خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
تأتي زيارة المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، إلى “إسرائيل” في ظل تحولات جذرية في المواقف الإقليمية والدولية، لا سيما فيما يتعلق بمستقبل “القضية الفلسطينية”، وموقف الإدارة الأميركية من “الاتفاقية النووية” مع “طهران”.
ولقد نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً تحليليًا، ركزت فيه على موقف “ألمانيا” حيال الملف النووي الإيراني، مؤكدة على أن “برلين” – بعكس ما يرى كثير من الإسرائيليين – تدعم سياسة “تل أبيب”، بل وتعتبر أن ضمان أمن “إسرائيل” يأتي ضمن المصلحة القومية لدولة “ألمانيا”.
برلين كانت تقبل بامتلاك إيران قنبلة نووية..
تقول الصحيفة العبرية: يجب على الإسرائيليين، الذين يستشيطون غضبًا جراء مساعي “ألمانيا” لإنقاذ “الاتفاقية النووية”، المُبرمة بين “إيران” والدول العظمى، أن يتذكروا بعض الأمور المهمة: فدولة “ألمانيا” – خلال فترة وزير خارجيتها السابق، “يوشكا فيشر”، الذي كان يُعد واحدًا من أفضل أصدقاء “إسرائيل” خلال فترة ولايته – كانت مستعدة لأن تقبل بإمكانية امتلاك “إيران” أسلحة نووية.
حيث قال ذلك الوزير الألماني، أثناء المحادثات العقيمة التي أجراها “الاتحاد الأوروبي”، خلال العقد الماضي، مع “طهران” لتجميد برنامجها النووي: “يجب أن نتقبل فكرة امتلاك إيران قنبلة نووية”.
“ميركل” تتبنى سياسة جديدة..
تضيف (إسرائيل اليوم)؛ أن ذلك الموقف الألماني قد تغير تمامًا بعدما تقلدت المستشارة “ميركل” سدة الحكم في البلاد أواخر عام 2005، حيث لعبت دورًا هامًا في إنضمام كل من “روسيا والصين” إلى الجبهة الدولية في “مجلس الأمن الدولي”، مما سمح بفرض عقوبات متزايدة على النظام الإيراني – قبل أن تقرر الإدارة الأميركية برئاسة، “باراك أوباما”، تغيير السياسة المُتبعة مع “طهران”، والتوصل لإحراز اتفاقية معيبة وسيئة مع “إيران” مهما كان الثمن.
أمن إسرائيل يصب في مصلحة ألمانيا..
بحسب الصحيفة؛ في كل مرة طالبت فيها “إسرائيل”، السلطات في “برلين”، بالتواصل مع عمالقة الاقتصاد الألمان، كي يلتزموا بسياسة “العقوبات الدولية” المفروضة على “إيران”، كانت “ميركل” تستجيب لتلك المطالب، من منطلق الموقف الذي تؤمن به؛ وهو أن: “بقاء دولة إسرائيل وأمنها يمثلان جزءًا من المصلحة القومية لألمانيا”.
اليساريون الإسرائيليون يخلطون الأوراق..
ولكن رغم ذلك؛ فبمجرد أن أصبح واضحًا لدى الألمان، وبقية الشعوب الأوروبية، أن الإدارة الأميركية السابقة برئاسة، “أوباما”، كانت تسعى لإحراز اتفاقية مع “طهران” بأي ثمن، باتت “برلين” تسير في ركب الواقع الجديد. وهنا تجدر الإشارة إلى أن اليساريين الإسرائيليين كان لهم دور في تحول المواقف الدولية، حيث إنضموا إلى حملة دعم “الاتفاقية النووية” مع “طهران”، ضمن تأييدهم الأعمى والمُطلق لسياسة الرئيس الأميركي، “أوباما”.
وتزعم الصحيفة الإسرائيلية أنه على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، نجح اليساريون الإسرائيليون في إرباك مواقف أشد أصدقاء “إسرائيل” بسبب تغيير آرائهم ومواقفهم. فلقد حولوا ذلك الإرهابي الفلسطيني، “ياسر عرفات”، إلى حائز على “جائزة نوبل للسلام”. كما حولوا التهديد النووي الإيراني، إلى شيء يمكن تقبله بمجرد إبرام اتفاقية. وعليه فلا يمكن لـ”إسرائيل” أن تلوم الدول الأخرى طالما أن هناك إسرائيليين يقومون بخداع العالم.
سياسة ما بعد “ميركل”..
وختامًا تؤكد الصحيفة العبرية أنه إذا استمرت “إسرائيل” في تزويد “ألمانيا”، وباقي دول العالم، بأدلة دامغة؛ تثبت بأن “إيران” تستغل “الاتفاقية النووية” لخداع العالم وبأنها تقوم بإرسال الأموال لدعم المنظمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك خارج حدودها، فحينئذ سيتبين مدى إلتزام المستشارة الألمانية، “ميركل”، بضمان أمن “إسرائيل” في ظل تطورات الوضع الإقليمي. أما فيما يتعلق بمستقبل السياسة الألمانية بعد رحيل “ميركل” فهذا أمر غيبي.