17 أبريل، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

إسرائيل ترصد سيطرة “حزب الله” على لبنان

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

“إنتخاب “ميشيل عون” رئيساً للدولة اللبنانية بموافقة حزب الله ساعد على تحقيق حلم طهران في بسط الهيمنة الإيرانية على لبنان دون الحاجة إلى تغيير معادلة القوى التي تقوم عليها الدولة اللبنانية منذ إبرام وثيقة الوفاق الوطني عام 1943، وهي وثيقة تقاسم السلطة بين الطوائف المختلفة, وتقضي بأن يكون الرئيس من الطائفة المارونية ورئيس الوزراء من الطائفة السنية ورئيس البرلمان من الطائفة الشيعية”. هذا ما أكده الكاتب “شمعون شابيرا” خلال مقاله الذي نشره “المركز الإسرائيلي للشؤون العامة والسياسية في القدس” مؤخراً، محللاً فيه مساعي تنظيم حزب الله لبسط كامل سيطرته على الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

تفويضاً لحزب الله
مؤكداً على أن تصريحات الرئيس اللبناني – التي أوضح فيها أهمية قوة حزب الله العسكرية بإعتبارها عاملاً مهماً في الدفاع عن لبنان، ولا تتعارض مع الجيش الوطني الذي لا يمكنه التصدي بمفرده لإسرائيل – “تمنح لأول مرة تفويضاً قانونياً لحزب الله للعمل كقوة عسكرية مشروعة, حتى لو كانت العمليات العسكرية التي يقوم بها الحزب، تتعارض في كثير من الأحيان مع المصالح القومية للدولة اللبنانية مثل المشاركة في الحرب السورية التي كبدت حزب الله اكثر من 1700 قتيل وقرابة 5000 مصاب, ومثل تورط الحزب في المعارك الدائرة في العراق واليمن”.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن “تصريحات الرئيس اللبناني وفرت الحماية لحزب الله من تداعيات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الصادر في الثاني من أيلول/سبتمبر عام 2004، والذي ينص على حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية المتواجدة في لبنان، ووجوب إنسحاب كل القوى الأجنبية”.

مضيفاً أن تلك التطورات تشكل خطورة حقيقية على لبنان التي تعاني أصلاً من إنعدام إستقلالية قرار الدولة بشأن إستخدام القوة العسكرية. “وها هو الرئيس اللبناني يزيل بنفسه الفارق بين القوة العسكرية لحزب الله وقوة الجيش اللبناني, وفي هذه الحالة ستتوطد العلاقات بين حزب الله من جهة والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والإستخباراتية من جهة أخرى, بل إن قيادات حزب الله ستندمج أكثر في الأجهزة الأمنية وسيحصل الحزب على أسلحة أكثر من الجيش اللبناني كما تبين مؤخراً من الإستعراض العسكري الذي أجراه تنظيم حزب الله في الأراضي السورية، وشاركت فيه حاملات جنود مدرعة أميركية الصنع من طراز M-113، والتي يرجع مصدرها في أقرب الظن إلى الجيش اللبناني”.

إصلاح ما أفسدته الساحة السورية
يشير “شابيرا” إلى أن تأييد الرئيس اللبناني لحزب الله يدعم مكانة “حسن نصر الله” في الساحة الداخلية اللبنانية, بعدما تضررت كثيراً بسسب التورط العسكري المتواصل في سوريا, “لا سيما في ظل الإنتقاد الشديد للحزب من قبل الطائفة الشيعية التي تشكو من أن حزب الله لم يعد درعاً حامياً للبنان، بل بات حامياً للمصالح الإيرانية في سوريا. وجراء هذا النقد عاد حسن نصر الله ليؤكد مُجدداً على أن حزب الله هو القوة الأساسية المناهضة لإسرائيل, وكلما سنحت له الفرصة أطلق مزيداً من التهديدات لإسرائيل مثل إستهداف “خزان الأمونيا” في حيفا والمفاعل النووي في ديمونا”.

ونقل الموقع العبري عن رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” اللبنانية إبراهيم الأمين قوله: “رغم كل الغارات التي نفذتها إسرائيل لإستهداف قوافل الأسلحة المتجهة لحزب الله, فإن العشرات إن لم يكن المئات من القوافل قد استطاعت الوصول من سوريا إلى لبنان لتزويد حزب الله بالاسلحة المطلوبة بما في ذلك الأسلحة “الكاسرة للتوازن” التي وصلت بكميات كافية ليس فقط إلى الجبهة الحدودية بين إسرائيل ولبنان بل أيضاً إلى هضبة الجولان”.

وخلص الكاتب الإسرائيلي في نهاية مقاله إلى أن “تلك التطورات تدل في الأساسي على الإعتراف الرسمي بالمكانة الخاصة التي أصبح حزب الله يحظى بها في لبنان, وبقدرته على إستخدام القوة الهائلة التي شيدتها إيران في لبنان ضد إسرائيل. وفي هذه الحالة فإن إزالة الفارق بين قوة حزب الله العسكرية والجيش اللبناني واعتبارهما قوة واحدة سيتيح لإسرائيل العمل بحرية ضد الدولة اللبنانية سواء ضد جيشها أو بنيتها التحتية المدنية في أي وقت يقترف فيه حزب الله أي هجموم ضد إسرائيل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب