20 أبريل، 2024 8:11 ص
Search
Close this search box.

“إسرائيل اليوم” : وانقلب السحر على الساحر .. “إيران” تذوق مرارة الإرهاب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

وقع أمس الأول، السبت، هجوم مسلح استهدف عرضًا عسكريًا أقامته “إيران” في “مدينة الأهواز”، جنوب غرب البلاد. وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة العشرات بينهم عناصر من “الحرس الثوري”.

وتعليقًا على الهجوم نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية؛ تقريرًا لمراسلها، “إلداد بيك”، أكد فيه على أن “إيران”، ذلك البلد الذي يمارس الإرهاب ويصدره إلى أرجاء العالم، يذوق الآن مرارة ما يُحيكه للآخرين. ويكشف ذلك الهجوم حالة التوتر العرقي التي تهدد المجتمع الإيراني.

قوميات شتى..

بحسب التقرير، يُخطيء من يظن أن “إيران” دولة تتكون من نسيج قومي وديني واجتماعي واحد. فـ”إيران”، كباقي دول الشرق الأوسط، تتكون من فئات وطوائف عرقية متعددة وغير متجانسة. حقيقة أن غالبية الشعب الإيراني – الذي يبلغ تعداده 82 مليون نسمة – تنتمي لـ”القومية الفارسية” بنسبة (61٪).

ولكن هناك أيضًا قوميات أخرى لا يُستهان بها مثل “القومية الأذرية” في الشمال، و”الكُردية” في الغرب، إضافة إلى قوميات: “اللُر” و”التركمان” و”البلوش”؛ على الحدود الشرقية مع “باكستان”، إلى جانب “العرب”، ومعظمهم من السُنة ويقيمون في “محافظة خوزستان”، التي يُطلق عليها أيضًا “عربستان”، وهي واقعة في جنوب غرب البلاد، بالقرب من الحدود مع “العراق”. ومركز تلك المحافظة هي “مدينة الأحواز”، التي شهدت بالأمس الهجوم الذي استهدف عرضًا عسكريًا بمناسبة الذكرى الـ 38 لبدء الحرب العراقية الإيرانية.

“عرب خوزستان”.. الطابور الخامس !

يقول “بيك”: “في أيلول/سبتمبر عام 1980، وبينما كانت إيران تواجه تداعيات الثورة الدموية الإسلامية، قرر الرئيس العراقي، “صدام حسين”، محاولة اقتحام “إقليم خوزستان” الحدودي، والغني بآبار النفط. وكان “صدام” يأمل في أن يدعمه السكان العرب المحليون ويساعدوه على تحقيق حلمه ببسط نفوذه التوسعية وتحقيق المزيد من الثراء، لكن النظام الإرهابي الحاكم في “إيران” نجح في صد الهجمات العراقية المتكررة، رغم تكبده خسائر باهظة في الأرواح، إضافة إلى تدمير البنية التحتية”.

وكانت “محافظة خوزستان”؛ هي أكثر المحافظات تضررًا من آثار تلك الحرب التي استمرت ثماني سنوات بين البلدين. ومنذ ذلك الحين أخذ النظام الإيراني، يمارس القمع والتمييز ضد السكان العرب في تلك المحافظة معتبرًا إياهم يمثلون الطابور الخامس.

حركة النضال العربي لتحرير الأحواز..

في عام 1999؛ تأسست “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”، وكان الهدف الذي وضعته الحركة نُصب أعينها هو إقامة دولة عربية مستقلة في “خوزستان”. وأنشأت الحركة، في عام 2013، جناحًا عسكريًا باسم “كتائب الشهيد محي الدين آل الناصر”. وقام الجناح المسلح خلال العقدين الأخيرين بشن العديد من الهجمات ضد أهداف تابعة للحكومة الإيرانية و”الحرس الثوري”، إضافة إلى تنفيذ عدة تفجيرات استهدفت خطوط أنابيب النفط.

يُذكر أن “نظام الملالي” في “طهران” يعتبر “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”؛ تنظيمًا إرهابيًا، زاعمًا أن “المملكة العربية السعودية” هي من تقف وراءه وتقدم له التمويل والتسليح.

النظام الإيراني يُصفي المعارضين..

يوضح التقرير؛ أنه قبل قرابة عام، قُتل في “هولندا” أحد مؤسسي “حركة النضال”، وهو المعارض الإيراني، “أحمد مولى نيسي”. وأقرب الظن الذين قاموا بتنفيذ عملية القتل هم عُملاء النظام الإيراني.

وعدم توجيه تهمة القتل إلى أي شخص، حتى الآن، يشير بوضوح إلى هوية القتلة، التابعين لـ”فيلق القدس”. ومن مهام هؤلاء القتلة تصفية الخصوم السياسيين خارج “إيران” دون ترك أي أثر أو دليل. وإلى جانب “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”، هناك أيضًا تنظيمات سرية عربية أخرى في “خوزستان”، وهي تسعى كذلك لتحقيق استقلال المنطقة، التي يُطلق عليها البعض اسم “عربستان”.

السُنة ينتقمون..

بحسب الصحيفة العبرية؛ لا ينبغي النظر إلى الهجوم الأخير، الذي استهدف العرض العسكري الإيراني في “الأحواز”، باعتباره وقع فقط بمناسبة ذكرى الحرب “الإيرانية-العراقية”، وإنما ينبغي النظر إلى الهجوم باعتبارة عملية انتقامية نفذتها الفصائل السُنية جراء تورط “إيران” في الحرب الأهلية السورية لمساندة، “بشار الأسد”، ذلك السفاح العلوي الذي يترأس النظام في “دمشق”.

وتشير الصحيفة إلى أن هناك حكومات سُنية تريد أن توضح لـ”طهران” بأن رغبتها في السيطرة على “سوريا”، سيكلفها ثمنًا باهظًا ومؤلمًا في الداخل. وهو بالطبع ليس بنفس درجة الألم التي يعانيها المواطنون السُنة في “سوريا”، ولكن في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه “إيران” – وعدم قدرة النظام على مواجهة العقوبات الأميركية، إلى جانب خروج المظاهرات الشعبية للاحتجاج والتمرد – فإن التهديد الذي يهدف إلى زعزعة أمن الدولة والمجتمع الإيراني يُعد تهديدًا وجوديًا.

“ظريف” يتهم جهات أجنبية..

فور وقوع هجوم، الآخير، اتهمت طهران “نظامًا أجنبيًا” تدعمه “الولايات المتحدة” بالوقوف وراء الهجوم. وكتب وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، على (تويتر): “تم تجنيد الإرهابيين وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم بواسطة نظام أجنبي هاجموا الأهواز، ومن بين الضحايا أطفال”.

وتابع “ظريف”: إن “إيران سترد بسرعة وبحزم للدفاع عن أرواح الإيرانيين”.

 “روحاني”: لن نوقف تطوير الصواريخ..

كان الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، قد غادر عرضًا عسكريًا آخر بالعاصمة، “طهران”، فور تلقيه نبأ “هجوم الأحواز”. وفي كلمته خلال العرض العسكري، أكد “روحاني” أن بلاده ستعزز “يومًا بعد يوم  قدراتها الدفاعية”، ملمحًا إلى الصواريخ التي تقوم “طهران” بتطويرها وتثير قلق “الولايات المتحدة” ودول غربية.

وقال الرئيس الإيراني: “إننا لن نقلص أبدًا قدراتنا الدفاعية، بل سنزيدها يومًا بعد يوم”. مضيفًا: “غضبكم من صواريخنا يدل على أنها الأسلحة الأكثر فاعلية، بفضلكم أصبحنا نعرف قيمة صواريخنا”.

“بوتين” لـ”روحاني”: نشاطركم الأحزان..

فيما ندد الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، بالهجوم الذي استهدف عرضًا عسكريًا في “إيران”، وقدم تعازيه لنظيره الإيراني، “روحاني”، داعيًا إلى تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب.

وكتب “بوتين” لنظيره الإيراني، في برقية نُشرت على موقع الكرملين: “تقبلوا تعازينا الحارة للتبعات المأساوية للهجوم الذي نفذه إرهابيون في الأهواز. نندد بهذه الجريمة المروعة”.

وجاء في البرقية: “هذا الحدث يذكرنا بضرورة شن حملة لا تهاون فيها ضد الارهاب بكل أشكاله، وأريد التأكيد على استعدادنا لمواصلة تعزيز التعاون مع شركائنا الإيرانيين في مقاومة هذا الشر”.

ومعروف أن “موسكو” و”طهران” حليفتان، خصوصًا حول النزاع السوري، وكلاهما تدعمان نظام “الأسد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب