7 أبريل، 2024 3:39 م
Search
Close this search box.

“إسرائيل” .. ومسرح المواجهات القادمة في “حوض شرق البحر الأبيض المتوسط” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يشهد حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، خلال السنوات الأخيرة، تصاعدًا كبيرًا في التوتر بين دول المنطقة، وذلك نتيجة التنافس القائم بين هذه الدول على استغلال الموارد الطبيعية الموجودة في المنطقة وعلى رأسها “الغاز”.

جبهة جديدة..

حيث يقول الباحث الصهيوني، “أفرايم عنبر”، إن جُل اهتمام “إسرائيل” ينصب حاليًا على أنشطة التنظيمات المسلحة التي تعمل بالوكالة لصالح “إيران”، على الحدود الشمالية والجنوبية للدولة العبرية.

لكن لقاء القمة الخامس لقادة “إسرائيل واليونان وقبرص”، والذي إنعقد الأسبوع الماضي في مدينة “بئر السبع”، هو بالتأكيد لقاء إستراتيجي هام بالنسبة لمنطقة “حوض شرق البحر الأبيض المتوسط”، التي باتت تمثل جبهة جديدة للمواجهات.

طهران تتجه إلى شاطيء البحر المتوسط..

يرى “عنبر” أن القيادة الإيرانية، في “طهران”، تطمح إلى إنشاء ممر بري شيعي، يبدأ من “الخليج الفارسي” ليصل إلى شاطيء “البحر الأبيض المتوسط”.

وحتى يتحقق ذلك، تسعى “إيران” لإقامة قواعد عسكرية جوية وبحرية تابعة لها على شواطيء هذا البحر، ليكون بمقدورها إظهار قوتها أمام دول “البلقان” بطول ساحل “البحر الأبيض”، وكذلك غربًا نحو البلدان المسلمة في أوروبا.

ومن المعروف أن هناك بالفعل وجود إيراني وتركي، داخل الدول الإسلامية في “منطقة البلقان”، وهي “ألبانيا والبوسنة وكوسوفو”.

“إردوغان” والدوافع الإسلامية..

على الجانب الآخر؛ فقد تبنت “تركيا” سياسة خارجية جديدة، تهدف لاستعادة “الخلافة العثمانية”، عبر محاولات التوسع لبسط النفوذ الخارجي، وبدا ذلك واضحًا بعدما غزا الجيش التركي أجزاء من “سوريا” و”العراق”.

ولا يخفى على أحد أن هناك نزاعًا إقليميًا قديمًا بين “تركيا” و”اليونان” في بحر “إيغة”، الواقع ضمن منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث تسيطر “تركيا”، منذ عام 1974، على شمال “قبرص”. لكن الخطير في الأمر، أن “تركيا” الآن بزعامة، “رجب طيب إردوغان”، تنطلق سياستها من دوافع إسلامية، فهي تدعم “حركة حماس”، كما أقامت علاقات قوية مع العناصر الجهادية في “سوريا” و”ليبيا”، وكلاهما دولتان تُطلان على ساحل “البحر الأبيض المتوسط”.

وتقوم “تركيا” بتعزيز كفاءة قواتها البحرية، ولقد سبق لها أن هددت بإرسال سفن حربية تابعة لها لحماية السفن القادمة إلى “غزة” لكسر الحصار البحري، الذي تفرضه “إسرائيل” على “قطاع غزة”.

لم يعد تحت الهيمنة الغربية..

يُعرب الباحث الإسرائيلي عن أسفة الشديد؛ لأن “البحر الأبيض المتوسط”، لم يعد الآن تحت هيمنة الدول الغربية.

ففي عهد الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، سحبت “الولايات المتحدة” كثيرًا من قواتها البحرية التي كانت موجودة في المنطقة. وما يؤكد تراجع نُفوذ القوات العسكرية الأميركية، أن “الأسطول السادس الأميركي” لم يعد لديه حاملة طائرات بشكل دائم، في “البحر الأبيض”.

كما أن الأساطيل البحرية، التابعة لدول أوروبا الغربية، قد خفضت هي الآخرى، حجم قواتها ووجودها في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط. ورغم تعهد الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بتعزيز القوات العسكرية التابعة لـ”الولايات المتحدة”، إلا أنه يُبدي دوافع للحد من الدور الأميركي.

زيادة النفوذ الروسي..

في المقابل؛ يزداد ترسخ الوجود العسكري الروسي في “البحر الأبيض المتوسط”، لا سيما بعد أن هيمنت “روسيا” على القاعدة البحرية في “طرسوس” والقاعدة الجوية في “حميميم” السورية، بعد تدخلها العسكري الناجح في الحرب الأهلية.

كما أن “مصر” و”قبرص” تسمحان أيضًا لـ”روسيا” باستخدام موانئهما البحرية.

الأهمية الاقتصادية للمنطقة..

أما فيما يتعلق بالبُعد الاقتصادي، فقد إزدادت أهمية “شرق البحر الأبيض المتوسط” على المستوى الدولي، خاصة بعد اكتشاف “حقول الغاز الطبيعي” في قاع البحر، إضافة إلى احتمال اكتشاف حقول أخرى. وتلك الثروات الاقتصادية تُثير أطماع حلفاء “إيران”، (مثل سوريا وحزب الله)، وكذلك أطماع “تركيا” و”روسيا”.

لقد كان “حوض شرق البحر المتوسط” يحظى دائمًا باهتمام “إسرائيل”، لأن أكثر من 90% من تجارتها الخارجية تمر من خلاله. ولقد زادت “حقول الغاز”، المكتشفة في المياه الاقتصادية الإسرائيلية، من أهمية تلك المنطقة بالنسبة للدولة العبرية.

حيث من المتوقع أن يُسهم “الغاز” المُكتشف في تحقيق الرفاهية لـ”إسرائيل”، لأنه سيُوفر الطاقة الرخيصة والنظيفة، كما أنه سيُحول “إسرائيل” إلى دولة مُصدرة للطاقة.

ثروة الغاز بين التهديدات والأطماع..

لكن تلك الثروات، التي تمتلكها “إسرائيل” من “الغاز”، أصبحت مُهددة. حيث قامت “حركة حماس” بإطلاق صواريخ على إحدى المنصات البحرية النفطية التابعة لـ”إسرائيل”، كما هدد تنظيم “حزب الله” بنتنفيذ هجوم مماثل.

وربما تتبنى “روسيا” و”تركيا” أيضًا نهجًا أشد عدوانية. ومن المُحتمل أن تشهد المنطقة قريبًا وجود قوات بحرية تابعة لـ”إيران” لتحقيق الطموحات التوسعية ولبسط مزيد من النفوذ والهيمنة الشيعية.

هكذا تجد “إسرائيل” نفسها أمام جبهة مواجهات جديدة تهدد أمنها واستقرارها. لكن للأسف الشديد فإن “سلاح البحرية” لم يكن يحتل أولوية اهتمامات “الجيش الإسرائيلي”.

ولذا فإن “إسرائيل” أصبحت في حاجة ماسة إلى “سلاح بحرية” أقوى عُدة وعتادًا، مما هو عليه، نظرًا للتهديد الهائل المتمثل في العدد الكبير من الصواريخ الموجهة نحو “إسرائيل”، والتي تجعل مطاراتها ومواقعها الإستراتيجية أكثر عُرضة للخطر من أي وقت مضى.

إسرائيل والتحالفات الجديدة..

يؤكد “عنبر” على أن ضعف الوجود العسكري الإسرائيلي في “شرق البحر الأبيض المتوسط”؛ أصبح واضحًا وملموسًا، مقارنه بإنجازات “إسرائيل” على المستوى الدبلوماسي، حيث أصبحت “إسرائيل” متحالفة مع دول المنطقة، بما فيها “اليونان” و”قبرص”.

كما أن “مصر” أصبحت هي الأخرى، عضوًا غير مباشر في ذلك التحالف المكون من أربع دول تجمعها مصالح مشتركة في مجال الطاقة، وتراودها كثير من المخاوف، بسبب السياسة الخارجية التركية.

كما أن تعاون تلك الدول الأربع مع “واشنطن”، حول القضايا المتعلقة بـ”حوض شرق البحر الأبيض”، يُعد أيضًا أمرًا مهمًا. لذلك، تدرس “الولايات المتحدة” إمكانية إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع “إسرائيل” و”اليونان”. ومن المهم إذاً أن تسعى “إسرائيل” لإقامة تحالفات مع العديد من الدول لمواجهة التهديدات الجديدة في “حوض شرق البحر الأبيض المتوسط”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب