خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً للمحلل الإسرائيلي، “إفرايم عنبر”، مدير “مركز القدس للدراسات الإستراتيجية”، تناول فيه خطورة إمتلاك “تركيا” للطائرات الأميركية المقاتلة من طراز (F-35)، مؤكدًا على أن ذلك سيشكل تهديدًا لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل وجود النظام الإسلامي بقيادة الرئيس، “رجب طيب إردوغان”.
حصول تركيا على طائرات “F-35” خطأ جسيم..
يرى “عنبر” أنه لابد من إيقاف الخطة الأميركية لبيع الطائرات القتالية المتطورة من طراز (F-35) إلى “تركيا”، وسيكون إرسال تلك الطائرات لأنقرة بمثابة خطأ جسيم، إضافة إلى أنه سيزعزع استقرار المنطقة. وتعتزم أنقرة شراء ما لا يقل عن 100 طائرة، ومن المتوقع أن تتسلم الجزء الأول منها في عام 2019.
تركيا لم تعد حليفًا للغرب..
يوضح المحلل الإسرائيلي أن تركيا بزعامة “إردوغان” لم تعد، منذ فترة طويلة، تتصرف كحليف وفيٍ للغرب على الرغم من أنها لا تزال عضوًا في “حلف شمال الأطلسي”. وبدلاً من وفائها للغرب إستسلمت للدوافع العثمانية والإسلامية ولا زالت تتطلع لتحقيق الطموحات الإمبريالية.
وتُنفق تركيا مبالغ طائلة على شراء الأسلحة وتطوير الصناعة العسكرية لتعزيز قدراتها وإظهار القوة خارج حدودها. ولقد تدخلت تركيا عسكريًا في العراق وسوريا، واستخدمت القوة العسكرية ضد أكراد سوريا، (الذين كانوا شريكًا مهمًا للولايات المتحدة الأميركية في محاربة تنظيم داعش). وهناك ميليشيات مدعومة من تركيا؛ ربما ستقع مستقبلاً في مواجهة مع القوات الأميركية في سوريا.
أنقرة تعادي حلفاء واشنطن..
كما تعادي أنقرة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وتخترق طائراتها الحربية باستمرار المجال الجوي لـ”اليونان”، مما يؤكد رغبة تركيا في إعادة ترسيم الحدود الدولية.
وهي تستفز “قبرص”، (التي يخضع ثلث مساحتها للاحتلال التركي)، حيث ترسل سفنها الحربية لعرقلة محاولات البحث عن الغاز في السواحل القبرصية.
كما تحاول تركيا تقويض شرعية الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، (الذي أطاح بـ”مرسي”، الرئيس السابق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين).
وتعارض أنقرة محاولة “السعودية” لعزل “قطر”، (التي تدعم الإخوان المسلمين وتتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران). وبالمثل ، فإن علاقاتها مع “إسرائيل” متوترة.
لكن تركيا تسعى في الوقت نفسه لتعزز علاقاتها مع “روسيا والصين وإيران”.
عشرة أسباب تستوجب حرمان تسليح تركيا بالطائة المتطورة..
ذكر المحلل الإسرائيلي عشرة أسباب تستوجب إلغاء بيع طائرات الـ (F-35) لتركيا؛ وهي على النحو التالي:
(1) إن الهدف من بيع طائرات (F-35)؛ هو تعزيز قدرات الدول الحليفة للولايات المتحدة، لكن تركيا لم يعد ينطبق عليها هذا الوصف.
(2) يُعد إرسال الطائرات المقاتلة بمثابة دعم من الولايات المتحدة. ولكن في ظل حكم “إردوغان”، تزايدت إنتهاكات حقوق الإنسان في تركيا بشكل تدريجي، مما أدى إلى “بوتينية” النظام السياسي التركي. وحتى الجيش الذي كان حارساً للتقاليد العلمانية، “الكمالية”، أصبح خاضعًا للإسلاميين.
(3) إن حصول أنقرة على طائرات (F-35) سيعزز بشكل كبير قدرات الجيش التركي على إحداث قلاقل في المنطقة. فقد يقرر “إردوغان” استخدام سلاح الطيران المتطور ليجعل من نفسه شخصية مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، أو ليحد من التفوق الجوي لإسرائيل، بل وحتى لشن هجوم عليها.
(4) إن تسليم منظومة الدفاع الجوي الروسية، من طراز (S-400)، إلى تركيا – وهو ما أثار غضب أعضاء حلف (الناتو) – سيضيف لصفقة طائرات (F-35) إشكالية كبيرة. لأنه إذا دمجت تركيا منظومة تشغيل الطائرة (F-35) مع منظومة الـ (S-400) الروسية؛ فقد تتسرب تفاصيل عن أنظمة تشغيل الطائرات إلى الروس.
لذلك، فإن سلامة طائرات (F-35) ربما ستكون مُهددة في الساحات الأخرى التي سيتم إرسال الطائرات إليها.
(5) قد تسمح تركيا لروسيا بالتعرف على أسرار أنظمة الأسلحة الأميركية الموضوعة على متن الطائرة.
(6) إن تسرب الأسرار الفنية الحساسة الخاصة بأنظمة الأسلحة الأميركية إلى “طهران” يعد أيضًا احتمالًا واردًا، لأن تركيا تربطها علاقات دافئة مع “إيران”.
(7) تم اختيار تركيا لتكون هي المركز الصناعي لإنتاج محركات الطائرات (F-35)؛ وكمركز صيانة لخدمة جميع الدول الأوروبية المستخدمة لتلك الطائرات. وهذا قد يخلق نوعًا من الإعتماد اللوجيستي على دولة غير واضح توجهها السياسي.
(8) قد يؤدي هذا إلى نقل التكنولوجيا المتطورة إلى تركيا وزيادة قدرات صناعة الأسلحة التركية. وهذا سيقلل من إعتماد تركيا على الموردين الأجانب، مما سيزيد من حرية حركتها.
(9) تقدر الفوائد الاقتصادية التي ستعود على تركيا من صفقة طائرات (F-35)، بأكثر من 12 مليار دولار، وهذا سيصب في صالح النظام الإسلامي. وليس من الحكمة منح مثل تلك المزايا لدولة لا يصب سلوكها في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية.
(10) يجب أن تخضع مبيعات الأسلحة لإعتبارات سياسية وإستراتيجية. ولا ينبغي أن يتغلب الخوف الاقتصادي في الولايات المتحدة من فقدان سوق السلاح التركي على الآثار الإستراتيجية السلبية لصفقة الطائرات.