14 يوليو، 2025 11:05 م

إستقلال أكراد العراق وإبادة الأرمن .. إقتراح إسرائيلي بإنهاء التعاون مع تركيا !

إستقلال أكراد العراق وإبادة الأرمن .. إقتراح إسرائيلي بإنهاء التعاون مع تركيا !

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

تمر العلاقات التركية الإسرائيلية بحالة من التدهور الشديد لأسباب متعددة, كان آخرها تصريحات “أردوغان” بعد أحداث مسجد الأقصى, والتي دعا فيها المسلمين في أرجاء العالم لحماية القدس. ولقد نشرت صحيفة “معاريف” مقالاً لعضو الكنيست “يائير لبيد” رئيس حزب “يوجد مستقبل”, يطالب فيه إسرائيل باتخاذ موقف متشدد تجاه الرئيس التركي لأنه يعادي الدولة العبرية ويتدخل في شؤونها الداخلية.

نقطة تحول في العلاقات التركية الإسرائيلية..

في البداية يوضح “لبيد”: “إن نقطة التحول في العلاقات الإسرائيلية التركية تعود إلى شهر أيار/مايو عام 2010, عندما  قتل جنود البحرية الإسرائيلية بعض المواطنين الأتراك على متن سفينة “مافي مرمرة”, التي شاركت في قافلة الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. فكان رد تركيا قاسياً, حيث أعلنت وقف المناورات العسكرية المشتركة مع إسرائيل وتم تهريب أُسر الدبلوماسيين الإسرائيليين من أنقرة واسطنبول. ثم توصلت الدولتان لحل الأزمة بعدما قدمت إسرائيل اعتذاراً لتركيا عام 3013, وتعهدت بدفع تعويضات لأسر الضحايا, ولكن العلاقات لم تعد لسابق عهدها, بل ولن تعود إلى ما كانت عليه, وليس ذلك بسبب إسرائيل التي ترتكب خطأ استراتيجياً فادحاً بمحاولاتها للتصالح مع أنقرة, ولكن بسبب التحولات الداخلية التي تعيشها تركيا”.

أردوغان” استغل الديمقراطية لتحقيق أهدافه..

يشير “لبيد” إلى أنه خلال السنوات الأخيرة يؤكد “أردوغان” مقولته بأن: “الديمقراطية كالقطار الذي يوصلك إلى المحطة التي تريدها ثم تهبط منه”. ولقد قام “أردوغان” بالسيطرة على كل المؤسسات التي تحمي الديمقراطية في تركيا, بدءاً من الجيش ثم القضاء وانتهاء بالإعلام الحر. وزعم “أردوغان” في البداية أنه يقوم بإصلاح مؤسسات الدولة دون المساس بقيم الديمقراطية, لكنه ازداد جرأة وتغولاً عندما اكتشف ضعف موقف العالم الغربي. وتحول الانقلاب الفاشل ضد نظامة عام 2016 إلى انقلاب ناجح من طرفه, واستطاع أن يجعل من تركيا دولة إسلامية محورية.

يضيف “لبيد” أنه بمضي الوقت ستصبح تركيا أكثر عدائية وأكثر عثمانية وأكثر تطرفاً إسلامياً, وفي ظل الصراع الشرق أوسطي بين المحور السعودي والمحور الإيراني فضل “أردوغان” الانضمام للمحور الإيراني, واختار أن تحل دولته في مركز المثلث (إيران – تركيا – قطر) الذي يحظى بدعم روسي. وهذا المحور في نظر “أردوغان” أفضل بكثير من التحالف مع إسرائيل, لأنه يتيح له التصدي لطموحات الأكراد في تحقيق الاستقلال, ويسمح له بلعب دور في الصراع داخل سوريا.

تركيا أكثر تطرفاً..

يؤكد السياسي الإسرائيلي على أن المحور الذي انضم إليه “أردوغان” يتبنى سياسة مناوئة لإسرائيل, رغم أن الإيرانيين بالطبع هم من يجهرون بتلك السياسة المتشددة, لكن تركيا أصبحت أكثر تشدداً وأكثر عدائية بمرور الوقت لخدمة مصالحها الجوسياسية, ولا ينبغي الاستهانة بالوازع الشخصي لأردوغان, فهو مسلم محافظ ولا يقتصر فقط على توجيه خطاب متشدد ضد اليهود بل إنه يؤمن بما يقول.

كما أن “أردوغان” لا يتورع عن التدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل, حيث يرسل الأموال للتنظيمات الإسلامية المختلفة وللعديد من الشخصيات الإسلامية, مثل الشيخ “رائد صلاح” والشيخ “عكرمة صبري”. كما ساعدت تركيا في تمويل نشاط “هيئة المرابطون في القدس” ممن كانوا يقومون بالتحريض ضد إسرائيل, إلى أن تم حظر نشاطهم. وخلال الأزمة الأخيرة في المسجد الأقصى دعا “أردوغان” جميع المسلمين في أرجاء العالم إلى الذهاب للقدس وحماية المسجد الأقصى من “الجنود الإسرائيليين الذين يدنسونه بأحذيتهم”.

يتساءل “لبيد”: “لماذا تواصل إسرائيل محاولات التصالح مع تركيا, بعد كل هذا العداء من جانب “أردوغان” الذي لن يغير نظرته تجاه الدولة العبرية ؟”. وإذا طرأ تغيير على نظرته فسيكون للأسوأ, لاسيما كلما توطدت علاقاته بإيران وكلما استمرت مساعيه لأسلمة الدولة التركية.

تل أبيب وأنقرة: بين السياسة والمصالح..

في الماضي كانت الأجهزة الأمنية هي التي تدعم محاولات تعزيز العلاقات مع تركيا, ليس فقط لأنها تُعد قوة إقليمية، ولكن أيضاً لأن الجيشين الإسرائيلي والتركي كانا يقومان بمناورات مشتركة. غير أن الأوضاع قد تغيرت بعدما أحكم “أردوغان” سيطرته على الجيش. ولا يمكن لإسرائيل الاعتماد بعد الآن على الأتراك فيما يخص التعاون الأمني. ناهيك عن التعاون الاستخباراتي الذي ازداد سوءاً. ففي عام 2013 على سبيل المثال نشرت صحيفة الـ”واشنطن بوست” الأميركية أدلة على أن تركيا قد أبلغت إيران بأسماء عشرة إيرانيين على الأقل قاموا بالتجسس لصالح إسرائيل.

يضيف السياسي الإسرائيلي أن السبب الرئيس لتملق إسرائيل حالياً لأنقرة هو تطلع الحكومة الإسرائيلية بقيادة “نتنياهو” لإبرام صفقة غاز ضخمة مع تركيا, وتشمل إنشاء خط أنابيب إسرائيلي – تركي. وكما هو الحال في جميع صفقات الغاز, فإن أداء الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالشأن التركي غير مفهوم, بل ربما يكون مريباً, فتركيا حالياً تستورد الغاز الطبيعي الذي تحتاج إليه من روسيا وإيران. ولا توجد أدنى فرصة لكي تقلل تركيا حجم استيرادها للغاز من حليفاتها لصالح الدولة التي تخوض معها خلافات علنية. وإسرائيل من جانبها لا يمكن أن تسمح لنفسها باختيار دولة معادية ومتقلبة مثل تركيا لتعتمد عليه اقتصادياً.

يقول “لبيد” أنه فوق كل تلك الاعتبارات العملية، هناك اعتبار آخر أكثر أهمية, ألا وهو اعتبار الكرامة الوطنية. ومن يفرط في ذلك الاعتبار لا يفهم ثقافة الشرق الأوسط. فدول المنطقة ترى كيف أن تركيا تهين إسرائيل المرة تلو الأخرى، لكن إسرائيل تعود في كل مرة لتلقي المزيد من الإهانة. وهذا بالطبع يضر بعامل الردع الإسرائيلي ويُضعف قدرة إسرائيل على بناء علاقات مع المحور السعودي، وهذا أيضاً يضر بقدرة إسرائيل على حماية مصالحها الحيوية في مواجهة الدول الأخرى. وأي دولة ذات سيادة وكرامة لا يمكنها بالفعل أن تواصل هذا النهج الذي تتبعه إسرائيل مع تركيا.

إن إسرائيل لديها الكثير من الوسائل كي توضح لتركيا أن عصر التذلل قد ولى, فيمكن لإسرائيل – بل ينبغي عليها – أن تدعم تطلعات الأكراد إلى الاستقلال, كما يمكن مساعدة الأكراد على نيل اعتراف واشنطن بقضيتهم. والفرصة الآن باتت مواتية دولياً بعد مساهمة الأكراد في هزيمة تنظيم “داعش” في العراق، وما من سبب يمنع إسرائيل من مساعدة الأكراد للحصول على استقلالهم وكسب دولة عربية جديدة لها علاقات صداقة بالدولة العبرية.

إسرائيل تملك وسائل الرد والانتقام..

كما يمكن لإسرائيل أيضاً أن تعترف بالإبادة الجماعية التي وقعت في حق الأرمن، بعدما قام الأتراك بقتل 1.5 مليون نسمة من ذلك الشعب. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل المطالبة بإلغاء عضوية تركيا المسلمة في حلف شمال الأطلسي, إذ كيف يمكن لذلك الحلف أن يسمح بانضمام دولة مسلمة تدعم “الإخوان المسلمين”. ويجب القول للإدارة الأميركية الحالية بقيادة “ترامب”: “ألم يحن الوقت لإعادة النظر في إبقاء 90 قنبلة نووية من طراز “B – 61″  لدى دولة مسلمة كما تفعل الولايات المتحدة في قاعدة انجرليك الواقعة في جنوب تركيا ؟”.

في الختام يقول “لبيد”: “في الماضي كانت لنا علاقات ممتازة مع تركيا, ولكن تلك العلاقات قد ساءت الآن, فحان الوقت لأن تدرك إسرائيل أن عليها التصرف بشكل مختلف”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة