خاص: كتبت- نشوى الحفني:
في خطوة نحو إنهاء أحد الأذرع الإيرانية؛ كما تروج وتعتقد “واشنطن” وتابعتها “تل أبيب، شهدت الأيام الماضية تصعيدًا لافتًا في المواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي وجماعة (الحوثي)، حيث دخل الكيان الإسرائيلي على خط الهجمات العسكرية المباشرة، في خطوة غير مسبّوقة من جانب “تل أبيب” تهدف إلى استهداف القدرات العسكرية والتكنولوجية للجماعة.
خلال الأسابيع الأخيرة؛ استهدفت جماعة (الحوثيين) اليمنية، الأراضي المحتلة بخمس هجمات، كان أبرزها استخدام صواريخ باليستية فائقة السرعة، مما تسبب في إطلاق صافرات الإنذار وإصابة (09) أشخاص على الأقل خلال التدافع إلى الملاجيء، وفقًا لهيئة الإسعاف الإسرائيلية.
وأعلن المتحدث العسكري لـ (الحوثيين)؛ العميد “يحيى سريع”، أن الجماعة استهدفت موقعًا عسكريًا في “يافا”، مؤكدًا أن الهجوم يأتي في إطار مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي.
عملية “الذراع الطويلة-2”..
ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية وأميركية؛ فإن هذه الحملة الإسرائيلية قد تستمر لأسابيع، مع احتمالية تنفيذ عمليات مشتركة تضم “الولايات المتحدة” ودولًا أخرى.
وشن الاحتلال الإسرائيلي الذي وصف (الحوثيين) بأنهم: “الذراع الأخيرة لمحور الشر الإيراني”، غارات مكثفة على مواقع (الحوثيين) في “الحديدة وصنعاء”، شملت موانيء وبُنية تحتية عسكرية، وأطلق الجيش الإسرائيلي على العملية اسم (الذراع الطويلة-2)، في إشارة إلى استراتيجيته لاستهداف الأذرع الإيرانية في المنطقة.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، قد هدّد (الحوثيين) بدفع: “ثمن باهظ”، مؤكدًا أن “إسرائيل” لن تتهاون مع أي تهديد أمني، كما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي؛ “يسرائيل كاتس”، بالتعامل مع قادة (الحوثيين) بالطريقة ذاتها التي تعاملت بها “إسرائيل” مع قادة (حماس) و(حزب الله)، مشيرًا إلى خطط لتوسيع بنك الأهداف لتشمل تدمير البُنية التحتية لـ (الحوثيين) بالكامل.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر عسكرية؛ أن الحملة ضد (الحوثيين) تهدف إلى إلحاق ضرر بمنظومة الجماعة العسكرية والتكنولوجية. بينما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) بإصابة شخص في “إسرائيل” إثر صاروخ أطلقه (الحوثيون)، مما يعكس تصاعدًا في القدرة العملياتية للجماعة.
ضد هجماتهم في “البحر الأحمر”..
ورجّح الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي؛ “أمير أورن”: “عملية عسكرية إسرائيلية واسعة تستهدف (الحوثيين)”، مشيرًا إلى أن جماعة (الحوثي) تنُفذ حملات تستهدف حركة السفن في “البحر الأحمر”، ناهيك عن استهداف الداخل الإسرائيلي.
وأضاف في حديث لقناة (الحرة)؛ أن “إسرائيل” ستتجه إلى العثور على قادة (الحوثيين) وضرب أماكنهم؛ واستهداف مناطق أخرى يسيَّطرون عليها.
ولا يرى “أورن” وجود علاقة بين وقف إطلاق النار في “غزة”، إذا حدث، ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد (الحوثيين).
وأضاف أن “إسرائيل” قد توقّف هذه الهجمات؛ إذا ما أوقف (الحوثي) هجماته في “البحر الأحمر” أو تلك التي تستهدف “إسرائيل”.
مواجهة تحديات متزايدة..
وفي هذا السيّاق؛ أشار الكاتب والباحث السياسي؛ “عبدالكريم الأنسي”، خلال حديثه لـ (سكاي نيوز عربية)، إلى أن: “الاستخبارات والجيش الإسرائيليين يواجهان تحديات متزايدة بسبب تطور القدرات العسكرية اليمنية”.
وأضاف أن: “هناك جهودًا كبيرة في التصنيع العسكري اليمني، مع استخدام تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، مما يُشير إلى مرحلة جديدة من تطوير الأسلحة النوعية”.
تكنولوجيا متقدمة وتكتيكات غير تقليدية..
وفقًا لتقارير نقلتها صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ فإن الطائرات المُسيّرة والصواريخ الحوثية باتت تمُثل تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. أحد المسؤولين الإسرائيليين؛ صرح بأن (الحوثيين) أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية مما كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن “إيران” تلعب دورًا رئيسًا في دعمهم.
“الأنسي” أوضح أن: “(الحوثيين) ليسوا جيشًا تقليديًا، بل يعتمدون على تكتيكات خاصة اكتسبوها على مدى السنوات العشر الماضية”. وأكد أن هذه التطورات تُمثل: “تهديدًا متزايدًا للكيان الإسرائيلي، خاصة مع تكرار الهجمات الإسرائيلية”.
حرب استنزاف محتملة..
ذكر محللون أن الاحتلال الإسرائيلي قد يجد نفسه في مواجهة “حرب استنزاف طويلة الأمد” مع (الحوثيين)، خصوصًا في ظل قدرتهم على توجيه ضربات مؤثرة.
الباحث “عبدالكريم الأنسي”؛ لفت إلى أن: “قدرة (الحوثيين) على الاستمرار في حرب الاستنزاف تُشير إلى مرونة تكتيكية وتنظيم عسكري متماسك”، مما يجعل أي حملة إسرائيلية عُرضة للفشل إذا لم تُحقق أهدافها سريعًا.
كما شدّد “الأنسي” على أن: “التحدي الإسرائيلي ينصب على جمع مزيد من المعلومات الاستخباراتية بشأن (الحوثيين)؛ لتوسيّع بنك الأهداف”، وهو ما قد يُطيل أمد العمليات ويُزيد من تكلفة المواجهة.
تعكس التداخل العسكري والسياسي..
التحركات الإسرائيلية تأتي في إطار أوسع من التعاون الدولي، حيث تسعى “تل أبيب” إلى إشراك “واشنطن” ودولٍ أخرى؛ في عمليات عسكرية مشتركة. في هذا الصدّد، يرى “الأنسي” أن: “الدعم الدولي لصنعاء، والضغوط المستمرة على مواقع (الحوثيين)، تعكس تداخل الأبعاد العسكرية والسياسية للصراع”.
كما يُشير إلى أن: “الوضع العسكري والسياسي في اليمن أصبح نقطة توتر تؤثر على التحالفات الدولية، خاصة في ظل فشل الحملة العسكرية الأميركية في اليمن”.
تمتلك القدرة على الصمود والمناورة..
وتُشير التقييّمات إلى أن الحملة الإسرائيلية ضد (الحوثيين) قد تستمر لأسابيع، لكنها قد تواجه عقبات كبيرة. الباحث “عبدالكريم الأنسي”؛ توقع أن: “إسرائيل ستُكافح لتحقيق أهدافها، في ظل التطورات التكنولوجية والعسكرية لـ (الحوثيين)، والضغوط الداخلية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية”.
كما أضاف أن: “النجاح الإسرائيلي في لبنان وسورية؛ لا يُغيّر من الواقع المعقَّد في اليمن، حيث تمتلك الجماعة الحوثية قدرة على الصمود والمناورة”.