19 أبريل، 2024 1:31 ص
Search
Close this search box.

“إسرائيل اليوم” : سقط الحاجز الذي يفصل بين “تل أبيب” والدول العربية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

لا شك أن الزيارات الأخيرة التي قام بها مسؤولون إسرائيليون لعدد من الدول الخليجية، قد أثارت حماس كثير من المحللين الإسرائيليين الذين أعتقدوا بأن الدول العربية أصبحت تسعى إلى تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، حتى على حساب “القضية الفلسطينية”.

خطوة مهمة..

حيث نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً تحليليًا للكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، “إيال زيسر”، يقول فيه إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، لـ”سلطنة عُمان” تُعد بمثابة خطوة مهمة في تطوير العلاقات بين “إسرائيل” و”دول الخليج العربي”.

وبعد زيارة “نتانياهو”؛ وصل أيضًا إلى “عُمان” وزير النقل الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، فيما زارت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، “ميري ريغيف”، “أبوظبي”، بل إن السلطات المحلية هناك وجهت لها الدعوة لزيارة “مسجد الشيخ زايد”، الذي يُدعى إليه ضيوف “الإمارات” الرسميين.

بينما سيقوم وزير الاقتصاد الإسرائيلي، “إيلي كوهين”، بزيارة رسمية لـ”البحرين”، خلال الأيام القليلة القادمة، بدعوة من حكام المملكة.

العلاقات مع إسرائيل لا تجلب العار !

يشير “زيسر” إلى أن العلاقات الثنائية بين “إسرائيل” و”دول الخليج” شهدت فترات من المد والجزر، ولكنها في كل الأحوال ليست علاقات حديثة العهد.

وبالإضافة للعلاقات السياسية بين الجانبين؛ شهدت العلاقات الاقتصادية تطورًا كبيرًا، وأكثر منها العلاقات الأمنية التي تقوم في الأساس على التعاون المشترك، وهو تعاون سري في معظمه، لمواجهة التحدي الإيراني، الذي يشكل تهديدًا للطرفين الإسرائيلي والعربي.

ولكن ما يبدو واضحًا، في الفترة الحالية، هو قرار الدول الخليجية – سواء بشكل جماعي أو منفرد – بالإفصاح عن العلاقات مع “إسرائيل”، بل واعتبار تلك العلاقات تشكل مصدرًا للقوة والأمن، وليس مجلبة للعار.

إسرائيل دولة محورية..

يرى المحلل الإسرائيلي أن أهمية العلاقات العربية مع الدولة العبرية، تنبع من الإدراك بأن “إسرائيل” قد أصبحت لاعبًا إقليميًا هامًا يمكنه أن يقوم بدور الحليف الإستراتيجي في كثير من القضايا الوجودية، بدءًا من المواجهة مع “إيران” وتحسين العلاقات مع “الولايات المتحدة الأميركية”، وحتى تنمية الاقتصاد ودعم الوضع الأمني داخل حدود الدول العربية ذاتها.

وفي الأسبوع الماضي فقط، كتب الصحافي السعودي، “عبدالرحمن الراشد”، رئيس التحرير السابق لصحيفة (الشرق الأوسط)، أن أحدًا في منطقة الخليج لن ينسى وقوف “إسرائيل” إلى جانب “المملكة العربية السعودية” في السعي لتسوية الأمور بينها وبين “واشنطن”. وهذا القول يُظهر صراحة مكانة “إسرائيل” كلاعب محوري في الشرق الأوسط، بل وحتى داخل العالم العربي.

زيارات إسرائيلية دون أعتراض ملحوظ..

أشار “زيسر” إلى أن الزيارات العلنية المتلاحقة التي أجراها مسؤولون إسرائيليون لدول الخليج، والتي سوف تتواصل، قد جرت دون اعتراض ملحوظ – لا في منطقة الخليج نفسها ولا حتى في أرجاء العالم العربي. وهذا دليل على أن مسألة العلاقات مع “إسرائيل” لم تعد تشكل قضية خلافية تؤرق المجتمع العربي.

يدل هذا الأمر أيضًا على أن الصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني” لم يعد يشكل مانعًا أو حتى مجرد عائق، يحول دون تحسن العلاقات بين “إسرائيل” والدول العربية. وصحيح أن لذلك الصراع مكانة معنوية تشغل الرأي العام العربي، وخاصة في البلدان المحيطة بـ”إسرائيل”، إلا أنه فيما يخص الأنظمة العربية، فيبدو أنها قد قررت، منذ وقت طويل، عدم السماح للفلسطينيين بأن يفرضوا أجندتهم السياسية.

بل الأكثر من ذلك؛ أن هناك دول عربية عديدة تحاول، لأول مرة، قيادة المساعي الرامية لإحراز تسوية “إسرائيلية- فلسطينية”، بدلاً من الإنسياق وراء مواقف الفلسطينيين.

السودان على نهج السعودية..

إن زيارات المسؤولين الإسرائيليين لدول الخليج، والتي غطتها وسائل الإعلام خلال الأسابيع الأخيرة، ما هي إلا غيض من فيض، فالعلاقات بين “إسرائيل” و”العالم العربي” تتوسع وتتشعب إلى ما هو أبعد من دول الخليج.

فهناك علاقات إسرائيلية مع كل بلد عربي بما يتناسب مع ظروفه، وبحسب الوتيرة التي تلائمه، بدءًا من “مصر” ثم “المملكة العربية السعودية” و”المغرب” و”تونس”؛ التي يأتيها السياح الإسرائيليون بشكل يومي.

وحتى “السودان” أصبحت على وشك أن تحذو حذو “المملكة العربية السعودية”، وستسمح للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي في طريقها من “إسرائيل” إلى القارة الإفريقية. إذاً لقد سقط الحاجز بين “إسرائيل” ومعظم الدول العربية.

لا عودة عن التطبيع..

ختامًا ينوه المحلل الإسرائيلي إلى أن العلاقات بين “إسرائيل” و”العالم العربي” لا تزال تعاني من الهشاشة والضعف، بل إنه من السهل على العرب أن يتكاتفوا ويتحدوا حول “القضية الفلسطينية”، لكن ما من شك في أن “إسرائيل” و”الدول العربية” قد تجاوزت نقطة اللاعودة وهي ماضية نحو إقامة علاقات مستقرة بل ومتينة وغير مشروطة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب