15 نوفمبر، 2024 7:30 م
Search
Close this search box.

إسرائيل تُريد التصعيد وأميركا ترى تحويل المسّار .. إلى أين تسّير الحرب بعد انتهاء الهدنة في “غزة” ؟

إسرائيل تُريد التصعيد وأميركا ترى تحويل المسّار .. إلى أين تسّير الحرب بعد انتهاء الهدنة في “غزة” ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني:

مع تمّديد الهدنة المؤقتة بين “إسرائيل” و(حماس) يومين إضافيين، بعد انتهاء الأربعة أيام الأولى؛ تسّتعد “إسرائيل” إلى المرحلة الثانية من الحرب على “غزة” باجتياح جنوب القطاع المحاصر، بعد أن شهد شماله ومنذ 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي، ضربات إسرائيلية عنيفة من غارات جوية وقصف مدفعي واجتياح بري بالدبابات والآليات العسكرية المنتشرة عند حدود القطاع الشرقية، وهو الأمر الذي تُحاول “الولايات المتحدة الأميركية” تفاديه في الوقت الحالي لمنع التصعيد.

تغيّير مسّار الحرب..

وتقول صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ أن الرئيس؛ “جو بايدن”، يسّعى إلى تغييّر مسّار الحرب في “قطاع غزة”، بعد نجاح جهود الهدنة المؤقتة التي أفضت إلى إطلاق سراح رهائن كانت حركة (حماس) تحتجزهم.

واعتبرت الصحيفة في تحليلٍ لها؛ أن إطلاق سراح الرهائن أعطى “بايدن” انتصارًا: “صغيرًا”، لكنه قوي: “عاطفيًاً”، خصوصًا بعد إطلاق طفلة أميركية مزدوجة الجنسية تبلغ من العمر: (04 سنوات)؛ قُتل والداها في هجوم (حماس)، يوم 07 تشرين أول/أكتوبر؛ بحسب مزاعم الآلة الدعائية الأميركية الصهيونية.

لكن التحدي الأكبر الذي يواجه “بايدن” الآن للمضي قدمًا لا يقتصر فقط على تحرير بقية الأميركيين المحتجزين كرهائن، بل أيضًا استخدام النجاح الذي تحقق في الأيام الأخيرة لتغييّر مسّار الحرب التي تلتهم “غزة”.

وكان “بايدن” قال في تعليق مقتضب خلال عطلة عيد الشكر؛ أن هدفه هو تمّديد فترة التوقف المؤقت في الحرب بين “إسرائيل” و”حماس”.

وقضى الرئيس جزءًا من عطلة نهاية الأسبوع محاولاً تحويل هذا الاستعداد إلى واقع، حيث اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، يوم الأحد، بعد يوم من التشّاور مع؛ الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، أمير “قطر”، الذي تعمل بلاده كوسّيط في المفاوضات.

وتؤكد الصحيفة الأميركية؛ أن لدى “بايدن” المصالح الأميركية التي يجب أن يأخذها في الاعتبار؛ بالإضافة إلى المصالح الإسرائيلية، بما فيهم الرهائن الذين يحملون الجنسية الأميركية.

وتقول (نيويورك تايمز)؛ إن امرأتين أميركيتين من المتوقع أن تكونان من بين الرهائن المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة النهائية من الصفقة الأولية بين “إسرائيل” و(حماس)، ما يترك: (07) أميركيين لدى الحركة، في وقتٍ يأمل فيه “بايدن” أن يؤدي تمديد فترة الهدنة مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن إلى إطلاق سراح بقية مواطنيه.

ورُغم أن “بايدن” دعم علنًا حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها، لكنه يأمل في حال عودة الحرب مرة أخرى، إعادة: “معّايرتها” لتجنب المزيد من الضحايا المدنيّين وتخفيف الأزمة الإنسانية في “غزة”.

انتقادات الجمهوريين والديمقراطيين..

ويواجه “بايدن”؛ بحسّب الصحيفة الأميركية، انتقادات مختلفة من الجمهوريين والديمقراطيين، ففي الوقت الذي ينتقد فيه البعض ارتفاع عدد الضحايا المدنييّن في “غزة”، يرى آخرون أن الرئيس يُمارّس ضغوطًا على “إسرائيل” أكثر من (حماس).

وفي حزبه؛ فقد تراجعت الانتقادات نوعًا ما مع الهدنة، بعدما تعرض سابقًا لهجوم من الجناح اليساري الديمقراطي، بعد أن تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية في مقتل الآلاف من المدنيين.

وأمرت “إسرائيل”، مطلع هذا الأسبوع، وعلى مدار الأيام الماضية، المدنيين في: (04) بلدات جنوب “قطاع غزة”، وهي: “خزاعة وعبسان وبني سهيلا والقرارة”؛ على المشارف الشرقية لمدينة “خان يونس”، والتي تؤوي عشرات الآلاف ممن فروا من مناطق الشمال، إلى المغادرة لنيتها توسّيع عملياتها العسكرية البرية في “غزة” حتى: “تحقيق الانتصار وإعادة المخطوفين”.

حماية المدنييّن شرط أميركي..

وحّث مسؤولون بإدارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، وفق صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، “إسرائيل”؛ على تأجيل تصعيد عملياتها العسكرية في جنوب “غزة”، حتى بلورة خطط حماية الأعداد الكبيرة من النازحين من شمال القطاع بعد اجتياحه.

وقال “جوناثان فاينر”؛ نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، للصحيفة إنه يجب على “إسرائيل” ضمان حماية المدنيين في خططها العسكرية في العمليات المتوقعة بجنوب “غزة”.

كما أنه يتعين على “إسرائيل” تضييّق منطقة المعارك وتوضيح الأماكن التي يستطيع المدنيون اللجوء إليها هربًا من القتال في جنوب “غزة”.

توقعات بتصاعد الهجمات الإسرائيلية..

وقبل أيام قالت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية؛ إن “إسرائيل” تعتقد أن أغلب قادة (حماس) تحركوا جنوبًا باتجاه “خان يونس”، ما يُشيّر إلى تصاعد وتيرة عنف الهجمات الإسرائيلية المرتقبة.

وتُعد منطقة “خان يونس” أعرض مناطق “غزة” بنحو: (12) كيلومترًا، ومن الممكن أن يُجبر هجوم إسرائيلي في جنوب “قطاع غزة” مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا أصلاً من اجتياح الشمال على النزوح مجددًا مع سكان “خان يونس”، التي يقطنها أكثر من: (400) ألف نسّمة.

ووفق الناطق باسم (الأونروا)؛ “كاظم أبو خلف”، فإن: (670) ألفًا من النازحين موجودون في: (97) منشأة بمنطقة الوسط و”خان يونس ودير البلح”، وفي مركز تدريب “خان يونس”، الذي يُعد أكبر منشآت (الأونروا)، ويوجد به: (21700) نازح.

توسّيع الحرب بالجنوب..

ويقول الخبير الروسي؛ “فلاديمر إيغور”، لموقع (سكاي نيوز عربية)، إنه: “على مدار الأيام الماضية شهدنا تناقضًا في التصريحات الإسرائيلية حول العمليات العسكرية القادمة؛ إن انتهت الهدنة ولم يتم تمديدها، فإسرائيل أعلنت سيطرة مزعومة على شمال القطاع، بينما لم تقض على (حماس) ولم تجد الأنفاق التي شّنت حربها بسببها ولم تحرر الرهائن إلا بموجب صفقة مع (حماس).

ويُضيف “إيغور” أن المعارك في الجنوب ستُمثل تحديًا كبيرًا أمام الجيش الإسرائيلي، الذي يدعي أن أسباب توسّيع الحرب جنوبًا، ترجع إلى أن الرهائن موجودين في جنوب القطاع وهو ذريعة لنقل الحرب لجنوب “غزة”.

قوة (حماس) الأساسية المكونة من: (03) كتائب متواجدة في الجنوب؛ ولم تدخل الحرب حتى الآن.

كما أن “إسرائيل” تُريد تعقب قادة (حماس) ممن تحركوا جنوبًا باتجاه “خان يونس”؛ ما يُنذر بتصاعد وتيرة الهجمات المرتقبة على جنوب القطاع.

وفق تقارير غربية؛ فإن “إسرائيل” تملك ميدانيًا ما يكفي لخوض حرب على جبهتين في آنٍ واحد، والغرب يوفّر لها الدعم الاقتصادي لتستمر في معاركها.

اتباع سيناريو “الأرض المحروقة”..

من جهته؛ يقول الخبير العسكري الأميركي؛ “بيتر أليكس”، لموقع (سكاي نيوز عربية)، أن استراتيجية “إسرائيل” في جنوب القطاع؛ لن تختلف كثيرًا عن معارك الشمال.

القوات الإسرائيلية خلال المرحلة الثانية من الحرب البرية بالجنوب؛ ستتوغل في أجزاء من “خان يونس والنصيرات والبريج”، بهدف مطاردة الفصائل الفلسطينية.

مضيفًا أن هناك من يُرجّح إقدام “إسرائيل”؛ في المراحل المتأخّرة، باجتياح الشريط الحدودي في “رفح”، حيث المعبر مع “مصر”، لتُسّيطر بشكلٍ كامل على الدخول والخروج من القطاع.

بمعنى أن “إسرائيل” ستتبع سيناريو: “الأرض المحروقة”، مثلما حدث في شمال “غزة”، حيث تُريد دفع سكان القطاع إلى النزوح عن أراضيهم وإخلاء القطاع من سكانه أو معظمهم، ما سيؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة