وكالات – كتابات :
في تقرير أثار التساؤلات أكثر من أن يقدم أجوبة قالت صحيفة معاريف العبرية إن وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين عرض على القادة العسكريين في الخرطوم خلال زيارته الأخيرة تقديم أسمدة وبقر مدر للحليب، وعلى غير العادة توسعت الصحيفة العبرية في نشر تفاصيل العرض الذي قدمه وزير الاستخبارات الإسرائيلي للسودان وزعمت الصحيفة أن إيلي كوهين أقنع المسؤولين في السودان بأن “البقر” في بلاده ينتج أعلى معدل للحليب حول العالم، بدعوى أن معدل إنتاج كل بقرة في إسرائيل يبلغ 12 ألف لتر سنويا، في حين أن معدل إنتاج البقرة في الولايات المتحدة 10 آلاف لتر فقط، وفي الاتحاد الأوروبي 6.5 آلاف فقط.
التقرير الذي نشرته الصحيفة العبرية جاء بعد ساعات من تصريحات غير معتادة قال فيها جنرال مصري سابق بالمخابرات الحربية المصرية إن بلاده لا تمانع في التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب، ولكن مع ذلك فإن التصريحات التي أدلى بها الجنرال المصري بالمخابرات الحربية والتقرير الذي نشرته معاريف توحي بأن هناك مخاوف حقيقية لدى القاهرة من الاختراق الإسرائيلي لفناء مصر الخلفي في السودان وقيام وزير الاستخبارات الإسرائيلي بأكثر من زيارة مكوكية للخرطوم التقى فيها بأطراف مراكز القوة في السودان سواء الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي أو محمد حمدان دقلوا (حميدتي) نائب رئيس المجلس والذي يحتفظ لنفسه بجيش مدرب مستقل عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية هى قوات الإنقاذ السريع.
القلق المصري من زيارات كوهين المكوكية المتكررة للخرطوم دفع برئيس المخابرات العامة المصري عباس كامل، وهو ظل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للقيام بزيارة للخرطوم التقى بدوره بكل من البرهان و حميدتي، وهى زيارة أعلنت عنها وسائل الإعلام المصرية في وقت لاحق، ولكن لم يكشف عن تفاصيل حولها ولا حتى أجندتها.
وعلى الرغم من أن القاهرة قد أعلنت في وقت سابق ترحيبها بتطبيع العلاقات بين السودان والخرطوم، إلا أنه قد ساورها القلق من زيارة وفد عسكري إسرائيلي لمجمع التصنيع الحربي في الخرطوم بالنظر إلى أن الجيش السوداني يعتمد حتى هذه اللحظة على إمدادات الأسلحة والذخيرة من المصانع الحربية المصرية.
