليق على اتهامات “موسكو”، وقالت إن القيادة السياسية والعسكرية لن يعلقوا حاليًا على الاتهامات بالتورط بسقوط طائرة (إيل-20) في “سوريا”، حسب ما نقلته وكالة (سبوتنيك) الروسية.

الجيش الإسرائيلي يلوم سوريا..

إلا أن “الجيش الإسرائيلي” أصدر بيانًا، أمس الثلاثاء، أعرب خلاله عن أسفه لمقتل طاقم طائرة روسية أسقطتها نيران الدفاعات الجوية السورية.

وألقى، “الجيش الإسرائيلي”، باللوم على “سوريا” في إسقاط الطائرة الروسية، موضحًا أن بطاريات سورية مضادة للطائرات أطلقت النار عشوائيًا ولم تكلف نفسها ضمان عدم وجود طائرات روسية في الجو.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، ردًا على طلب تعقيب من وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك): “نحن لا نعلق على تقارير من الخارج”، في إشارة إلى تقرير “وزارة الدفاع الروسية” عن الهجمات في “سوريا”، وفقدان طائرة استطلاع وعلى متنها طاقمها المكون من 14 شخصًا.

كما أضاف؛ أن “إسرائيل” تعتبر أيضًا “إيران” و”حزب الله” شريكان بالمسؤولية عن هذا الحادث المؤسف.

نتيجة ملابسات عارضة..

من جانبه؛ قال الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، تعليقًا على إسقاط الطائرة، أنه كان نتيجة سلسلة ملابسات مأسوية عارضة.

ويبدو أن تصريحات “بوتين”، التي أدلى بها بعد محادثات مع رئيس وزراء “المجر” في “موسكو”، تخفف إلى حد ما من الانتقاد الروسي لـ”إسرائيل”، رغم أنه قال إن “روسيا” ما زالت بحاجة لدراسة ما حدث.

وقال “بوتين”، للصحافيين: “أعتقد أن من المرجح أن هذه الواقعة كانت عبارة عن سلسلة من الأحداث المأساوية العارضة، لأن طائرة إسرائيلية لم تسقط طائرتنا، لكن من دون شك نحتاج لأن نقف على حقيقة ما حدث”.

وذكر أن رد “موسكو” سيهدف إلى تأمين سلامة الأفراد العسكريين في الحرب الأهلية السورية المعقدة التي تدعم عدة قوى خارجية أطرافًا متحاربة فيها.

وقال “بوتين”: “بالنسبة لإجراءات الرد، فستهدف في المقام الأول لتعزيز ضمانات سلامة أفرادنا ومنشآتنا العسكرية في سوريا، وستكون هذه خطوات ملحوظة للجميع”.

إسرائيل استخدمت نظام التمويه الجوي..

تعليقًا على الحادث؛ أكد نائب قائد فوج الصواريخ الروسية المضادة للطائرات في “سوريا” على أن الإسرائيليين استخدموا نظام “التمويه الجوي”، فتجمعت قاذفاتهم حول (إيل-20) الضخمة على شكل “كومة” فحوّلوها ضحية لعمليتهم.

وقال مقدم الدفاع الجوي، “فيكتور خوستوف”، المشارك في العمليات العسكرية في “سوريا”، لصحيفة (كومسومولسكايا برافدا)، أمس الثلاثاء: “لقد تسترت الطائرات الإسرائيلية المغيرة خلف طائرة الاستطلاع الروسية (IL-20)، فاندمجت علامات تعريف كل من طائرتي الاستطلاع (IL-20) وطائرات (F-16) الإسرائيلية. ولم يتمكن السوريون من ضربهم بواسطة صواريخ (S-200) في تلك اللحظة، لأن نظام تعريف (الغريب) المخيط في أدمغة أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، لم يسمح بذلك. لكن هذا النظام مُعد فقط لمنع إطلاق الصاروخ من تلقاء نفسه، ولكن عندما يتم إطلاقه بالفعل، لا يمكن إعادة توجيهه”.

وأضاف قائلاً: “ومع ذلك؛ فإن الصاروخ نفسه مرتب بحيث يتلقى رأسه القتالي الإشارة الأقوى الصادرة من الأهداف الموجه نحوها، وسطح طائرة (IL-20) أكبر بكثير من سطح المقاتلة الإسرائيلية، بطبيعة الحال يعكس إشارة أقوى، فيلتقط الصاروخ هذه الإشارة ويعتبرها الهدف الأقوى، فيتوجه تلقائيًا إليها من أجل تدمير  الجسم الصادرة منه”.. “عندما قامت المقاتلات الإسرائيلية بتغيير مسارها، ظهرت على شاشة رادار (S-200) هناك علامة طائرات (غريبة) ففتح الدفاع الجوي السوري النار. وهنا، أنا متأكد من أن طائرتنا استهدفت بصاروخ (صديق)”.

بالإضافة إلى ذلك؛ لا ننسى أن منظومات (S-200) هي سلاح قديم. وتدريب المتخصصين في الدفاع الجوي السوري، على أقل تقدير وبكلام ملطف، غالبًا ما نتمنى أن يكون أفضل مما هو عليه بالفعل.

وحول ما إذا كانت طائرة (إيل) مزودة بنظام تحذير من هجوم صاروخي من الأرض أو من الجو ؟.. قال المقدم “خوستوف”: “بالطبع؛ هناك نظام تحذير من هجوم صاروخي على متن هذه الطائرة، لكن من الصعب أن نتخيل قيامها بمناورة سريعة للهروب من صاروخ يطاردها… لأنها آلة جوية ضخمة، حيث تبلغ مساحة الجناح الواحد 14 مترًا مربعًا، فهي ليست مقاتلة صغيرة يمكنها الإلتواء والهرب بعيدًا”.

يجب تحميل الإسرائيليون المسؤولية..

وردًا على سؤال؛ لماذا لم تقم طائرة (إيل) بمناورة واحدة مضادة للصواريخ، على الأقل ؟.. قال الضابط المتخصص في الدفاع الجوي: “على أي حال، إن مرتكبي هذه المأساة هم الإسرائيليون. هم الذي قاموا بالاستفزاز، ويجب أن يتحملوا المسؤولية عن ذلك”.

وعن كيفية تحميل الإسرائيليين المسؤولية ؟.. قال المسؤول الروسي: “تصريحات وكلمات العزاء ببساطة، ستكون قليلة بالطبع وبالفعل. تساهلنا مع بني إسرائيل أطلق لهم العنان !.. وعندما نسأل لماذا نسمح لهم باختراق المجال الجوي السيادي لسوريا ؟، نجيب بطريقة ما إن دفاعاتنا الجوية لا تغطي سوى قواعدنا في حميميم وطرطوس ومجموعتنا البحرية في طرطوس، لكن بعد هذه المأساة، سيكون من المنطقي أن نعلن عن إغلاقنا سماء سوريا بوجه الضيوف غير المدعوين، وسنقوم بالتعامل معهم كطائرات معادية، في هذه الحالة، بطبيعة الحال، سنكون بحاجة لثلاثة أضعاف أنظمة الدفاع الجوي الموجودة بحوزتنا حاليًا لإغلاق كامل الفضاء الجوي فوق سوريا”.

كمين إسرائيلي..

من جانبه؛ أوضح الخبير العسكري الإستراتيجي، اللواء “محمد عباس”، أن “قيام إسرائيل بالإبلاغ عن الهجوم قبل دقيقة واحدة فقط؛ تدل على إداركها بأنه لا مجال على الإطلاق لإنذار الطائرة الروسية، وأن  قيامها بالتحليق في مسار الصورايخ الإسرائيلية التي أطلقت تجاه الأهداف السورية يعني أنها ستكون عرضة للصورايخ السورية”.

وجزم “عباس” بأن “ما حصل هو كمين إسرائيلي، ومن جملة ما هدف إليه الرد على أتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا، الذي تم من خلاله فرملة العدوان الغربي على سوريا، والذي كان يُحضر له عبر الفبركة الكيميائية، وفرق الخوذ البيضاء التي خسرت دورها، لأن هذه التحضيرات باتت فاشلة ولن تكون قادرة على هذه الفبركة”.

استفزاز متعمد..

بدوره؛ قال مدير مركز الدراسات العسكرية والسياسية في معهد العلاقات الدولية، “أليكسي بودبيريوزكين”: إن “الطائرة الروسية، (إيل-20)، في وضعية الهبوط؛ ولم يكن للطيارين الإسرائيليين إلا أن يروها، حيث انعكاساتها على شاشات الرادار أكبر بـ 100 مرة مقارنة مع ما يعكسه حجم الطائرة (أف-16)”.

وأضاف أن هذا كان بمثابة استفزاز متعمد، أدى إلى مقتل العسكريين الروس، لافتًا إلى “أننا الآن سنكون على حق أيضًا إذا قمنا بإرتكاب نفس الخطأ الإسرائيلي، كأن نبدأ بقصف القاعدة الإسرائيلية للقوات الجوية ذاتها التي تتمركز فيها طائرات (F-16). وهذا سيكون استجابة كافية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب