وكالات – كتابات :
أوصى رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي؛ (الشاباك)، “رونين بار”، حكومة الاحتلال بالسعي لإنهاء العملية العسكرية في “غزة”، قبل حدوث: “أخطاء يمكن أن تورطها في عملية أوسع لا تُريدها”.
موقع (واللا) الإسرائيلي؛ قال الأحد 07 آب/أغسطس/آب 2022، إن “بار” قدّم هذه التوصية خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر؛ (الكابينت)، مساء أمس السبت.
أهداف العملية..
أضاف الموقع العبري؛ نقلاً عن وزيرين شاركا في الاجتماع، أن “بار” قال إنه: “يجب بذل الجهود لإنهاء العملية في غزة”، ونقل الموقع عن “بار” أيضًا قوله إن: “العملية حققت أهدافًا أكثر مما حددناه، وسيكون لها تأثير بساحات أخرى أيضًا، وضمن ذلك هدف إستراتيجي مُخطط له، يتمثل في فصل (حركة المقاومة الإسلامية)؛ حماس، عن (الجهاد الإسلامي)”.
بحسب الموقع الإسرائيلي؛ فإن غالبية المشاركين في الاجتماع الأمني أيدوا توصية رئيس (الشاباك)، وأشار إلى أن مسؤولين إسرائيليين كبارًا قالوا إن: “الجميع في إسرائيل بشكلٍ عام يعتقدون أن من الضروري إنهاء العملية، إلا أن الظروف لم تنضج بعد لذلك”.
“علينا أن نتوقف”..
من ناحية أخرى، دعا “نيستان هوروفيتس”، رئيس حزب (ميرتس) اليساري، والذي يشغل منصب وزير الصحة، إلى إنهاء العملية العسكرية في “غزة”.
أضاف “هوروفيتس”: “حاولنا منع عملية إطلاق واحدة؛ (لصواريخ من قطاع غزة)، وحصلنا على: 400 عملية إطلاق، بأيدينا أعدنا أنفسنا إلى الوضع الذي كان من قبل، الآن علينا أن نتوقف”.
يتبنى حزب (ميرتس)؛ الذي يحتل: 06 مقاعد من أصل: 120 في البرلمان الحالي، مواقف تؤيد الانفصال عن الفلسطينيين، وإقامة “دولة فلسطينية” مستقلة، وفق مبدأ: “حل الدولتين”.
“إسرائيل” تُريد إنهاء العملية ولكنها لا تستطيع !
من جانبها؛ قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، إن اجتماع (الكابينت)؛ أمس السبت، خلص إلى أن: “العملية في غزة حققت معظم أهدافها، وأن على إسرائيل أن تسعى جاهدة لإنهائها بسرعة”.
أضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر، قالت إنها حضرت الاجتماع، أن: “إسرائيل تود أن تنتهي العملية في غضون ساعات، لكنها تفترض أنها ستستمر عدة أيام أخرى، على أمل ألا تطول”، فيما قال أحد المصادر للصحيفة: “لا أحد يعرف حقًا متى ستنتهي”.
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال، لليوم الثالث على التوالي، شن غاراته على “قطاع غزة”، ضمن عملية عسكرية بدأها؛ الجمعة 05 آب/أغسطس 2022، ضد أهداف قال إنها تتبع لحركة (الجهاد الإسلامي).
أسفرت هذه الغارات، بحسب “وزارة الصحة” الفلسطينية، عن “استشهاد” 29 فلسطينيًا؛ بينهم: 06 أطفال و04 سيدات، وإصابة: 253 آخرين بجراح مختلفة.
في المقابل، تواصل (سرايا القدس)، الجناح المسلّح لحركة (الجهاد)، إطلاق رشقات صاروخية، وقذائف (هاون) باتجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
في حين ذكرت قناة (كان) العبرية الرسمية، أن صفارات الإنذار دوّت صباح اليوم الأحد، لأول مرة منذ بدء العملية العسكرية الحالية، في منطقة “جبال القدس”، حيث تم اعتراض صاروخين.
“إسرائيل” تُريد أن تتحمل “حماس” المسؤولية عن كبح “الجهاد” في غزة..
أعرب مسؤولون عسكريون إسرائيليون عن رضاهم عما حققه الجيش الإسرائيلي؛ حتى الآن، في عدوانه الحالي على “قطاع غزة”، لكنهم قالوا إن جيش الاحتلال يُريد اختتام الحملة على القطاع بنتائج تضمن الحفاظ على نوع من الردع لحركة (الجهاد الإسلامي).
صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية قالت؛ في تقرير لها الأحد 07 آب/أغسطس 2022، إن “تل أبيب” تُريد أيضًا أن تمنع حركة (الجهاد الإسلامي) من ربط الهدوء في “قطاع غزة” بالحالة في “الضفة الغربية”، كما كانت الحركة تُحاول أن تفعل منذ بدء العملية العسكرية على القطاع، بحسب الإدعاءات الإسرائيلية.
كما زعمت الصحيفة العبرية أن “تل أبيب” تُريد أن تكون (حماس)؛ هي الجانب المقابل لها في الاتفاق المفضي إلى إنهاء الحملة الجارية على “قطاع غزة”، لأنها تراها صاحبة السيادة عليه، ومن ثم ترغب في أن تتحمل (حماس) المسؤولية عن كبح حركة (الجهاد الإسلامي) في القطاع.
عقوبات مدنية إسرائيلية..
لبلوغ تلك الغاية، فإن جيش الاحتلال لا يكتفي بضرب الأهداف العسكرية لحركة (الجهاد الإسلامي)، وإنما يفرض ما سماه: “عقوبات مدنية” على القطاع بأكمله، والتي تشمل منع دخول البضائع والسكان من “غزة” للعمل في “إسرائيل”.
المقصد الإسرائيلي من هذه الإجراءات أن يدفع ذلك سكان “غزة” إلى الضغط على (حماس) وحركة (الجهاد الإسلامي) للقبول بشروط “تل أبيب”، وفق ما ذكرته صحيفة (هاآرتس).
حيث قال المسؤولون الإسرائيليون إن جيش الاحتلال يُدرك أنه كلما طال أمد العملية، زادت صعوبة بقاء (حماس) على الهامش.
سيناريوهات “إسرائيل” للتصعيد..
من بين السيناريوهات المحتملة التي أثيرت، أن تُشن “تل أبيب”؛ (بالخطأ)، هجومًا يُفضي إلى مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، ما يُصعِّب على (حماس) احتواء القتال وعدم التورط فيه بدرجة أكبر، أو أن يُستفز الجانب الفلسطيني لشن هجوم يُسفر عن خسائر إسرائيلية كبيرة، فتتذرع به “تل أبيب” للرد بقسوة وتصعيد الموقف.
كما أشارت المصادر إلى أن المؤسسة العسكرية في “تل أبيب” على اتصال مستمر بجميع الوسطاء الذين يحاولون إنهاء القتال، وزعمت أن الجانبين يبذلان وسعهما للتوصل إلى تفاهم، وترجع معظم أسباب ذلك إلى أن جهود الوساطة تجري من خلال (حماس)؛ وليس بين “تل أبيب” وحركة (الجهاد الإسلامي) مباشرة.
لكن “تل أبيب” تشك في القدرة على إجبار حركة (الجهاد) على الإنصياع لأي تفاهم يتوصل إليه الجانبان في نهاية المطاف.
من جهة أخرى؛ يدعي المسؤولون الإسرائيليون أن مزاعم “إيران” بأن التصعيد مُدبر من الجانب الإسرائيلي مزاعم باطلة.
إذ يقولون إن جيش الاحتلال خلص في الآونة الأخيرة؛ إلى أن حركة (الجهاد الإسلامي) تُخطط لشن هجوم ضد إسرائيليين على حدود “غزة” أو المناطق المجاورة.
فيما صنَّف جيش الاحتلال التهديد على أنه معتدل، ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون بارزون إن حركة (الجهاد الإسلامي) رأت أن اعتقال القيادي؛ “بسام السعدي”، في “جنين”، الأسبوع الماضي، فرصة لشن هجوم على الإسرائيليين.
بينما يرى المسؤولون العسكريون أن اقتحام المستوطنين لـ”الحرم القدسي الشريف”؛ مساء السبت ويوم الأحد، لن يؤثر في الأحداث الجارية بـ”غزة”، لكن قوات الاحتلال تتأهب لأي حدث طاريء قد يقلب سير الأمور.