23 ديسمبر، 2024 12:50 م

“إسرائيل اليوم” : المتظاهرون العراقيون يكافحون لاستقلال وطنهم وإنهاء الهيمنة الإيرانية !

“إسرائيل اليوم” : المتظاهرون العراقيون يكافحون لاستقلال وطنهم وإنهاء الهيمنة الإيرانية !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تتابع “إسرائيل” ما يجري من احتجاجات شعبية ضد الأنظمة السياسية في المنطقة العربية، بما في ذلك “لبنان” و”العراق”.

ولقد نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالًا تحليليًا للكاتبة والمحللة الإسرائيلية، “تسيونيت فتال كوبرفاسر”، علقت فيه على الأحداث الدرامية في “العراق”؛ وإصرار المتظاهرين على استقلالية بلدهم وتغيير النظام ورفض التبعية لـ”إيران”.

إنضمام قطاعات جديدة للمظاهرات..

تقول “كوبرفاسر”: بينما ينصرف الاهتمام الإقليمي والدولي تجاه ما يجري من أحداث درامية في “لبنان”، إذا بالاحتجاجات والمظاهرات العارمة تتواصل في “العراق”، منذ الـ 25 من تشرين أول/أكتوبر الماضي. وتحمل المظاهرات هذه المرة طابع الاحتجاجات الشعبية العارمة، بحيث باتت تجتذب قطاعات أخرى من السكان، مثل المثقفين والنساء والنقابات المهنية وطلاب الجامعات والمدارس، الذين إنضموا إلى الشباب ممن نظموا موجة الاحتجاج الأولى في بداية الشهر الفائت.

محاولة استرداد الوطن السليب..

وبحسب المحللة الإسرائيلية، يبدو المتظاهرون العراقيون وكأنهم يحاربون من أجل استرداد وطنهم السليب، رافعين شعار: “نريد وطنًا”.

كما تعكس تلك المظاهرات أزمة الثقة العميقة بين الشعب العراقي بكل طوائفه والقيادة السياسية التي تدور في فلك “إيران” وتخدم مصالحها.

ويتهم المتظاهرون العراقيون، حكومتهم، بالفساد وعدم القدرة على حل مشاكل المواطنين. كما يوجه المتظاهرون الاتهامات لـ”إيران” والمليشيات الشيعية التابعة لها، وينادي المحتجون باستقالة رئيس الوزراء وتغيير نظام الحكم وطرد “إيران” والقوى الموالية لها من “العراق”؛ رافعين شعار: “إيران برة برة.. بغداد ستكون حرة”.

تراجع بطش القوات الأمنية !

وفي هذه الجولة من الاحتجاجات، لم تُفرط حكومة “بغداد” والقوات الأمنية التابعة لها؛ في إطلاق النيران الحية ردًا على المتظاهرين؛ بالمقارنة مع الجولة الأولى.

إلا أن تلك القوات أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة نحو المحتجين. وحتى الآن، فقد قُتل في جولتي المظاهرات قرابة 250 شخصًا وجُرح الآلاف.

جدير بالذكر؛ أن الاحتجاجات باتت تشتد في المناطق التي يقطنها الشيعة وكذلك في العاصمة، “بغداد”. وتفاقمت الأحداث جراء المجزرة التي شهدتها مدينة “كربلاء” الشيعية، في الـ 28 من تشرين أول/أكتوبر الفائت، عندما تم إطلاق النار الحي على الجموع الغفيرة من المتظاهرين، مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا.

الإساءة لنوايا المتظاهرين..

ترى المحللة الإسرائيلية أن هناك إصرار من جانب الحكومة العراقية والسياسيين الموالين لـ”إيران” على التقليل من خطورة المظاهرات عبر وصفها بأن مجرد احتجاجات على الوضع الاقتصادي؛ إلى جانب تشويه نوايا المحتجين، عبر اتهامهم بالعمالة لصالح “الولايات المتحدة” و”المملكة العربية السعودية” و”إسرائيل”.

وكان المرشد الأعلى الإيراني، “علي خامنئي”، قد أطلق تصريحات تحمل هذا المضمون وتسيء للمتظاهرين.

تجاهل عربي وغربي..

وتقول المحللة الإسرائيلية: “من خلال حديثي مع الشباب والمثقفين العراقيين، الذين أتواصل معهم، أرى أنهم سعداء بحالة التماسك والإلتحام الشعبي وإصرار المتظاهرين المستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل إعادة بناء العراق كدولة موحدة تحت راية واحدة وجيش واحد وحكومة تهتم بشؤون مواطنيها. ومع ذلك، فإن المتظاهرين العراقيين يعبرون عن استيائهم لأن العالمين الغربي والعربي لازالا يتجاهلان قضيتهم”.

“الصدر” يركب الموجة !

أشارت “كوبرفاسر”؛ إلى أنه في  ظل اشتعال الغضب الشعبي، يحاول رجل الدين الشيعي، “مقتدى الصدر” – الذي تربطه علاقاته معقدة مع “إيران” – ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية لتعزيز مكانته، مستغلاً عدم وجود قيادة بارزة لتلك الاحتجاجات. إذ أعرب “الصدر” عن دعمه للمتظاهرين مطالبًا، رئيس الوزراء، بالاستقالة والاستعداد لإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف دولي.

وتُعتبر استقالة رئيس الوزراء العراقي إنجازًا مهمًا للمتظاهرين، لكنها لا تمثل سقف طموحاتهم، لأنهم بالفعل يتطلعون إلى إجراء تغيير جذري في المنظومة السياسية وعدم تدخل “إيران” ومليشياتها في الشأن العراقي. وفي ضوء ذلك، من الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في “العراق”.

استخدام القوة لن يخدم إيران..

تؤكد المحللة الإسرائيلية أن هناك العديد من أوجه التشابه بين الاحتجاجات في “العراق” و”لبنان”، إحداها أن المتظاهرين في كلا البلدين يهتفون ضد “إيران” والمليشيات التابعة لها.

وإذا كان ما يجري في دولة واحدة كفيل بإثارة قلق النظام الإيراني، فما بالنا إذا كانت الاحتجاجات تشتعل في الدولتين معًا.

ولأن النظام الإيراني يخشى من فقدان سيطرته على مقاليد “العراق” و”لبنان”، فإنه مصمم على عدم حدوث ذلك، حتى لو اضطر في نهاية المطاف إلى استخدام القوة. لكن القوة لن تحقق في تلك الحالة النتيجة المرجوة، نظرًا لتفاقم حدة المظاهرات وإتساع رقعتها. مع الأخذ في الاعتبار أن استخدام القوة سيعتمد في الأساس على قوى محلية، سيكون استعدادها لممارسة القوة ضد شعبها أقل من استعداد الإيرانيين أنفسهم. ولعل فشل مساعي زعيم (حزب الله)، “حسن نصرالله”، في منع سقوط حكومة، “سعد الحريري”، يُعد خير دليل على ذلك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة