9 مارس، 2024 5:50 ص
Search
Close this search box.

“إسرائيل اليوم” : السلام بين “العراق” و”إسرائيل” أمر مستحيل .. العرب لا يريدون سوى مصالحهم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

كثر الحديث مؤخرًا عن وجود محاولات للتقارب بين “إسرائيل” و”العراق”، لا سيما بعد مساعي بعض الدول العربية لتعزيز التعاون مع حكومة “تل أبيب”.

وفي أعقاب التسريبات الأخيرة عن قيام وفود عراقية بزيارة “إسرائيل”، نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً للمحلل الإسرائيلي، “إيدي كوهين”، استبعد فيه إمكانية قيام سلام فعلي بين “بغداد” و”تل أبيب”، مؤكدًا على أن العرب، بمن فيهم العراقيين، يريدون التقارب مع “إسرائيل” من أجل مصالحهم فقط؛ وليس من أجل السلام.

وفود عراقية زارت إسرائيل !

يقول “كوهين”: في السادس من كانون ثان/يناير الحالي، أصدرت “وزارة الخارجية الإسرائيلية” بيانًا باللغة العربية، كشف فيه عن ثلاث زيارات لـ”إسرائيل”، قامت بها وفود عراقية، خلال عام 2018، وضمت شخصيات سُنية وشيعية.

ورغم أن البيان لم يكشف عن أسماء تلك الشخصيات العراقية، إلا أنه أثار ضجة شديدة في “العراق”، خاصة بعدما تبين أن نوابًا من البرلمان العراقي الحالي كانوا ضمن الزائرين لـ”إسرائيل”.

وفي أعقاب تلك الضجة؛ طالب العديد من الأعضاء، بمن فيهم رئيس البرلمان، بتشكيل لجنة تحقيق لمحاكمة أي شخص تواصل مع “الكيان الصهيوني”.

يُذكر أن جميع أعضاء البرلمان يعارضون التطبيع مع “إسرائيل”؛ بإستثناء أحد البرلمانيين تطرق إليه “كوهين” لاحقًا.

تجارب السلام غير مُشجعة لإسرائيل..

يرى “كوهين” أن معظم الإسرائيليين يرغبون بالعيش في السلام مع جيرانهم في الدول العربية، غير أن تجربة العقود الأخيرة جعلت الإسرائيليين يفكرون جديًا فيما يتوجب عليهم أن يقدموه من تنازلات لمجرد تحقيق سلام وهمي.

فالسلام مع “مصر” فاتر جدًا، كما أن السلام مع “الأردن” يمر بأزمة، بسبب رفض الحكومة الأردنية تجديد ملحق اتفاق السلام؛ الذي يمدد عقد تأجير “الباقورة” و”الغمر”.

مسيحيو لبنان باعوا الوهم لإسرائيل..

يضيف “كوهين” قائلاً: “من الواضح أن جيراننا العرب لا يرغبون في السلام؛ إلا من أجل ضمان مصالحهم والخروج من أزماتهم. وهم يُجيدون الحصول على مساعدات إسرائيلية، مُقابل إعطاء وعود كاذبة بإقامة علاقات سلام مستقبلية مع الدولة العبرية. والأمثلة على ذلك كثيرة، ففي ثمانينيات القرن الماضي، باع مسيحيو لبنان الوهم لإسرائيل ووعدوها بإقامة علاقات سلام معها بعد خروج الفلسطينيين من لبنان. وهذا ما دفع الإسرائيليين للوصول إلى بيروت وطرد الفلسطينيين من هناك، والنتيجة معروفة للجميع”.

المعارضة السورية طلبت المساعدة من إسرائيل..

بحسب “كوهين”؛ خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد الهجرة الجماعية للسوريين إلى “أوروبا”، تمكن العديد من الإسرائيليين، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من التواصل مع بعض شخصيات المعارضة السورية، ممن أعربوا عن أملهم في تحقيق السلام مع “إسرائيل”، بعد أن تساعدهم حكومة “تل أبيب” في إسقاط نظام “بشار الأسد”.

لكن نظام “الأسد” لم يسقط في نهاية المطاف، ولم يتحقق السلام مع “سوريا”.

نسائم السلام تهُب من العراق !

لكن نسائم السلام بين “إسرائيل” و”العراق” أخذت تهُب مجددًا. فبعد سقوط نظام “صدام حسين”، قام عشرات  البرلمانيين العراقيين بزيارة “إسرائيل”. وخشي معظمهم من الكشف عن الزيارة بشكل علني.

لكن أبرز هؤلاء البرلمانيين العراقيين، هو النائب “مثال الآلوسي”، الذي أبدى فخره بزيارة “إسرائيل”؛ ولم يخشى من ذلك.

يذكر أن “الآلوسي”؛ كان قد زار “إسرائيل”، عام 2004، وتحدث وقتها المعلقون الإسرائيليون عن السلام الدافيء الذي تهب نسائمه من “العراق”.

لكن بعد ذلك بفترة قليلة؛ تم طرد “الآلوسي” من البرلمان العراقي، وقام مجهولون باغتيال ولديه. ولم يفُز “الآلوسي” في الانتخابات التالية، نظرًا لعدم حصوله على أصوات كافية.

العراق دولة متخلفة..

يزعم “كوهين” أن “العراق” دولة متخلفة، فعلى الرغم من أنها من بين أكثر دول العالم إمتلاكًا للموارد طبيعية، إلا أنها عاجزة عن توفير الكهرباء ومياه الشرب لمواطنيها. ولقد سئم العراقيون من سوء أحوالهم المعيشية، وهم يقفون عاجزين أمام ما تقوم به “إيران” من سرقة ثروات بلادهم، سواءً من “النفط” أو الموارد الطبيعية الأخرى.

وتسيطر “إيران” على مقاليد الأمور في “العراق”، منذ سقوط “صدام”، وذلك من خلال ميليشيات “الحشد الشعبي”.

اللاجئون العراقيين يطلبون دعم إسرائيل للتخلص من الإيرانيين..

يشير “كوهين” إلى أن العراقيين، الذين يريدون أن يتحرروا من هيمنة الإيرانيين مهما كلفهم الأمر، يطلبون الآن الحصول على دعم عسكري من “إسرائيل” مقابل وعود زائفة بتحقيق السلام بين “بغداد” و”تل أبيب”. وللأسف الشديد فإن المسؤولين الإسرائيليين يرصدون العديد من الموارد لتحقيق هذا الهدف، الذي لا يزال بعيد المنال.

يوجد في “أوروبا” عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين، الذين لا يستطيعون العودة إلى وطنهم. وهم يأملون أن تمد “إسرائيل” يد العون لهم، حتى يتخلصون من الإيرانيين ويُخرجونهم من “العراق”. وهؤلاء اللاجئون العراقيون يتعهدون للإسرائيليين بتحقيق السلام، عندما يعودون إلى بلادهم ويتولون زمام الحكم.

هكذا أنضم “العراق” أيضًا إلى قائمة الدول العربية التي تسعى للحصول على مساعدات إسرائيلية مقابل الوعود بتحقيق سلام مستقبلي، وهي مجرد وعود زائفة وجوفاء، كالتي تلقتها “إسرائيل” من مسيحيي “لبنان”، في ثمانينيات القرن الماضي، وكذلك من المعارضة السورية مؤخرًا.

السلام على بُعد سنوات ضوئية !

أخيرًا؛ يؤكد “كوهين” أن السلام بين “إسرائيل” و”العراق” من المستحيلات، وربما لن يتحقق إلا بعد مُضي سنوات ضوئية، خاصة إذا علمنا أنه، في شهر تشرين أول/أكتوبر من عام 2017، أصدر “البرلمان العراقي” قانونًا يحظر رفع العلم الإسرائيلي، ويقضي على كل من يخالف ذلك بالسجن مع النفاذ. فإذا لم تتعلم “إسرائيل” من تجارب الماضي، فإن أقل ما ينبغي عليها هو أن تعرف كيف تقرأ الحاضر بشكل صحيح.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب