11 أبريل، 2024 4:09 م
Search
Close this search box.

“إسرائيل اليوم” : العالم العربي يفضل “تل أبيب” مستقرة والديمقراطية الإسرائيلية نموذج يُحتذى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً تحليليًا للكاتب والمحلل الإستراتيجي، “إيال زيسر”، تناول فيه الأزمة السياسية الداخلية في “إسرائيل”؛ بعد جولة التصعيد العسكري في “قطاع غزة”، التي أسفرت عن استقالة وزير الدفاع، “أفيغدور ليبرمان”.

لا يتمنون تغييرات سياسية في إسرائيل..

يقول “زيسر”: حتى الآن يُظهر العالم العربي حالة من اللامبالاة وعدم الاهتمام بالأزمة السياسية التي تواجه “إسرائيل” حاليًا، بعد استقالة وزير الدفاع، “ليبرمان”، وآثر ذلك على استقرار حكومة “بنيامين نتانياهو”.

وربما تشير حالة اللامبالاة تلك إلى أن العرب لا يتوقعون أن تُسفر الانتخابات المقبلة، في “إسرائيل”، عن أي تغيير في ميزان القوى السياسية أو في تشكيل الحكومة، ولكن يبدو أن معظم العرب لا يتمنون حدوث مثل هذا التغيير.

إسرائيل لم تعد دولة معادية !

يؤكد “زيسر” أن العلاقات بين “إسرائيل” و”العالم العربي” تعيش حاليًا أزهى عصورها، إذ أن الكثيرين في العالم العربي، بدءًا من دول الخليج وحتى دول شمال إفريقيا، أصبحوا لا يعتبرون “إسرائيل” دولة معادية أو كيان غريب في المنطقة، لكنهم يعتبرونها لاعبًا دوليًا وإقليميًا مهمًا، بحيث يمكن التعاون معه، بل والاعتماد عليه عند الضرورة.

وهناك سبب واضح يجعل تلك الدول العربية تفضيل الاستقرار السياسي واستمرارية الحكومة الإسرائيلية. ويتمثل هذا السبب في شعور الدول العربية بالقلق من المخاطر الإقليمية، وعلى رأسها خطر “إيران”، التي تعاملها “إسرائيل” و”واشنطن” بكل حزم وصرامة.

العرب يفضلون زعيمًا إسرائيليًا قويًا..

بحسب “زيسر”؛ لم يسبق أن إنشغلت الدول العربية بسياسة “إسرائيل” الداخلية، فضلاً عن أنها لم تفهم آلية حراك السياسة الداخلية في الدولة العبرية. لكن مع بدء إقامة علاقات بين “إسرائيل” والعالم العربي، أخذ الحكام العرب يبحثون عن زعماء إسرائيليين يتمتعون بالمصداقية، ويلتزمون بالهدف، ولديهم القوة والمكانة في الداخل.

وعلى سبيل المثال؛ فإن الرئيس المصري الراحل، “أنور السادات”، لم يُخف رغبته في أن يحقق، “مناحيم بيغن”، الفوز في انتخابات عام 1977، ثم في الانتخابات اللاحقة التي جرت عام 1981.

وذلك على الرغم من أن منافسه، في ذلك الوقت، وهو “شمعون بيريز”؛ كان يُعتبر في نظر الإسرائيليين وكذلك في العالم الخارجي، زعيمًا أكثر إعتدالاً وتساهلاً في معظم القضايا الخارجية والأمنية التي كانت مطروحة في ذلك الحين.

فكان “السادات” يبحث عن شريك قوي وملتزم – حتى وإن لم يكن بالضرورة مريحًا أو سهل المِراس – كي يمكن إبرام الاتفاقيات والصفقات معه والوثوق بكلمته. ولقد عثر، “السادات”، على مثل هذا الشريك، في شخصية الزعيم اليميني، “بيغن”.

كما لم يُخف العاهل الأردني، الملك “حسين”، رضاه عن فوز “بنيامين نتانياهو”، في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت عام 1996. حيث لم يستطع أن يغفر لـ”بيريز” اتصالاته، دون علمه، بالزعيم الفلسطيني، “ياسر عرفات”، لإبرام “اتفاقية أوسلو”، التي اعتبرها تشكل تهديدًا لاستقرار “المملكة الأردنية”.

القادة العرب منشغلون بمشاكلهم الداخلية..

وبصرف النظر عن كل ما سبق؛ فإن العالم العربي مُنشغل تمامًا بمشاكله الداخلية، ومعظم الدول العربية غير قادرة على أن تستفيق مما هي فيه كي تتعامل مع مشاكل وأزمات الآخرين.

ولا عجب إذاً أن الدول العربية لم تعد تهتم، منذ زمن بعيد، بالصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني”، وكل ما تأمله تلك الدول هو تنحية “القضية الفلسطينية” عن الأجندة الإقليمية، حتى لا تمثل عقبة تحول دون تحسن العلاقات “العربية-الإسرائيلية”.

لذلك؛ فإن الدول العربية مستعدة لدعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل للنزاع “الفلسطيني-الإسرائيلي”، شريطة أن يكون حلاً مقبولاً لدى “إسرائيل” و”العرب”، وإن لم يكن بالضرورة مقبولاً لدى “القيادة الفلسطينية”.

والدليل على هذا التوجه الجديد؛ هو ما حدث خلال جولة التصعيد الأخيرة في “قطاع غزة”، التي أسفرت عن استقالة وزير الدفاع، “ليبرمان”، والدعوة إلى إجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة. حيث لم يسارع أي بلد عربي بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين ضد “إسرائيل”، وطالبت معظم البلدان العربية باستعادة الهدوء إلى المنطقة.

“حماس” تحتفل بنصر مزعوم..

يضيف المحلل الإسرائيلي؛ أن أحدًا في العالم العربي، لا تنطلي عليه مزاعم انتصار “حركة حماس”، في جولة التصعيد الأخيرة، والكثير من العرب لا يقتنعون بما يُقال بشأن تآكل سلاح الردع الإسرائيلي في مواجهة “حماس”، وفي نهاية المطاف، عندما تنتهي احتفالات النصر المزعوم، سواء في “دمشق” أو “بيروت” أو “غزة”، سيعود أعداء “إسرائيل” إلى حياتهم العادية التي تتسم بالتخلف والفقر.

أضف إلى ذلك، أن أحدًا لا يخدع نفسه فيما يتعلق بتوازن القوى الحقيقي بين “إسرائيل” وخصومها. لذلك، فإن كثيرين في الدول العربية لا يفهمون حقيقة أسباب الأزمة الحكومية التي اندلعت مؤخرًا في “إسرائيل” وتهدد استقرارها السياسي.

الديمقراطية الإسرائيلية نموذج يُحتذى !

ختامًا؛ يزعم “زيسر” أن العديد من الحكام العرب يودون، بكل سرور، أن يتخلوا عن متابعة الانتخابات القادمة في “إسرائيل” لسبب آخر، وهو أن تلك الانتخابات تحمل رسالة مُضرة للمواطنين العرب، مفادها أن الديمقراطية ليست بالضرورة سببًا لغياب السلطة أو الفوضى، وإنما هي سبب للقوة الداخلية وأن النظام يمكن تغييره عن طريق صناديق الاقتراع.

ولهذا السبب تحديدًا؛ تثير الديمقراطية الإسرائيلية إعجاب الجماهير العريضة في العالم العربي، وهذا ما يعزز الإنطباع بأن “إسرائيل” دولة تتسم بالقوة والصلابة، ويمكن اعتبارها نموذجًا يُحتذى به.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب