12 مارس، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

إسرائيل .. “ترامب” يملك مفاتيح حل أزمة قطر

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

في إطار متابعة المحللين الإسرائيليين للأزمة الأخيرة بين “قطر” وعدة دول عربية على رأسها “العربية السعودية”, نشر موقع “المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة” مقالاً للكاتب الإسرائيلي “يوني بن مناحم”، تناول فيه أبعاد تلك الأزمة وأسبابها, والأطراف الخاسرة والمستفيدة منها.

ثراء “قطر” دفعها للهاوية..

يقول “بن مناحم” إن قطر هي التي اقحمت نفسها خلال السنوات الأخيرة في تلك الأزمة الخطيرة، وغير المسبوقة، مع كل من “مصر وليبيا ودول الخليج”. وأضاف أن “غطرسة الشيخ “تميم بن حمد آل ثان”, جعلته يظن أن الأموال الطائلة والغاز والنفط سيمنح قطر حصانة دولية, في ظل وجود القاعدة الجوية الأميركية على الأراضي القطرية والتي تحمي المصالح الأميركية في منطقة الخليج”.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن أمير قطر استغل ما لديه من مقدرات هائلة، كي يفعل ما يشاء، فانتهج سياسة تآمرية ولعب أدواراً مزدوجة مع دول الخليج وإيران, ودعم الإرهاب السني من خلال تمويل التنظيمات التي تحارب في سوريا مثل “داعش” و”جبهة النصرة”, كما استضاف نشطاء إرهابيين من “جماعة الإخوان المسلمين” و”حركة حماس”.

الدوحة قد تفقد عضويتها داخل جامعة الدول العربية..

يشير الكاتب “بن مناحم” إلى أن قطر تدخلت كثيراً في شؤون العديد من دول الشرق الأوسط مثل “مصر والسعودية واليمن وليبيا”, فأشعلت النزاعات وارتكبت المؤامرات ونفذت أجندة “جماعة الإخوان المسلمين”، حيث تآمرت على الأنظمة العربية من أجل إسقاطها.

كما تلقت “قطر” خلال السنوات الأخيرة دعماً كاملاً من الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”. وهي لم تتردد في تمويل الحملة الانتخابية لـ”هيلاري كلينتون” فأنفقت عشرات الملايين من الدولارات لإنجاح تلك الحملة. لكن الآن جاء الرئيس الأميركي الجديد “ترامب” ليضع من خلال “مؤتمر قمة الرياض” قواعد جديدة في الشرق الأوسط بشأن مكافحة الإرهاب.

إن قطر التي حاولت مواصلة علاقاتها الحميمة مع إيران، تواجه الآن سداً عربياً منيعاً, مدعوماً من الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، وهي الآن تدفع ثمن سياستها المتعجرفة والخائنة. وتواجه قطر حالياً حصاراً سياسياً وبرياً وجوياً، بل إنها ربما ستفقد عضويتها في جامعة الدول العربية, إذا لم تغير من سياستها. إن حكام قطر يُظهرون عبر وسائل الإعلام تحليهم بـ”رباطة الجأش” ويزعمون أنهم لن يرضخوا للإملاءات. وإيران بدورها تشجع قطر على عدم الرضوخ, لكن من الواضح أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر, ويبدو أن قطر ستضطر لتغيير سياستها تجاه إيران وتجاه التنظيمات الإرهابية.

شروط إنهاء الأزمة..

يلفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن قطر لن تصعد تحركاتها ولن تتقرب أكثر من إيران لأنها تخشى الرئيس “ترامب”، كما تخشى إمكانية نقل القاعدة الأميركية من أراضيها إلى دولة عربية أخرى. وأي تقارب آخر بينها وبين إيران قد يعرضها لمزيد من العقوبات وسيزيد من عزلتها في العالم العربي.

ويوضح “بن مناحم” أن قطر مُطالبة الآن بتنفيذ عدة شروط لإنهاء الأزمة وهي: “إغلاق قناة الجزيرة, ووقف التحريض, والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية, وقطع العلاقات مع إيران, بالإضافة إلى وقف تمويل التنظيمات الإرهابية وطرد قيادات الإخوان المسلمين وحماس من الدوحة”.

يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن السبب الأساسي لتلك الهجمة السياسية الكبيرة على قطر من جانب ست دول عربية، هو أن تلك الدول ترى أن أمنها القومي يواجه خطراً شديداً بسبب دعم قطر للتنظيمات الإرهابية. ومن الواضح أن إدارة الرئيس “ترامب” – بمشاركة الدول العربية الست – تريد من خلال العقوبات “جعل قطر عبرة لمن يعتبر”, فالرسالة التي يريد “ترامب” توجيهها بعد “مؤتمر الرياض” هي “أن أي دولة ستدعم الإرهاب ستتعرض للقطيعة والعقاب”. ومن الواضح أيضاً أن مفتاح المصالحة بين قطر والدول العربية سيكون مرهوناً بموقف واشنطن, فبدون موافقة الرئيس “ترامب” لن تتحقق أية مصالحة مع قطر. وكما نسقت الدول العربية الست مع إدارة ترامب بشأن الخطوات العقابية ضد الدوحة, فإنها أيضاً سوف تنسق معها شروط المصالحة.

الأزمة القطرية: من الخاسر والمستفيد ؟

كما يرى المحلل الإسرائيلي “بن مناحم” أن هناك أطرافاً خاسرة وأطرافاً أخرى رابحة من تلك الأزمة. فالخاسرون هم: “قطر نفسها والتنظيمات الإرهابية وجماعة الإخوان المسلمين وحماس وداعش والقاعدة”. ومن بين الخاسرين أيضاً “تركيا, فهي حليفة لقطر وهي أيضاً توفر الملاذ لقيادات من الإخوان المسلمين وحماس”. فإذا رضخت قطر للضغوط سيأتي الدور على تركيا لا سيما في ظل تدهور علاقاتها مع روسيا وإدارة الرئيس “ترامب”. أما “إيران” فستكون خاسرة أيضاً إذا رضخت قطر للضغوط, لأنها بذلك ستفقد دولة سنية حليفة من دول الخليج.

أما الأطراف الرابحة من تلك الأزمة فهي “مصر التي عانت كثيراً بسبب التحريض الإعلامي عبر قناة الجزيرة, وبسبب تعاون قطر وداعش والإخون المسلمين في شن هجمات إرهابية داخل مصر وخاصة ضد المسيحيين الأقباط”.

ومن الرابحين كذلك “السعودية لأنها تفعل ما تفعله ضد قطر بالتنسيق  مع إدارة ترامب وهي بذلك تنصب نفسها كزعيمة للعالم الإسلامي السني”. كما أن “الرئيس السوري بشار الأسد سيكون رابحاً من تلك الأزمة لأن قطر قد تضطر في نهاية المطاف لإيقاف تمويلها للجماعات السورية التي تحارب النظام في دمشق”.

ويوضح الكاتب الإسرائيلي أن “إسرائيل” ستكون هي الأخرى من الرابحين “لأن أي إنجاز يتحقق ضد المنظمات الإرهابية وإيقاف الدعم لها, يخدم المصالح السياسية والأمنية للدولة العبرية التي تدعو منذ سنوات لمعاقبة الدول الداعمة للإرهاب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب