28 مارس، 2024 12:05 م
Search
Close this search box.

إسرائيل تكشف .. يهودي عراقي قاد الحرب الإعلامية الإسرائيلية ضد العرب

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

كشفت صحيفة “هاأرتس” الإسرائيلية عبر تقريراً نشرته مؤخراً، عن أحد الإسرائيليين من أصل عراقي, قامت الدولة العبرية بإستغلاله في حربها الإعلامية لتغييب عقول جماهير الأمة العربية أثناء نكسة 1967. حيث استغلت إسرائيل اليهود الذين هاجروا إليها من الدول العربية وأوكلت إليهم مهمة مخاطبة مواطني الأمة العربية المستمعين للإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية خلال عقود.

“منشى سوميخ”
خلال النكسة التي مضى عليها الآن خمسون عاماً, كانت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية تبث برامجها دون توقف, مستعينة باليهود الذين هاجروا لدولة اليهود من العراق لمخاطبة جماهير الأمة العربية. وأبرز من استعانت بهم هو اليهودي العراقي “منشى سوميخ” الذي هاجر للعيش في إسرائيل, وعمل هناك مديراً لقسم الإعلام السياسي في محطة الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية. وأوردت “هاأرتس” عن سوميخ قوله: “لقد كنا على تواصل مع القوات الإسرائيلية المُحاربة ومع القادة العسكريين, وعملنا كوسيلة إتصال مباشر بسكان المناطق العربية, حيث كُنا ننقل لهم التعليمات من قبل القوة العسكرية المتجهة نحوهم وكانت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية تبث الأخبار الحقيقية عن سير المعارك, وتكشف للمستمعين العرب الأكاذيب والأوهام التي كان يبثها الإعلام العربي”.

تضيف الصحيفة الإسرائيلية أن “منشى سوميخ” الذي تُوفي في آذار/مارس 2017 عن عمر يناهز 91 عاماً، هو من مواليد مدينة بغداد عام 1926 وتعلم في مدرسة “شماس” الثانوية اليهودية, وفي أربعينيات القرن الماضي كتب في بعض الصحف العراقية, ثم هاجر إلى إسرائيل عام 1951. عمل بإذاعة صوت إسرائيل باللغة العربية في بداية الستينيات, وترقى فيها حتى تقلد منصب مدير قسم الإعلام السياسي. وعمل سوميخ لأكثر من 30 عاماً في الإذاعة الإسرائيلية، وكان مسئولاً عن تغطية زيارة الرئيس السادات لإسرائيل عام 1977 وتغطية مفاوضات السلام مع مصر.

إستخدام المهاجرين العرب في الحرب النفسية
تشير هاأرتس إلى أن “سوميخ” كان واحداً من الصحفيين اليهود المُخضرمين الذين هاجروا إلى إسرائيل من العراق, وانضموا للعمل في إذاعة صوت إسرائيل الموجهة لعرب إسرائيل والمناطق الفلسطينية ولمواطني الدول العربية. وبفضل هؤلاء الصحفيين العراقيين أصبحت برامج صوت إسرائيل بالعربية تمثل مصدراً إعلامياً سياسياً هاماً للمواطنين العرب داخل إسرائيل وخارجها, لأن إدراك هؤلاء الصحفيين للعقلية العربية كان له دور هام ومتميز, حيث استطاعوا إيصال صوت إسرائيل للشعوب العربية, وشنوا حرباً نفسية ضد الجهات والمؤسسات الراديكالية في العالم العربي. “وفي أعقاب إنضمام المهاجرين العراقيين لصوت إسرائيل تم مد فترة ساعات البث الإذاعي, أولاً لسبع ساعات يومياً ثم إلى 14 ساعة. وكانت البرامج الإذاعية العربية تُذاع في البداية تحت إشراف ديوان رئيس الوزراء ووزارة الخارجية, إلى أن أصبحت أكثر إستقلالية منذ عام 1965 بعد سن قانون هيئة الإذاعة”.

سبق لصحيفة “هاأرتس” الإسرائيلية ونقلت عن سوميخ عام 2007 قوله: “كانت هناك حاجة لمواجهة التناقض بين العمل الصحفي الحر وبين الإعلام السياسي الذي هو بمثابة دعاية موجهة. حيث كان المستمعون في الدول العربية وكذلك قياداتهم يرون أن ما تبثه الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية يعكس المواقف الإسرائيلية الرسمية, وهذا ما جعل المحطة الإذاعية تحرص على نقل الحقيقة وتتحاشي الأمور التي قد تورط الدولة. صحيح أن أهداف الإذاعة كانت تخدم سياسة الحكومة الإسرائيلية, لكننا أولينا أهمية بالغة بالجانب المهني, وبالأسلوب الإذاعي وطريقة طرح مختلف القضايا”. مضيفاً: “كان المستمعون العرب يوجهون أسئلة صعبة ومُحرجة للعاملين بمحطتنا الإذاعية، وما كان من مفر أمام برنامج “من صندوق البريد” إلا أن يجيب على سؤال مثل: “ماهي خطة الترحيل” وللإجابة على ذلك أجرينا حوار مع “رحفعام زئيفي” وأذعنا آرائه التوضيحية بالكامل. وفي النهاية أشرنا إلى أن حزبه لا يضم سوى مقعدين فقط”.

وأشارت الصحيفة، نقلاً عن سوميخ، إلى أن “إذاعة صوت إسرائيل بالعربية كانت تضم أيضاً شخصيات من الدروز ومن عرب إسرائيل والمناطق الفلسطينية, إلى جانب اليهود الذين هاجروا من العراق ودول عربية أخرى. وكان من بين المستمعين لتلك الإذاعة اليهود الذين فضلوا البقاء في الدول العربية. فكانت الإذاعة توليهم إهتماماً بالغاً وتخشى على مصيرهم, لذا فلم تقم ببث أي برامج قد تسبب لهم أذى. كما أن إذاعة صوت إسرائيل بالعربية تناولت الحديث عن الدولة العبرية بإعتبارها دولة قوية ومتقدمة, على عكس الإعلام في الدول العربية الذي كان يصفها بأنها “دولة مزعومة”. حيث ركزت إذاعة صوت إسرائيل بالعربية على تأكيد حق الشعب اليهودي تاريخياً وشرعياً في العودة إلى وطنه بدعم أممي، كما أكدت على أن إسرائيل تنشد السلام والتعايش”.

إستراتيجية.. إحترام المشاعر الدينية للعدو
تؤكد الصحيفة الإسرائيلية على “إن المستمع العربي – المتأثر بلغته والفخور بها بإعتبارها لغة القرآن – قد استمع في برامج صوت إسرائيل إلى لغة عربية فُصحى وراقية, وهو ما لاقى كثيراً من الإستحسان. ولم يستمع المواطن العربي قط إلى ما يسئ إلى مشاعره الدينية. بل فوجئ بأن العدو يخاطبه بإحترام, ولا يستخف به, ولا يُسئ إليه حتى لو تطرق الحديث إلى قضايا حساسة وخلافية”.

في عام 1993 تم إغلاق قسم الإعلام السياسي التابع لصوت إسرائيل باللغة العربية. لكن الإذاعة لا تزال تعمل حتى اليوم. ويقول سوميخ: “زعم المسئولون في هيئة الإذاعة أنه بعد توقيع إتفاقية أوسلو لم تعد هناك حاجة لأسلوب الإعلام المُوجه. لكن التطورات التي حدثت لاحقاً أثبتت أن غلق قسم الإعلام السياسي وإختلاف طابع الإذاعة باللغة العربية وتغيير هيكلها كان يمثل خطأ فادحاً أدى إلى ترك الجماهير العربية فريسة للدعاية المُغرضة من قبل معارضي السلام ومنكري وجود دولة إسرائيل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب