4 مارس، 2024 3:07 م
Search
Close this search box.

“إسرائيل اليوم” : “ترامب” يشعل الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً، حول إحتدام الصراع بين “واشنطن” و”بكين”؛ للهيمنة على الاقتصاد العالمي.

فيما ركزت الصحيفة الإسرائيلية على إصرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على أن تظل “الولايات المتحدة” هي صاحبة الريادة في الاقتصاد العالمي، لا سيما بعدما رفع شعار “أميركا أولاً”.

الحرب العالمية الثالثة..

ترى الصحيفة العبرية أن الحرب العالمية الثالثة تدور رحاها بالفعل حاليًا، لأن الصينيين يشنون منذ سنوات – بشكل منفرد وبنجاح كبير – حربًا اقتصادية لا هوادة فيها ضد “الولايات المتحدة الأميركية”.

والشيء الغريب، والمُلفت، هو أن الإدارات الأميركية السابقة كانت تتبنى سياسة ساذجة، تسببت في أن تتكبد “الولايات المتحدة” خسائر فادحة، متمثلة في فقدان ملايين الوظائف وإغلاق عشرات الآلاف من الشركات والمصانع، وزيادة هائلة في الدين الداخلي وخطر حقيقي يُنذر بفقدان السيطرة الأميركية على الاقتصاد العالمي.

واشنطن تُشن هجومًا معاكسًا..

لكن مجرى التاريخ قد تحول بالفعل، بعد انتخاب، “دونالد ترامب”، رئيسًا لـ”الولايات المتحدة”، وبعد أن رفع شعار (أميركا أولاً).

وتقوم “الولايات المتحدة” الآن بهجوم معاكس ضد “الصين”، حتى تنتقم وتُرد الصاع صاعين، حيث تأمل “واشنطن” في إيقاف مسير الخسائر الاقتصادية بأسرع ما يمكن. لكن لا ينبغي لأحد أن يختلط عليه الأمر، جراء ما يرى من محادثات تبدو لأول وهلة وكأنها ودية بين قادة القوتين العظميين.

حيث تشير الصحيفة العبرية إلى أن الإيديولوجية التي يتبناها الرئيس الصيني، “شي غين بينغ”، تتعارض تمامًا مع شعار (أميركا أولاً)؛ الذي يتبناه الرئيس “ترامب”. وكما هي الحرب دائمًا، فإن هناك خسائر يتكبدها جميع الأطراف، لكن بالطبع هناك أيضًا رابح أكبر.

ولقد ظلت “الصين” هي الرابح الأكبر لأكثر من 15 عامًا، منذ إنضمامها إلى “منظمة التجارة العالمية” في عام 2001، بينما كانت “الولايات المتحدة” هي الخاسر الأكبر.

حان وقت التصدي للصين..

تضيف (إسرائيل اليوم) أن “الصين”، التي ظلت لسنوات عديدة تتبنى سياسات اقتصادية وتجارية غير مُنصفة، قد استطاعت أن تجعل النشاط الاقتصادي العالمي يصب في صالحها، عبر استغلال المستهلكين الأميركيين وتكبيلهم بديون متزايدة.

والآن، وبعد أن تم إعادة صياغة الاتفاقيات التجارية بين “الولايات المتحدة” وكل من “الاتحاد الأوروبي” و”كندا” و”المكسيك” ومنطقة المحيط الهاديء، فقد حان الوقت لكي تتعامل “الولايات المتحدة” بشكل مباشر مع “الصين”، باعتبارها أكبر دولة تنافسية.

رفع الضرائب الجمركية على البضائع الصينية..

إن الرئيس الأميركي، “ترامب”، لم يُعد يقبل بأن تظل بلاده تتكبد الخسائر التجارية، لذا فإنه على وشك إتخاذ سلسلة من الإجراءات، يتمثل أهمها في فرض ضرائب جمركية بمئات الملايين من الدولارات على السلع الصينية، مما سيعرقل الإنتاج الصيني إلى حد كبير، لكنه في المقابل سيخفض العجز التجاري الأميركي.

وترى إدارة “ترامب”؛ أن الإجراءات الجديدة ستُحدث تغييرًا جذريًا في الأسلوب الذي ظل الصينيون يتبعونه من جانب واحد حتى الآن.

“ترامب” وأولوية المصالح الأميركية..

إن نجاح السياسة الاقتصادية للرئيس، “ترامب”، في خفض معدلات البطالة ورفع الأجور، هو نجاح مرتبط باستمرار تزعم “الولايات المتحدة” للاقتصاد العالمي الحر.

ودائمًا ما يؤكد الرئيس، “ترامب”، لجميع الشركاء التجاريين لـ”الولايات المتحدة”، أن ما يشغله في المُقام الأول هو تحقيق المصالح الأميركية، ثم بعد ذلك مصالح الآخرين، وهو يرى بذلك أن “الولايات المتحدة” يمكنها حماية مصالح الجميع.

ويحاول الصينيون – الذين تمكنوا من الوصول بحرية للسوق الاستهلاكية الضخمة لـ”الولايات المتحدة” – تجنب المواجهة العلنية مع الأميركيين، لكنهم يرفضون قبول الشروط التي يضعها “ترامب”.

أصاب الصينيين في مقتل !

إن الصينيين في واقع الأمر؛ يتعرضون الآن لضربة اقتصادية قاسية. لذا فإنهم بدأوا مؤخرًا، يتكتمون على الأرقام المتعلقة بمعدلات النمو الاقتصادي، وكذلك المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي، ومن الواضح أنهم يعرفون السبب.

فالاستثمارات الأجنبية في “الصين” أخذت تتراجع بشدة، كما تراجعت أيضًا أسهم البورصات بأكثر من 30 في المئة.

من الواضح إذاً؛ أن إدارة “ترامب” نجحت في إصابة الصينيين في مقتل، وربما نجحت أيضًا في كبح طموحات الصينيين  في بسط هيمنتهم الاقتصادية على العالم.

ختامًا؛ تؤكد الصحيفة الإسرائيلية على أن الحرب يخسر فيها الجميع.. فبعد قرابة شهرين ستنتهي المهلة الزمنية التي حددها الرئيس الأميركي من أجل التوصل إلى تفاهمات جديدة مع الصينيين، وإذا لم يصل الطرفان إلى تلك التفاقيات، فإنه سيعلن عن فرض ضرائب جمركية بأكثر من 200 مليار دولار على البضائع الصينية. ومن المتوقع أن يكون هناك رد فعل مضاد من جانب “الصين”، وهذا من شأنه أن يُضر أيضًا بالصادرات الأميركية وبسوق العمالة.

والآن؛ يتواصل الصراع الشديد بين “الصين” و”الولايات المتحدة”، ولا يبدي أحد الطرفين أية نية للتراجع. ومع ذلك فإن “الصين” تواجه محنة اقتصادية شديدة، وربما سيتعين على الصينيين تقديم التنازلات اللازمة لتجنب اندلاع الحرب التجارية، التي من شأنها أن تُصيب اقتصادهم بالشلل التام.

وقد يؤدي هذا الشلل الاقتصادي إلى تفشي البطالة، الأمر الذي من شأنه أن يهدد استقرار النظام الشيوعي في “بكين”. ونظرًا لأن الصينيين يمتلكون أصولاً ضخمة في “الولايات المتحدة”، والأهم من ذلك أنهم من بين أكبر مستحقي الديون الأميركية، لذا فإن أي إضرار من جانب الصينيين، باقتصاد “الولايات المتحدة” يعني الإضرار بأنفسهم أيضًا.

إن الرئيس، “ترامب”، يحارب من أجل تحقيق المصالح الاقتصادية والاجتماعية لـ”الولايات المتحدة”، وكذلك من أجل مستقبل العالم كما نعرفه. ويتعين على الصينيين أن يتقبلوا وجود واقع جديد وأن يلتزموا به.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب