إسرائيل على صفيح ساخن .. حاخامات يحرضون لإحباط الحكومة الجديدة و”الشاباك” يحذر من سفك الدماء !

إسرائيل على صفيح ساخن .. حاخامات يحرضون لإحباط الحكومة الجديدة و”الشاباك” يحذر من سفك الدماء !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

باتت “إسرائيل” على موعد مع التقلبات السياسية الملتهبة، التي قد تؤدي إلى مجازر دموية، ففي الوقت الذي أعلن فيه مكتب رئيس البرلمان الإسرائيلي، (الكنيست)، “ياريف ليفين”، أنه يعتزم إبلاغ النواب رسميًا، غدًا الإثنين، بإعلان المعارضة، تشكيل ائتلاف لإزاحة رئيس الوزراء المخضرم، “بنيامين نتانياهو”.

أصدر كبار حاخامات الصهيونية الدينية في “إسرائيل” بيانًا، مساء أمس السبت، ضد تشكيل: “حكومة التغيير”، دعوا فيه أتباعهم إلى: “القيام بأي شيء كي لا تتشكل حكومة كهذه”.

جاء البيان بعد وقت وجيز على إطلاق رئيس (الشاباك)، “ناداف أرغمان”، مساء أمس؛ تحذيرًا من حدوث اغتيالات سياسية في بلاده، جراء إزدياد التطرف الخطير في النقاش العنيف والمُحرض، خصوصًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تتناقض مع رغبات الشعب..

وقال بيان الحاخامات، تحت عنوان: “دعوة حاخامات إسرائيل”، إن الحكومة التي أعلن رئيس حزب (ييش عتيد)، “يائير لابيد”، عن تشكيلها، الأسبوع الماضي: “تتناقض بشكل كامل مع رغبة الشعب؛ مثلما تم التعبير عنها بشكل حاسم في الانتخابات الأخيرة. وليس متأخرًا القيام بذلك، وهذا ما زال ممكنًا بكل تأكيد”.

واعتبر الحاخامات، وفي مقدمتهم، “حاييم دروكمان”، أنه: “لا يمكن الاستسلام لواقع تتشكل فيه حكومة في إسرائيل ستستهدف الأمور الأساسية جدًا في شؤون الدين والدولة، والتي كانت سائدة منذ قيام دولة إسرائيل وحتى اليوم؛ بواسطة جميع حكومات إسرائيل”.

وتابع البيان: “لا شك في أن حكومة كهذه؛ ستلحق ضررًا في الشؤون الأمنية أيضًا، التي في صلب وجودنا باعتمادها على مؤيدي الإرهاب، وسيكون فيها وزراء يدعون المحكمة الجنائية الدولية، في لاهاي، إلى التحقيق مع ضباط الجيش الإسرائيلي حول جرائم حرب”، في إشارة إلى حزب (القائمة الموحدة) الإسلامي، وتصريحات سابقة لزعيم حزب (ميرتس)، “نيتسان هورويتز”، بشأن: “الجنائية الدولية”.

وأدعى “دروكمان”، في تسجيل مصور، في وقت لاحق السبت، أنه: “لا يوجد هنا أي تحريض، والتحريض موجود في مخيلة أولئك الذين يقولون ذلك فقط”، وأنه: “بالإمكان القيام بكل ما هو ممكن بطريقة ديمقراطية من أجل منع تشكيل هذه الحكومة”.

التحريض قد ينتهي بسفك الدماء !

وكان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي، (الشاباك)، “نداف أرغمان”، قد حذر من أن التحريض ضد الحكومة الجديدة؛ قد ينتهي بسفك الدماء في “إسرائيل”.

وقال “أرغمان”، في تحذير علني نادر، يدق ناقوس الخطر، إن مناخ التحريض الحالي قد يؤدي إلى سفك دماء مأساوي في “إسرائيل”، بحسب صحيفة (غيروزاليم بوست).

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا تحذير علني نادر من “أرغمان”، الذي عادة ما يوجه التحذيرات بشكل سري للسياسيين الذين يقررون بعد ذلك إذا ما كان سيتم إخبار الجمهور وكيفية القيام بذاك.

وذُكر أن رئيس (الشاباك)؛ قرر أن يُصدر البيان بنفسه، لعدم ثقته في أن تحذيره سوف يصل إلى الجمهور، نظرًا لأن عناصر من ائتلاف (الليكود) الحاكم، الذي قد يغادر السلطة خلال الأسبوع القادم، تردد أنها وراء بعض التحريض.

ودفع تصاعد خطاب العنف إلى بدء توفير حراسة أمنية لزعيم حزب (يمينا)، “نفتالي بينيت”، الذي سيتولى رئاسة الوزراء، خلال أول عامين، من ولاية الائتلاف الجديد، على افتراض حصوله على الموافقة اللازمة من “الكنيست”.

وقال “أرغمان”: “لقد شاهدنا مؤخرًا أن خطاب العنف والتحريض قد تصاعد وأصبح أكثر تطرفًا، لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي”.

تشكيل حكومة بالتناوب..

والأربعاء الماضي، أبلغ “يائير لابيد”، رئيس حزب (هناك مستقبل)، (وسط)، رئيس “إسرائيل”، “رؤوفين ريفلين”، أنه تمكن من تشكيل حكومة.

وستكون رئاسة الحكومة الجديدة بالتناوب، بين “لابيد”؛ ورئيس حزب (يمينا)، “نفتالي بينيت”، لمدة عامين لكل منهما، بحيث يبدأ الأخير المهمة أولاً.

وفي أول تعليق له؛ قال “نتانياهو”، الذي سبق وفشل في تشكيل حكومة عقب الانتخابات الأخيرة، التي جرت في 2 آذار/مارس الماضي: “يجب على أعضاء (الكنيست) اليمينيين معارضة حكومة اليساريين الخطرة”.

وتتألف حكومة “بينيت-لابيد”، من 8 أحزاب؛ تضم مختلف ألوان الطيف السياسي في “إسرائيل”، بداية من أقصى اليمين، (يمينا)، وصولاً إلى أقصى اليسار، (ميرتس).

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تزايدت، مؤخرًا، موجة العنف اللفظي الموجهة إلى قادة اليمين الإسرائيلي الذين أعلنوا إنضمامهم إلى الحكومة الجديدة.

ويتذكر الإسرائيليون جيدًا واقعة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، “إسحاق رابين”، برصاص اليميني المتطرف، “يغال عامير”، في 4 تشرين ثان/نوفمبر 1995، في “تل أبيب”، اعتراضًا على توقيعه اتفاق “أوسلو” مع الفلسطينيين.

يُحاول إفشال الحكومة..

في الوقت ذاته، قالت “وزارة الخارجية والمغتربين” الفليسطينية؛ إن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، “بنيامين نتانياهو”، يُحاول إفشال تشكيل ما تُسمى: “حكومة التغيير”، في “إسرائيل”، عبر تفجير الأوضاع في “القدس” وتصعيد العدوان على مقدساتها ومواطنيها.

وأضافت “الخارجية الفليسطينية”، في بيان صحافي، اليوم الأحد، أن “نتانياهو” يحاول تكرار التجربة التي خاضها في جولة الصراع الأخيرة من خلال تحريض “بن غابير” و”سموتريتش” للخروج بما تسمى: مسيرة الأعلام الاستفزازية، واستمرار تشديد الحصار على “حي الشيخ جراح”، وتحويله الى ثكنة عسكرية، وقمع المواطنين والمتضامنين والصحافيين في “حي الشيخ جراح”، وآخرها اعتقال الناشطة، “منى الكرد”، إضافة إلى الاقتحامات المستمرة والمتصاعدة لـ”المسجد الأقصى” المبارك.

وحذرت من مواصلة “نتانياهو” لسياسته الاستعمارية التوسعية، التي طالما انتهجها منذ صعوده إلى سدة الحكم، في عام 2009، “والتي يدفع شعبنا أثمانها الباهظة باستمرار”، مشيرة إلى أن: “شعبنا بات الضحية الدائمة للصراعات والتجاذبات الحزبية والسياسية في إسرائيل، وهو ما يُهدد أيضًا بإفشال الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار ووقف العدوان المتواصل على شعبنا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة