23 مارس، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

“إسرائيل اليوم” : بدأ العد التنازلي لحكم “إردوغان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

منذ إعلان نتيجة الانتخابات المعادة لمجلس بلدية “إسطنبول” التركية، لم تتوقف تحليلات الكُتاب الإسرائيليين لتداعيات فوز مرشح المعارضة وتغلبه على المرشح المدعوم من الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”.

ويرى معظم والمحللين الإسرائيليين؛ أن هزيمة مرشح “حزب العدالة والتنمية”، في انتخابات الإعادة لرئاسة مدينة “إسطنبول”، تُعد ضربة قاسية للحزب الإسلامي ورئيسه “إردوغان”.

“إردوغان” يتلقى صفعة مدوية..

ولقد نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية؛ مقالًا للكاتب السياسي الإسرائيلي، “إيال زيسر”، يرى فيه أن هزيمة الرئيس التركي، في انتخابات الإعادة لبلدية مدينة “إسطنبول”، التي تُعد أكبر مدن البلاد، ليست مجرد ضربة عادية كباقي الضربات العديدة التي تلقاها، خلال العقدين اللذين قضاهما في السلطة. إذ تُعد هزيمته هذه المرة، في “إسطنبول”، بمثابة “صفعة مدوية ومُهينة للغاية”، ولربما تُعد مؤشرًا على بداية العد التنازلي لسقوط حكم “إردوغان”.

السيطرة على مؤسسات الدولة..

يُضيف “زيسر”؛ أن البعض ربما يرى للوهلة الأولى، أن ما جرى في “إسطنبول”؛ ما هو إلا مجرد انتخابات محلية لا علاقة لها بسياسة الدولة. لكن “إردوغان” قد أصر على إجراء الانتخابات في تلك المدينة تحت رعايته وإشرافه، وجعل من تلك الانتخابات اختبارًا لمعرفة مدى قوة شعبيته، وهو ما فشل فيه بالفعل.

علمًا بأن انتخابات المجالس المحلية قد جرت في “تركيا”، قبل ثلاثة أشهر، وجلبت مفاجأة كبيرة. بعدما أعتقد الجميع أن حزب “إردوغان” سيحقق فوزًا كاسحًا، لأنه استطاع خلال سنوات حكمه الطويلة، ولا سيما خلال العقد الأخير، أن يُدمر بشكل ممنهج، الديمقراطية التركية ويهدم المؤسسات التي كان من المفترض أن تحميها.

فقضى “إردوغان” على استقلالية المؤسسة القضائية، وأزاح معارضيه من الجامعات والمؤسسات الحكومية، وأخضع الجيش لسلطته، ثم سيطر أخيرًا على وسائل الإعلام.

لكن “إردوغان” قد خاب رجاؤه في النهاية؛ فقد فاز خصومه في ثلاث مدن كبرى، وهي العاصمة، “أنقرة”، ومدينة “أزمير” الساحلية المهمة، وكذلك في “إسطنبول”، التي يقطنها حوالي 16 مليون نسمة، أي ما يقارب ربع سكان البلاد.

وفي محاولة يائسة من جانب “إردوغان”؛ لوقف تراجع شعبية حزبه؛ أجبر لجنة الانتخابات على إعادة الانتخابات في “إسطنبول”، بزعم أنه قد شابها حالات تزوير ومخالفات، مستغلاً حقيقة أن الفجوة بين المتنافسين بلغت فقط حوالي واحد بالمئة.

رمزية “إسطنبول” بالنسبة لـ”إردوغان”..

بحسب “زيسر”؛ فإن مدينة “إسطنبول” لها أهمية خاصة بالنسبة لـ”إردوغان”؛ لأنه بدأ منها مشوار حياته السياسية؛ عندما تم انتخابه رئيسًا لبلديتها عام 1994. ومنذ ذلك الحين أصبح الطريق ممهدًا أمام “التيار الإسلامي” لتولي السلطة في البلاد.

وبعد ثماني سنوات تم انتخاب، “إردوغان”، رئيسًا للوزراء، ثم أصبح رئيسًا لـ”تركيا”، عام 2014. وبعدما تولى “إردوغان” منصب الرئاسة، أجرى تعديلات دستورية منحته سلطات غير مسبوقة، بل وأتاحت له إمكانية الاستمرار في منصبه حتى عام 2029.

إسقاط إرث “أتاتورك”..

لقد أتسم العقد الأول من حكم “إردوغان” بنجاحه في تحقيق حالة من الاستقرار السياسي؛ لم تشهدها البلاد من قبل، إضافة إلى تعزيز الاقتصاد التركي. وقد دعمه الكثيرون في المعسكر العلماني، لأنهم سئموا من تدخلات الجيش في شؤون الدولة، وكانوا ينتظرون من “إردوغان”، رغم إنتمائه لـ”التيار الإسلامي”، أن يحمي الديمقراطية التركية من تغول المؤسسة العسكرية.

ولأن من يذوق السلطة يشتهي البقاء فيها؛ فقد قام “إردوغان” بالحد من سلطات الجيش، لا لشيء سوى أن يظل هو الحاكم الوحيد، واضعًا نصب عينيه إسقاط إرث “أتاتورك” – مؤسس الدولة العلمانية الحديثة – وتحويل “تركيا” إلى “دولة إسلامية”.

نتائج “إسطنبول” تبث الأمل في نفوس المعارضة..

لكن يبدو أن الحظ قد أدار ظهره للرئيس، “إردوغان”، خلال السنوات الأخيرة، بعدما أصبح الاقتصاد التركي يواجهة أزمات شديدة. كما وجدت “تركيا” نفسها منعزلة ومنهزمة على الساحتين الإقليمية والدولية.

ورغم أن “إردوغان” قد بدا بالفعل سياسيًا محليًا ناجحًا، إلا أنه فشل في إدارة السياسة الخارجية. والآن فإن مؤشر الاستياء الشعبي، من سياسة “إردوغان”، في ارتفاع مستمر، وهو ما أدى إلى هزيمة مرشحيه في الانتخابات المحلية.

ختامًا يقول “زيسر”: نظرًا لأن “إردوغان” يُعتبر حاكمًا قويًا، فإن خسارته الأخيرة تبث الأمل في نفوس المعارضة، وتُثبت إمكانية توحيد صفوف المعارضة، كما حدث في انتخابات بلدية “إسطنبول”، تمهيدًا لهزيمته في الانتخابات القادمة.

ونتائج الانتخابات المحلية، في “إسطنبول”، تشجع العديد من الأتراك على عدم الخضوع أمام الرئيس.

صحيح أن الأمر ربما سيطول، خاصة أن الرئيس “إردوغان”، الذي مازال يتمتع بدعم شعبي لا بأس به، مصمم على البقاء في السلطة. ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وتلك الخطوة تمت بالفعل بفوز مرشح المعارضة في “إسطنبول”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب