كتب – سعد عبد العزيز :
في سياق التعاطي الإعلامي الإسرائيلي مع الأزمة الخليجية المحتدمة بين “السعودية والبحرين والإمارات المتحدة” من جهة وبين “قطر” من جهة أخرى، نشر موقع “إسرائيل اليوم” مقالاً للكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي “رؤوفين باركو” يتناول فيه دور “الشيخة موزة” والدة الأمير الحالي لدولة قطر في صياغة السياسات الداخلية والخارجية للدولة، كما يستعرض بعض ملفات السياسة القطرية في دعم التنظيمات الإسلامية، ثم يتطرق إلى تربص “إيران” واستفادتها من تلك الأزمة.
ابحث عن المرأة..
يقول “باركو” في مستهل مقاله: “إن المثل الفرنسي المشهور “cherchez la femme / ابحث عن المرأة”، يُقصد به أنه “عند حدوث أشياء غريبة ليس عليك إلا البحث عن أصابع المرأة”. وبالفعل فإن الإعلام العربي يشير إلى مسؤولية الشيخة “موزة” – زوجة أمير دولة قطر السابق الشيخ “حمد بن خليفة آل ثاني” ووالدة الأمير الحالي الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” – عن السياسة المتعجرفة والمتغطرسة التي تنتهجها الإمارة الصغيرة الغنية بالموارد، والتي تخشى من مؤامرات الخيانة والانقلاب أو السيطرة الخارجية على ثرواتها، ولكنها في المقابل تسعى للتأثير على العالم بما تمتلكه من موارد وثروات”.
ويضيف الكاتب الإسرائيلي: “إن مصدر تلال الذهب التي تمتلكها دويلة قطر هو احتياطيات النفط والغاز الهائلة التي اكتشفتها شركات أجنبية لمصلحة قطر، ولولا ذلك لظل القطريون مجرد مجموعات من البدو اللصوص ساكني الخيام. إن الأساطير اليونانية تحكي قصة الملك “ميداس” الذي عاقبته الآلهة بأن يتحول كل شئ يلمسه إلى ذهب، ولكن الأسرة التآمرية الحاكمة في قطر بقيادة موزة تحول الذهب الذي تملكه إلى دماء”.
الشيخة “موزة” وراء دعم الإخوان المسلمين..
يشير “باركو” إلى: “إن قصة حياة الشيخة “موزة” – الزوجة الرابعة للشيخ “حمد” – تصلح أن تكون مادة لأحد أفلام هوليوود المفعمة بالعواطف والمليئة بالتآمر والمضرجة بالدماء. فقد حثت “موزة” – عبر الدسائس والمؤامرات – زوجها قديماً للإطاحة بوالده المريض الشيخ “خليفة” من عرش السلطة، ثم دفعته قبل سنوات إلى التنازل عن الحكم لصالح ابنهما “تميم”، فظن البعض بذلك أن دورها في الحياة السياسية قد انتهى، ولكن اتضح أن ذلك كان سابقاً لأوانه، حيث تبين أن “موزة” لا تزال تدير الديوان الأميري، وتضع السياسيات القطرية الداعمة للإخوان المسلمين وجميع حركات الإرهاب الإسلامي التي خرجت من رحمها الولود”.
ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن “الشيخة “موزة” مُتّهمة بانعدام النزاهة والأخلاق في التوظيف الخبيث والتحريضي لشبكة “الجزيرة” الإعلامية، التي يدعوها البعض بـ”الخنزيرة”، كما يشاع أن موزة متورطة أيضاً في خيانة المعسكر السني، الذي تنتمي إليه قطر، بتقديم الدعم لإيران وحزب الله الشيعيتين”.
قطر دولة مخادعة تشتري كل شئ بالمال..
يرى “باركو” أن قطر تشتري بأموالها الفاسدة كل المنابر اللازمة لإعادة كتابة التاريخ ولاكتساب الألقاب والنفوذ في الغرب، فيقول: “إن هذه الدويلة تشتري الأحداث العالمية بالهدايا والهبات، وتدفع الرشاوى لممثلي بعض الدول في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل أن يصوتوا ضد إسرائيل. ولكن قطر على الجانب الآخر لا تساعد ملايين اللاجئين المسلمين في الشرق الأوسط بالمال، أو تستضيفهم على أرضها الزاخرة بالخيرات”.
ويضيف قائلاً: “إن موزة تدير نوعاً من السياسة المكيافيلية التي تقوم على الخيانة والتآمر، فهي على الرغم من التهديد الإيراني ترى أن عدم الاستقرار في مصر وبقية الدول العربية والخليجية هو الضمانة لأمن قطر، فبإيعاز من “موزة” تقيم الدوحة في الخفاء علاقات مؤسسة على العهر السياسي وحبك المؤامرات مع أعدائها وأصدقائها على حد سواء، كما تفعل مع إيران وروسيا والولايات المتحدة وحزب الله وداعش وحماس وتركيا وسوريا، والجميع بما في ذلك إسرائيل”.
أموال قطرية بمسميات خيرية..
يؤكد “باركو” على أنه وفقاً لهذه السياسات المكيافيلية، ترسل الدوحة لحركة “حماس” في غزة وتنظيم “داعش” في سيناء مبالغ ضخمة بدعوى أنها مساعدات خيرية لإعادة البناء وتأسيس البنى التحتية، كما تبعث بمليارات الدولارات لتنظيم “القاعدة” و”داعش” ومن على شاكلتهما تحت مسمى الفدية للإفراج عن رهائن.
الدول المقاطعة لقطر تتأهب لمقاضاتها دولياً..
يقول الكاتب الإسرائيلي: “إن تآمر قطر ضد جاراتها في الخليج قد بلغ قدراً مرعباً وجنونياً، ففي مقابل دعمها لإيران والإخوان المسلمين نجدها منذ سنوات طويلة تستضيف على أراضيها أكبر قاعدة للجيش الأميركي في الشرق الأوسط، مستخدمة ذلك كشهادة ضمان رخيصة. ولكن كلاً من “السعودية والبحرين والإمارات ومصر” يتأهبون الآن لتشديد الحصار على قطر، ويعدّون العدة لتقديم ملف إلى “مجلس الأمن” و”المحكمة الجنائية الدولية” بأسماء 59 شخصية و12 هيئة، كلهم يحرضون على الإرهاب من قطر”.
إيران هي الرابح الأكبر..
يؤكد الكاتب والمحلل “باركو” أن “إيران”، التي تسعى بشتى السبل للتغلغل في شبه الجزيرة العربية ومكايدة المملكة العربية السعودية، مستعدة لمد جسر من الأغذية والمؤن لقطر، من أجل كسر الحصار عنها والحصول على “امتياز” استراتيجي واقتصادي من الدوحة بحجة حماية الأمير المذعور.
سيناريو انتهاء الأزمة..
ختاماً يعتقد “باركو” أن “ثمن بقاء أسرة آل ثاني في سدة الحكم في قطر سيكون وقف تمويل الإرهاب، والتضحية بالأمير تميم، وإغلاق شبكة الجزيرة”.