خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً للكاتب الإسرائيلي، “إيدي كوهين”، عقد فيه مقارنة بين اللاجئين الفلسطينيين وما أسماهم بـ”اللاجئين اليهود”، زاعمًا أن الفلسطينيين باعوا ممتكاتهم لليهود قبل أن يغادروا أماكنهم. أما اليهود الذين عاشوا في الدول العربية فتم إجبارهم على مغادرة أوطانهم دون الحصول على أي مقابل.
لذا يدعو “كوهين” الحكومة الإسرائيلية بأن تطالب الدول العربية بالإعتذار وبرد ممتلكات “اللاجئين اليهود” قبل التوقيع على أي اتفاق سلام مع العرب.
المبادرة العربية تغفل حق “اللاجئين اليهود”..
يقول “كوهين”: تُعتبر مبادرة السلام العربية بمثابة خطة سياسية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وهي مبادرة طرحتها “المملكة السعودية” في “قمة الجامعة العربية”، التي إنعقدت في آذار/مارس عام 2002. وتنص تلك المبادرة على أن تقيم الدول العربية علاقات مع الدولة العبرية مقابل تنازلات إقليمية من جانب “إسرائيل”.
وفيما يتعلق بـ”قضية اللاجئين” تقترح المبادرة إيجاد حل عادل باتفاق الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. لكن المقصود بـ”اللاجئين”، في المبادرة السعودية، هم فقط “اللاجئون الفلسطينيون”، دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى “اللاجئين اليهود” الذين اضطروا للنزوح من الدول العربية في أعقاب ظهور “الحركة الصهيونية” وإقامة دولة “إسرائيل”.
لا بد من تعديل المبادرة العربية..
يُضيف “كوهين” أن مبادرة السلام العربية لا تعترف بـ”معاناة اليهود”، الذين كانوا يعيشون في الدول العربية، ولا تتطرق إلى ممتلكاتهم المسلوبة، والتي تبلغ قيمتها اليوم وفقًا لتقديرات الخبراء أكثر من 400 مليار دولار.
ومن المعلوم – على حد زعم “كوهين” – أن حكومات “العراق وسوريا ومصر وليبيا”، قد صادرت ونهبت الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين اليهود في تلك الدول. لذا يجب على كل من يرغب في تبني “المبادرة السعودية” إدخال تعديلات جوهرية عليها، من أجل الإعتراف بمعاناة اليهود الذين نزحوا من الدول العربية، والإعتذار عن المذابح التي إرتُكبت في حقهم، إضافة إلى ضرورة تقديم التعويضات القانونية.
اليهود كانوا يدينون بالولاء للدول العربية !
يشير “كوهين” إلى أن الإسرائيليين سيُحيون، في الـ 30 من تشرين ثان/نوفمبر الجاري، ذكرى يوم خروج اليهود وطردهم من البلدان العربية والإسلامية. فبعد أن كان ما يقرب من مليون يهودي يعيشون في تلك البلدان، لم يتبقى فيها الآن سوى قرابة 4000 يهودي، يُقيم معظمهم في “المملكة المغربية”.
وبمناسبة إحياء تلك الذكرى لا بد من التذكير بـ”قضية اللاجئين اليهود” وبممتلكاتهم وضرورة استرداد حقوقهم، كشرط لإبرام اتفاق مع أية دولة عربية.
فما من أسبوع يمر إلا ونسمع عن مشكلة “اللاجئين الفلسطينيين”، وعن رغبتهم في العودة إلى وطنهم. وفي المقابل، نكاد لا نسمع صوتًا في “إسرائيل” يطالب بإعادة الممتلكات اليهودية المسلوبة.
علمًا بأنه قد تم إجبار يهود الدول العربية على مغادرة أوطانهم للنجاة بحياتهم، بعد المذابح الكثيرة التي تعرضوا لها دون أي استفزاز من جانبهم، بل إنهم كانوا يدينون بالولاء للحكومات العربية وأسهموا في إزدهار الاقتصاد والتجارة.
الفلسطينييون باعوا ممتلكاتهم لليهود..
لم يرتكب اللاجئون اليهود الذين غادروا الدول العربية أعمالاً إجرامية، بل كانوا مواطنين مثاليين – من وجهة نظر “كوهين” – أما اللاجئون الفلسطينيون، فقد هربوا بعد حرب شعواء شنها قادة الدول العربية ضد الدولة اليهودية الفتية.
كما أدعى “كوهين” أن بعض “اللاجئين الفلسطينيين” باعوا ممتلكاتهم لليهود وللوكالة اليهودية قُبيل فرارهم، ظانين أنهم سيعودون لإستردادها مرة أخرى دون مقابل، بعدما تقوم الدول العربية بإبادة الدولة اليهودية. ولكن من سوء حظهم فقد مُنيت الجيوش العربية بالهزيمة في حرب عام 1948، واليوم فإن هؤلاء الفلسطينيين، أو أحفاد الذين باعوا ممتلكاتهم بأموال غير منقوصة، يطالبون بإستردادها بزعم أن “إسرائيل” قد استولت عليها.
العالم يعتذر لليهود..
يرى “كوهين” أن كثيرًا من الأمم أضرت، عبر التاريخ، بالشعب اليهودي، ولقد إعتذرت بعض الأمم عن ذلك، بل إنها حاولت التكفير عن جرائمها. فعلى سبيل المثال، إعتذر البرتغاليون والإسبانيون عن إضطهادهما لليهود وطردهم من ديارهم، واليوم تعرض الدولتان منح جوازات سفر لأي يهودي طُردت أسرته، بما في ذلك حالة الطرد التي جرت في عام 1492.
أما الألمان، الذين أبادوا قرابة ثُلث الشعب اليهودي، فقد إعتذروا أيضًا واتفقوا مع “إسرائيل” على تقديم التعويضات اللازمة، إضافة إلى أنهم يدفعون تعويضات للناجين من المحرقة النازية.
وفي عام 1965 أصدرت “الكنيسة الكاثوليكية” وثيقة تُبريء اليهود من “قتل المسيح”، وأعربت عن أسفها لما تعرض له اليهود من كراهية وإضطهاد ومعاداة للسامية في أي وقت من الأوقات، ومن أي جهة من الجهات.
فهل يعتذر العرب ؟
في مقابل ذلك؛ فإن العرب ما زالوا يتهمون “إسرائيل” بأنها سبب أي مشكلة تحدث في العالم العربي، وليت الأمر اقتصر على ذلك، بل إن الدول العربية ترفض الإعتراف بمعاناة اليهود وبالمظالم التي إرتكبتها في حقهم، وهي بالتأكيد غير مستعدة لدفع تعويضات لليهود الذين عاشوا تحت حكم الأنظمة العربية، وبعضهم قبل قرون من ظهور الإسلام.
لذا فقد حان الوقت لأن يعتذر العرب وقادتهم عن الظلم الذي إقترفوه في حق اليهود، ولأن يدفعوا تعويضات عن الممتلكات اليهودية التي صادروها وأستولوا عليها.