26 ديسمبر، 2024 3:02 م

إسرائيل تعود إلى المربع صفر .. من المسؤول؟

إسرائيل تعود إلى المربع صفر .. من المسؤول؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تدخل “إسرائيل” في أزمة لم تعرفها طيلة 71 عامًا، يُشكل تاريخها السياسي، إذ إنتهت، الأربعاء الماضي، المدة التي منحت لزعيم حزب (أزرق-أبيض) الإسرائيلي، “بيني غانتس”، من أجل تشكيل حكومة ائتلافية، ويُعد إخفاق “غانتس” بمثابة الرجوع إلى المربع صفر، وتطويلًا في أمد عدم الاستقرار السياسي الذي يعاني منه الإسرائليون منذ نحو عام.

وجاء تكليف “غانتس” بعد تصدر حزبه في الانتخابات الماضية، إذ حصل على 33 مقعدًا مقابل 32 مقعدًا فقط لحزب “نتانياهو”، (الليكود)، لذا كان عليهما عقد تحالفات تضمن لأي منهما تجميع 61 مقعدًا على الأقل من أجل تشكيل حكومة أغلبية.

لكن فشل “غانتس”؛ ومن قبله “نتانياهو”، قد يسهم في إفراز شخصيات مختلفة عن المتصدر، أو حتى عن المتوقعة، إذ سيكون متاحًا أمام أي عضو في “الكنيست” يحصل على 61، في مدة أقصاها 21 يومًا، أن يصبح الرئيس الوزراء الجديد ويكلف بتشكيل الحكومة، بما فيهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته، “بنيامين نتانياهو”، الذي فشل مرتين في تشكيل حكومة بعد انتخابات، نيسان/أبريل، وأيلول/سبتمبر.

ثالث انتخابات في عام..

يرى محللون، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية، أن “إسرائيل” تتجه دون هوادة ناحية إجراء انتخابات للمرة الثالثة خلال 11 شهرًا، وهو سيناريو له عواقب سلبية على المواطنين من وجهة النظر الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، لكن ليس الأمر سيان بالنسبة إلى “نتانياهو”؛ لأن هذا المشهد العبثي يضمن له الحفاظ على منصبه على مدار الأشهر المقبلة؛ والتي قد تشهد محاكمته في قضايا فساد تتعلق بالرشوة والإحتيال.

“غانتس” يُحمل “نتانياهو” مسؤولية فشله..

في تصريحات أدلى بها ونقلتها هيئة البث الإسرائيلية، (مكان)، حمل “غانتس”، “نتانياهو” والكتلة الموالية له، مسؤولية فشله في تشكيل الحكومة، وأوضح أنه واجه سورًا من الخاسرين، مشيرًا إلى أن هذه الكتلة تشكلت لحماية مصالح شخص واحد، كما حمل “نتانياهو” مسؤولية ما وصل إليه الوضع السياسي وحالة الشلل المستمرة منذ عام.

وصرح العضو البارز في “الكنيسيت” والشخص رقم (2) في (أزرق-أبيض)، “يائير لبيد”، بأن: “نتانياهو ليس له حدود، يريد أن يصبح رئيسًا للوزراء، إلى جانب عودة كتلة الحصانة الخاصة به، منذ البداية كان واضحًا أنه يريد جر البلاد إلى انتخابات جديدة”، ويعارض الحزب الليبرالي الوسطي الإندماج في حكومة برئاسة “نتانياهو” بسبب اتهامه في قضايا فساد.

بينما رد عليه “نتانياهو” قائلًا: “يمكننا الاجتماع الآن وتشكيل حكومة وحدة في غضون 5 دقائق، وهذا ما يريده الشعب ويحتاجه حقًا”، مشيرًا إلى أن هذه الحكومة يمكنها ضم “وادي الأردن” على خلفية قرار “الولايات المتحدة” بعدم اعتبار مستوطنات “الضفة الغربية” غير شرعية.

دعم “ليبرمان” صعب المنال..

تدخل “إسرائيل”، بعد فشل “نتانياهو” و”غانتس”، في متاهة جديدة بسبب عدم استطاعتهما عقد تحالفات تضمن لهما تشكيل حكومة مشتركة، يتناوبان على رئاستها، وكذلك بسبب إخفاقهما في التمسك بالخيارات الوحيدة المتاحة لكل منهما؛ إذ لم يستطع زعيم (أزرق-أبيض) التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب العربية، كما لم يتمكن الزعيم المحافظ من تشكيل حكومة يمينية والتفاوض مع زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) ووزير الدفاع السابق، “أفيغدور ليبرمان”.

ويرفض “ليبرمان” الاشتراك في حكومة برئاسة (الليكود) تضم أحزابًا يهودية متشددة تؤثر على حياة المواطنين في “إسرائيل”، كما يعارض الدخول ضمن حكومة بزعامة (أزرق-أبيض) تعتمد على دعم الأحزاب العربية، وأكد أنه يدعم فقط “حكومة وحدة وطنية ليبرالية”.

وفي المقابل، صرح “ليبرمان” بأنه بذل كل جهود ممكنة، لكن “غانتس” و”نتانياهو” لا يريدان إتخاذ قرارات مهمة، وحملهما معًا المسؤولية، كما هاجم الأحزاب اليهودية المتشددة والعربية أيضًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة