29 مارس، 2024 12:23 م
Search
Close this search box.

“إسرائيل اليوم” : إنشاء ميناء لـ”قطاع غزة” .. فكرة غبية تمامًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً تحليليًا للكاتب “مارتن شرمان”؛ انتقد فيه كل المبادرات والأفكار المطروحة لإنشاء ميناء خاص بـ”قطاع غزة”، زاعمًا أن ذلك لن يحقق أي فائدة ولن يخفف من الأزمة الاقتصادية والمعيشية في القطاع.

يقول “شرمان”: “من الصعب ألا نتذكر القول القاطع لألبرت آينشتاين عن الكون وغباء الإنسان، في ظل محاولات إثارة النقاش حول إنشاء ميناء بحري لقطاع غزة. ولعل ما يثير القلق من تلك المبادرات الخطيرة هو هوية من يطرحونها ـ فهم ضباط في الجيش الإسرائيلي حاليين أو سابقين؛ بل ومنهم أيضًا وزراء في الحكومة الإسرائيلية”.

إنشاء جزيرة اصطناعية..

لقد كانت تلك الفكرة الخرقاء تُركز في الماضي على إنشاء “جزيرة اصطناعية” في البحر، (يمكن إنتزاعها عند اندلاع مواجهة)، وتبعد عن شاطيء “غزة” نحو 3 كيلومترات، كما يستغرق إنشاؤها عدة سنوات بتكلفة المليارات.

ووفقًا لتلك الخطة، سيتم إقامة منشآت لتحلية المياه ومحطات لتوليد الطاقة، وكذلك مطار ـ وكأن تلك المشاريع لم تتم إقامتها داخل أراضي “قطاع غزة” إلا لعدم وجود “الجزيرة الاصطناعية”، وكأن فرص نجاحها ستكون أعلى، إذا ما أُقيمت على مسافة كيلومترات من الشاطيء وليس على الشاطيء نفسه.

قبرص الميناء البديل !

ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة جديدة أكثر غرابة، وهي على ما يبدو بموافقة وزير الدفاع، “ليبرمان”، وتتحدث عن جزيرة أخرى، بعيدة جدًا عن “قطاع غزة” ـ ألا وهي “جزيرة قبرص”.

وبحسب تلك الفكرة الطارئة الجديدة، ستعمل “إسرائيل” من أجل بناء رصيف في “قبرص” من أجل ألد أعدائها «وسيتضمن ذلك الرصيف آلية رقابة إسرائيلية، حتى لا تستغله “حماس” لتهرب مواد قتالية أو وسائل إرهابية».

رقابة غير مُجدية..

يطرح الكاتب الإسرائيلي العديد من التساؤلات، فيقول: “كيف ستراقب إسرائيل استخدام المواد «ثنائية الاستخدام»، مثل الأسمدة، (التي تستخدم أيضًا لإنتاج مواد متفجرة)، والمعادن، (التي تُستخدم في صناعة الصواريخ)، والأسمنت، (الذي يُستخدم لبناء أنفاق الإرهاب) ؟”.. وحتى الآن أيضًا ـ رغم وجود رقابة إسرائيلية ـ فإن نحو 90 في المئة من “الأسمنت” الذي تستورده “غزة” تصادره “حماس” لأغراضها الخاصة، «غير المدنية»، فكيف لن تتفاقم المشكلة إذا أصبح لديهم ميناء خاص بهم ؟.

جدير بالذكر؛ أن الفلسطينيين وسعوا جداً مفهوم «ثنائية الاستخدام»، فأصبح يشمل “الطائرات الورقية، والبالونات، المسامير والوقود وسكاكين المطبخ واكسدام السيارات” ـ التي يحولونها لوسائل تخريبية لتدمير الممتلكات وإزهاق الأرواح.

أما بالنسبة لفكرة الجزيرة التي يمكن إنتزاعها ـ فماذا سيكون مصير فريق الرقابة الإسرائيلي، (أو حتى الدولي)، الذي سيكون منعزلاً على أرض تلك الجزيرة الاصطناعية التي يحيطها البحر من كل جانب – في حال هاجمته جموع من الغزيين ؟.. وبالنسبة لفكرة “قبرص” ـ فكيف تضمن إسرائيل عدم تحميل عتاد حربي على سفينة في عرض البحر، إذا لم تكن هناك مراقبة لصيقة يفرضها، «الاحتلال الصهيوني»، بطول الرحلة البحرية من “قبرص” إلى “غزة” ؟.. وكيف لا يمكن اعتبار ذلك «استمراراً للاحتلال» ؟.. ثم ما هو السبب الكافي لوقف عمل الميناء أو قطع الخطوط الملاحية منه وإليه ؟.. وإذا كان ذلك يتعلق بقرار إسرائيلي حصري، فكيف يقلل ذلك من سيطرتها على أهالي “غزة” ؟

تبريرات واهية..

يؤكد الكاتب العبري على أن ما يثير القلق الأكبر هي التبريرات الداعمة للفكرة: ومنها أن الميناء المقترح سيخفف من الضائقة الاقتصادية في القطاع وسيحُد من العنف تجاه “إسرائيل”، وأنه سيكون مقابل استرداد جثامين مقاتلي الجيش الإسرائيلي وتحرير مواطنين إسرائيليين محتجزين لدى “حركة حماس”.

النقطة الاولى تؤكد الرواية الفلسطينية الكاذبة بأن الإرهاب ناتج عن، «الاحتلال»، وبالتالي فإن اللائمة تقع على إسرائيل. أما الحقيقة فهي على العكس من ذلك تمامًا !.. فعداء العرب لإسرائيل هو سبب الأزمة؛ وليس نتاجًا لها. ولو كان سكان “غزة” يرغبون في تحسين أوضاعهم، فما كان عليهم إلا الكف عن محاولة قتل اليهود والسماح للمبادرات والأفكار الإسرائيلية الخلاقة كي تحقق لهم الإزدهار.

النقطة الثانية؛ هي تشجيع واضح على مواصلة الإبتزاز. فإذا كان إحتجاز الجثامين والأسرى المدنيين التائهين يمنح الحق للمنظمات الإرهاب في إمتلاك ميناء (!)، فلماذا لا يرون في ذلك دعوة واضحة لمواصلة هذا النهج من العمل ؟.

السخافة الأكبر هي أن هناك بالفعل ميناء لـ”قطاع غزة” !.. وهو «ميناء أسدود»، الأقرب إلى “غزة” من معظم المدن الإسرائيلية. ويمكن لـ”ميناء أسدود”، في وقت السلام والهدوء، أن يلبي احتياجات “غزة”، وفي أوقات المواجهة والحرب، هل يرغب أحد أن يكون لهم ميناء ؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب