29 مارس، 2024 6:29 م
Search
Close this search box.

إسرائيل .. “كنز إستراتيجي” للولايات المتحدة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً تحليليًا للكاتب الإسرائيلي، “يورام أتينغر”، تناول فيه طبيعة العلاقات “الإسرائيلية-الأميركية” ومراحلها.

مؤكدًا على أن تلك العلاقات تخدم، في المقام الأول، المصالح الأميركية، لدرجة أن “إسرائيل” أصبحت كنزًا إستراتيجيًا لـ”الولايات المتحدة”. ولولا ما تتمتع به “إسرائيل” من قدرات فائقة في المجالات الاستخباراتية والتكنولوجية لخسرت “الولايات المتحدة” الكثير.

تقييم العلاقات “الأميركية-الإسرائيلية”..

يقول “أتينغر”: إن التقييم الحقيقي للعلاقات “الإسرائيلية-الأميركية” لا يتعلق بقضايا الصراع العربي الإسرائيلي أو الشأن الفلسطيني أو حتى المُكَّون اليهودي في “الولايات المتحدة”، فتلك كلها قضايا ثانوية مقارنة بالسياق الإقليمي والعالمي.

أما التقييم الحقيقي للعلاقات “الإسرائيلية-الأميركية”، فيتعلق بمصالح “الولايات المتحدة” في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، ويتعلق أيضًا بقدرات “إسرائيل” على المستووين العملياتي والتكنولوجي.

واشنطن كانت ترفض الإعتراف بإسرائيل !

أشار المحلل الإسرائيلي إلى أن “وزارة الخارجية الأميركية” و”البنتاغون” و”وكالة المخابرات المركزية”، كانوا قد رفضوا الإعتراف بـ”إسرائيل”، في عام 1948، ومنعوا تزويدها بالأسلحة، بمزاعم ومبررات ثبُت بطلانها لاحقًا، وهي أن “إسرائيل” ستكون حليفًا لـ”الاتحاد السوفياتي”، وأن الأقلية العربية سوف تُصبح هي الأغلبية، وأن الجيوش العربية ستسحق “إسرائيل”، وأن “إسرائيل” ستكون عبئًا على الغرب و”الولايات المتحدة” في منطقة الشرق الأوسط.

وفي حرب عام 1956؛ قام الرئيس الأميركي السابق، “أيزنهاور”، بإجبار “إسرائيل” على الانسحاب التام من شبه جزيرة “سيناء” و”قطاع غزة”. وفي عام 1967، هدد الرئيس الأميركي، “غونسون”، إسرائيل، بعدم المبادرة بشن ضربة وقائية، حيث قال: “إن إسرائيل لن تكون وحدها، طالما لم تعمل وحدها”.

نكسة 67 قلبت الموازين..

أوضح الكاتب الإسرائيلي؛ أن الضربة الوقائية التي نفذها الجيش الإسرائيلي، في حرب عام 1967، هي تحديدًا التي دفعت “الولايات المتحدة” للإعتراف بـ”إسرائيل” ودعمها في مواجهة الدول العربية و”الاتحاد السوفياتي”.

فيما أدى الانتصار الإسرائيلي إلى سحق جيشي “مصر” و”سوريا”، المواليين لـ”الاتحاد السوفياتي”، واللذين كانا يهددان “تركيا” والدول العربية الموالية لـ”الولايات المتحدة”، ويهددان أيضًا “إيران”، (التي كانت تحت قيادة الشاه الموالي للولايات المتحدة).

كما أدى الانتصار العسكري الإسرائيلي إلى إحباط  مساعي الرئيس المصري، “عبدالناصر”، لتولي زعامة “القومية العربية”، التي كانت ستعزز مكانة “الاتحاد السوفياتي” وتقوض مكانة “الولايات المتحدة الأميركية” في المنطقة.

إسرائيل كنز إستراتيجي للولايات المتحدة..

بحسب “أتينغر”؛ فإن حرب عام 1967 غيرت مفاهيم “الولايات المتحدة”، فبدأت تعتبر “إسرائيل” كنزًا إستراتيجيًا مهمًا لها، بعدما كانت تعتبرها عبئًا عليها، وسرعان ما تكشفت أهمية ذلك الكنز.

ففي عام 1970؛ عندما كانت “الولايات المتحدة” غارقة في المستنقع الفيتنامي، قامت “سوريا”، الموالية لـ”الاتحاد السوفياتي”، بغزو “الأردن”، المؤيد لـ”أميركا”، لكن القوات السورية انسحبت على الفور، بعد الرسالة الرادعة التي وجهتها “إسرائيل” عبر تعزيز قواتها في مرتفعات “الجولان”.

كما كشفت “عملية عنتيبي”، عام 1976، مدى قدرات “إسرائيل” الاستخباراتية والعملياتية في محاربة الإرهاب، الذي بات يشكل تهديدًا لـ”الولايات المتحدة” والغرب.

أما تدمير “المفاعل النووي العراقي”، في عام 1981، فقد أكد قدرة الردع الإسرائيلي، ووفر على “الولايات المتحدة” مشقة المواجهة النووية المحتملة مع الرئيس العراقي الراحل، “صدام حسين”، بعد قيامه بغزو “الكويت” عام 1990.

إسرائيل.. موقع أميركي مُتقدم في الشرق الأوسط..

خلافًا للفهم السطحي الذي رأى بأن التعاون بين “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” كان نتيجة للتهديد السوفياتي، فقد أدى تفكك “الاتحاد السوفياتي”، في عام 1991، إلى الانتقال من عالم ثنائي القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب. وأدى هذا الوضع الجديد إلى زيادة أهمية “إسرائيل”، باعتبراها موقعًا متقدمًا لحماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط الملتهب.

يؤكد المحلل الإسرائيلي أن اندلاع “تسونامي”، الربيع العربي في عام 2010، والذي لا تزال أحداثه مستمرة في الوقت الراهن، وكذلك التهديد المتزايد والمتفاقم لنظام الحكم الإيراني، يزيدان من خطر الإرهاب السُني والشيعي على العالم الحُر، ويهددان أي نظام عربي موالٍ لـ”الولايات المتحدة”. وهذا بالطبع يعزز أهمية دور “إسرائيل” في حماية تلك الأنظمة، وفي التصدي لحكام “إيران” وإسقاطهم، ومنع القلاقل في الشرق الأوسط.

التعاون بين إسرائيل والعرب دون حل “القضية الفلسطينية” !

ختامًا أشار “أتينغر” إلى أنه قد ثبت خطأ مقولة إنه يجب على “الولايات المتحدة” الاختيار بين “إسرائيل” والعرب، طالما لم يتم التوصل إلى حل لـ”القضية الفلسطينية”. لكن الواقع يؤكد أن التعاون يزداد بين “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، إلى جانب تعزيز التعاون بين “إسرائيل” والدول العربية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب