“إسرائيل” و”روسيا” .. هل ستعود العلاقات إلى ما كانت عليه ؟

“إسرائيل” و”روسيا” .. هل ستعود العلاقات إلى ما كانت عليه ؟

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

من المنتظر أن يكون اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، والرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، – الذي تم الإعلان عنه أثناء إنعقاد الجلسة الأخيرة للحكومة الإسرائيلية – من أهم اللقاءات التي جرت بين الزعيمين خلال الأعوام الأخيرة.

إذ لن يتطرق اللقاء فقط؛ لمسألة ضمان استمرار حرية حركة “القوات الإسرائيلية” في “سوريا”، بل سيتطرق أيضًا لمستقبل العلاقات الثنائية بعد الأزمة الخطيرة التي اندلعت بين الدولتين في أعقاب إسقاط  الطائراة الروسية بنيران أنظمة الدفاع الجوي السورية. بحسب ما أعلنه الكاتب والمحلل الإسرائيلي، “إيال زيسر”، في مقاله بصحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية.

موسكو تتوسط بين طهران وتل أبيب..

يقول “زيسر”: في ضوء ما أُعلن عن اللقاء المرتقب، أفادت أيضًا الصحافة العربية، أن “روسيا” قد عرضت التوسط بين “إسرائيل” و”إيران” من أجل تخفيف حدة التوتر بين الدولتين المتناحرتين، وربما التوصل إلى تفاهمات ووضع خطوط حمراء؛ فيما يتعلق بـ”النشاط الإيراني” في “سوريا”.

وبذلك؛ يمكن تجنب اندلاع مواجهة “إسرائيلية-إيرانية”، يرى الكثيرون أنها مواجهة حتمية، قد تندلع في أي وقت.

إسقاط الطائرة مجرد ذريعة !

يرى “زيسر” أن “موسكو”؛ ربما تكون قد أرادت الإكتفاء بأسلوب التعنيف والتوبيخ في معاقبة “إسرائيل”، وأنها أدركت أن المهم هو تزويد أنظمة الدفاع الجوي لجيش “بشار الأسد” بالصواريخ الروسية من طراز (S-300)، التي سوف تضيق نطاق تحليق الطيران الإسرائيلي في المجال الجوي السوري.

من المنتظر إذًا أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، بالرئيس الروسي، “بوتين”، كصديقين قديمين، لكن من المهم أن تستخلص “إسرائيل” العبر والدروس من حادث إسقاط الطائرة وما تلاه من تداعيات. ويبدو أن الحادث كان مجرد ذريعة للروس وحافزًا لهم، كي يقوموا بالإجراءات التي كانوا يعتزمون إتخاذها في كل الأحوال مع اقتراب نهاية الحرب في “سوريا”، سواء كانت تلك الإجراءات تتمثل في فرض قيود على حرية تحليق سلاح الطيران الإسرائيلي أو تزويد السوريين بالأسلحة المتطورة.

موسكو وليس واشنطن.. هي من دعم قيام إسرائيل !

أشار “زيسر” إلى أن العلاقات “الإسرائيلية-الروسية”، كانت؛ مع بداية قيام الدولة العبرية، تتسم بالصداقة الرائعة. فـ”روسيا” – وليست “الولايات المتحدة الأميركية” – هي التي ساندت الدولة العبرية، التي قامت للتو، وأمدتها بالأسلحة، حتى وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر، بل من خلال “تشيكوسلوفاكيا”. على حد زعم الكاتب العبري.

ليس حبًا في اليهود..

لقد سمحت “روسيا”، أيضًا، بهجرة مئات الآلاف من اليهود المقيمين في دول أوروبا الشرقية – التي كانت خاضعة لسيطرتها – إلى “إسرائيل”.

لكن “روسيا”، (أو بالأحرى الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت)، لم تفعل ذلك هباءً أو حبًا في اليهود، بل فعلت ذلك كراهية في “بريطانيا” وحلفائها في العالم العربي.

موسكو تتخلى عن إسرائيل وتدعم العرب..

لكن بعدما رفضت “إسرائيل” أن تدور في فلك “الاتحاد السوفياتي”، كما كان يأمل الروس، سرعان ما غيرت “موسكو” النهج الذي كانت عليه. أما في الدول العربية، مثل “مصر” و”سوريا”، فقد قامت أنظمة ثورية بقيادة ضباط الجيش المناهضين للغرب. وكانت تلك الأنظمة تريد أن تتزود بالأسلحة، فاستغل “الاتحاد السوفياتي” ذلك وسارع بإمدادهم بالأسلحة.

السلاح الروسي أشعل الحروب !

يزعم “زيسر” أن تلك الأسلحة الروسية كانت وسيلة في يد “موسكو” للإحتفاظ بالعلاقات القوية مع العالم العربي، غير أن تلك الأسلحة أدت إلى تفاقم التوتر بين العرب وإسرائيل، ثم كانت في نهاية الأمر، سببًا في إشعال الحروب بمنطقة الشرق الأوسط. وهذا ما حدث بالفعل في عام 1956، ثم في عام 1967، فكانت النتيجة الحتمية هي تدهور العلاقات بين “تل أبيب” و”موسكو”، ثم القطيعة التامة بينهما عام 1967.

روسيا بين الأمس واليوم..

على الرغم من أن الرئيس الروسي الحالي لا يخفي رغبته في إعادة بلاده إلى أيام مجدها؛ حينما كانت قوة عُظمى، إلا أن “روسيا” بقيادة، “بوتين”، ليست هي “الاتحاد السوفياتي”، وخاصة فيما يتعلق بـ”إسرائيل”.

لكن هناك أمور عديدة لم تتغير في “موسكو”، مثل: استمرار العداوة الشديدة للغرب و”الولايات المتحدة”. و”إسرائيل”، شاءت أم أبت، تُعد في نظر “موسكو” جزءً من الكتلة الغربية. ومثل، الإعتقاد الجازم بأن بيع الأسلحة المتطورة كان ولا يزال بمثابة الورقة الرابحة لدى “الروس”، في سعيهم لتوسيع  نطاق نفوذهم عبر العالم والشرق الأوسط بطبيعة الحال.

مثلث “موسكو-طهران-تل أبيب”..

في هذا السياق؛ تجدر الإشارة إلى أن “موسكو” تربطها بالفعل علاقات ودية بـ”إسرائيل”، لكن “إيران” هي الحليف الإستراتيجي لـ”روسيا”، ويحاول الروس من خلال “إيران” أن يعودوا إلى بسط النفوذ في منطقة الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، فإن لدى “إيران” و”روسيا” عدو مشترك يتمثل في “الولايات المتحدة الأميركية”.

وتتمثل المصلحة الإسرائيلية بالطبع؛ في استعادة التفاهمات مع “موسكو”، والأهم من ذلك استعادة العلاقات الودية معها. ولكن من المهم في الوقت نفسه، فهم ماهية التحدي الذي ستواجهه “إسرائيل” في التعامل مع “روسيا” مستقبلاً.

وأخيرًا؛ يؤكد “زيسر” أنه على النقيض من العلاقات “الإسرائيلية-الأميركية” – التي تعتمد على دعم الرأي العام الأميركي لـ”إسرائيل”، إلى جانب منظومة التوازنات – بين الإدارة الأميركية والكونغرس – التي تحمي العلاقات “الأميركية-الروسية” من التقلبات غير المتوقعة، فإن كل الأمور في “روسيا” تبدأ وتنتهي في “الكرملين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة