17 أبريل، 2024 9:17 ص
Search
Close this search box.

“إردوغان” يهدد أوروبا بموجة من اللاجئين .. ويحذر إيران وروسيا من شن عملية عسكرية في إدلب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يود الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إقامة منطقة أمنية في شمال “سوريا” لإحباط تطلعات الميليشيات الكُردية في “إدلب”. إلا أن “الولايات المتحدة” تعارض أن تكون هناك هيمنة تركية مطلقة في تلك المنطقة خوفًا من إعتداء الأتراك على حلفائهم. بحسب مقال نشرته صحيفة (هاأرتس) العبرية للمحلل الإسرائيلي، “تسفي برئيل”.

تركيا لن تتحمل مزيد من اللاجئين..

وكان الرئيس التركي، “إردوغان”، قد أوضح، الأسبوع الماضي، أن بلاده لن يمكنها أن تتحمل بمفردها موجة أخرى من اللاجئين السوريين. مشيرًا إلى أن بناء الجدران العالية والأسلاك الشائكة، ليست هي الوسيلة الناجعة لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية.

وأضاف “إردوغان”، في مؤتمر دولي للبلدان التي تتضرر من مشكلة اللاجئين، أن استضافة “تركيا” للاجئين لا يمكن أن تكون الطريقة الوحيدة لحل مشكلة الهجرة.

“إردوغان” يهدد أوروبا وروسيا وإيران !

يرى “برئيل”؛ أن هذه التصريحات للرئيس،”إردوغان”، موجهة في الأساس لدول “الاتحاد الأوروبي”، التي كانت قد وقعت مع “تركيا” على اتفاقية اللاجئين، لكنها لا زالت ترفض إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول لدول الاتحاد – وهو ما يُعد أحد الشروط الأساسية لذلك الاتفاق.

أوضح “برئيل”؛ أن التهديد الذي أطلقه “إردوغان” بالسماح للاجئين السوريين بالهجرة إلى “أوروبا” ليس جديدًا، إذ يتم التلويح به في كل مرة تُجري فيها “تركيا” مفاوضات مع دول “الاتحاد الأوروبي” حول تنفيذ الاتفاق. إذ ترى “أنقرة” أن هذا التهديد يُعد وسيلة للضغط من أجل إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول لدول “الاتحاد الأوروبي”.

لكن تصريحات، “إردوغان”، موجهة أيضًا لكل من “روسيا” و”إيران” اللتين تسعيان لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في “إدلب”، التي يتواجد بها عشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات المعارضة، بما في ذلك التنظيمات الإسلامية المتطرفة.

ووفقًا لاتفاقية التفاهم بين “تركيا” و”روسيا”، فقد تم إرجاء العملية العسكرية في “إدلب” حتى يتمكن الأتراك من إقناع الميليشيات المتطرفة بمغادرة “إدلب” دون قتال، لكن حتى الآن لم تتمكن “تركيا” من إحداث أي تغيير في الوضع الميداني.

“إدلب” آخر معاقل المعارضة السورية..

يُذكر أن منطقة “إدلب”؛ هي المعقل الأهم والأخير الذي يوقف زحف الجيش السوري ويعوق هيمنته على كامل مساحة “سوريا”، وبذلك فإن المنطقة تمثل العقبة أمام استكمال العملية السياسية.

وتخشى “تركيا”، وهي محقة في ذلك، من أن الحرب في “إدلب” سوف تتسبب في المزيد من المذابح الجماعية، مما سيؤدي إلى خروج موجة أخرى كبيرة من المهاجرين الذين سيعبرون الحدود إلى “تركيا”.

الخلاف بين أنقرة وواشنطن سيعوق انسحاب القوات الأميركية من سوريا..

بحسب “برئيل”؛ فإن “إردوغان” يقترح، منذ فترة طويلة، إقامة “منطقة أمنية” في شمال “سوريا” تحت الرقابة والمسؤولية التركية، لتكون معقلًا مؤقتًا للاجئين الموجودين في “تركيا”.

ومن حيث المبدأ؛ فإن “روسيا” و”الولايات المتحدة” موافقتان على إقامة مثل تلك المنطقة الأمنية، إلا أن “الولايات المتحدة” تعارض أن تكون “تركيا” صاحبة الهيمنة المطلقة على المنطقة، مخافة أن تقوم قواتها بمهاجمة القوات الكُردية التي لا زالت تُعد حليفًا لـ”الولايات المتحدة”.

وخلال المفاوضات المتعاقبة التي تجري بين “واشنطن” و”أنقرة” كانت هناك محاولات لبلورة اتفاق يسمح بفرض رقابة دولية في المناطق الشمالية السورية المحازية للحدود مع “تركيا”، غير أن مثل ذلك الاتفاق يلقى الرفض من جانب الأتراك الذين يريدون أن تكون لهم يد مُطلقة في محاربة من يصفونهم بالميليشيات الكُردية الإرهابية. ويبدو أنه بدون اتفاق يحظى بقبول “واشنطن” و”أنقرة” فسيكون من الصعب على “الولايات المتحدة” الوفاء بالجدول الزمني الذي حدده الرئيس، “دونالد ترامب”، لسحب القوات الأميركية من “سوريا”.

البُعد الأمني لأزمة اللاجئين..

يزعم “إردوغان” أن بلاده قد أنفقت قرابة 37 مليار دولار من مواردها من أجل استيعاب ورعاية أكثر من ثلاثة ملايين لاجيء سوري، لكن البُعد الاقتصادي المتعلق بأزمة اللاجئين يُعد أمرًا ثانويًا بالنسبة لـ”تركيا”، مقارنة بحاجتها لإقامة منطقة أمنية من أجل التصدي للميليشيات الكُردية.

ومن أجل بحث الطرق العملية لحل تلك المعضلة في “إدلب” دون اللجوء لأي عملية عسكرية، فقد اجتمع زعماء “تركيا وروسيا وإيران” في مدينة “سوتشي” الروسية، في الرابع عشر من شباط/فبراير الجاري، أي في نفس يوم إنعقاد “مؤتمر وارسو”، برعاية “الولايات المتحدة” لتنسيق العمل ضد “إيران”.

التنسيق العسكري بين تركيا وروسيا وإيران.. يُعمق الأزمة بين واشنطن وأنقرة..

ووفقًا للتقارير الصادرة عن “مؤتمر سوتشي”، فإن الدول الثلاث تعتزم القيام بعملية مشتركة من أجل تطهير “إدلب” من التنظيمات الإسلامية المتطرفة، لكن لم يتضح بعد، ما هي الخطوات التي ستُتبع لتحقيق ذلك، وهل تم تحديد جدول زمني لبدء العملية العسكرية أم لا ؟.. لكن على أية حال فإن قيام “أنقرة” بتنسيق المواقف العسكرية مع كل من “موسكو” و”طهران”، يزيد من أزمة العلاقات بين “تركيا” – التي هي عضو في حلف (الناتو) – وبين “الولايات المتحدة”، المنشغلة في المقام الأول بحلول تكتيكية تتيح لها الانسحاب بهدوء من “سوريا” دون أية خطة إستراتيجية أو سياسية؛ وحتى دون مراعاة مصالحها المستقبلية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب