22 نوفمبر، 2024 10:28 م
Search
Close this search box.

“إردوغان” .. يحاول القفز إلى الاتحاد الأوروبي من نافذة الفاتيكان !

“إردوغان” .. يحاول القفز إلى الاتحاد الأوروبي من نافذة الفاتيكان !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة، هي الأولى من نوعها لرئيس تركي لـ”الفاتيكان” منذ 59 عاماً، ذهب الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إلى إيطاليا في زيارة رسمية لبحث العديد من الموضوعات المشتركة على رأسها مسألة “القدس” وتداعيات قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الإعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.

وكان “إردوغان” قد أوضح، في مؤتمر صحافي في مطار إسطنبول، قبل توجهه إلى إيطاليا في زيارة يلتقي خلالها، “البابا فرنسيس”، بابا الفاتيكان، والرئيس الإيطالي ورئيس وزرائه، بإضافة إلى مستثمرين كبار في إيطاليا، أنه سيناقش مع بابا الفاتيكان قضايا مختلفة بينها قضية “القدس” ومكافحة كراهية الأجانب.

معاداة الأجانب..

تأتي تصريحات “إردوغان” هذه؛ غداة هجوم نفذه قناص في وسط إيطاليا واستهدف ستة أفارقة. وقال “إردوغان” إن الحادثة أظهرت “إلى أي مدى خطير بات موضوع معاداة الأجانب كبيراً”.

وأضاف “إردوغان” أنه سيناقش مع “بابا الفاتيكان” قضية القدس، لافتاً إلى أن تركيا والفاتيكان بذلا مساع كبيرة وقطعا أشواطاً طويلة فيما يتعلق بطرح قضية القدس على مجلس الأمن الدولي، قائلاً: إن واشنطن تتبع سياسة فرض القرار وهو نهج خاطيء.

يسعى لزيادة التبادل التجاري من 20 مليار دولار إلى 30 مليار..

بخصوص العلاقات الاقتصادية القائمة بين تركيا وإيطاليا، قال “إردوغان”: “لدينا أجندات اقتصادية أيضاً، سنبحثها خلال زيارتنا إلى إيطاليا، التي بلغ حجم التبادل التجاري معها نحو 20 مليار دولار، ونسعى لرفعه إلى 30 ملياراً عام 2020”.

مشيراً “إردوغان” إلى أن أنقرة تسعى إلى تنشيط العلاقات التجارية والثنائية على جميع الأصعدة مع إيطاليا، وذلك وفق مبدأ الربح والفائدة المشتركة للطرفين.

وتعد زيارة “إردوغان” للفاتيكان أول زيارة لرئيس تركي للفاتيكان منذ 59 عاماً، وسيوجه “إردوغان” الشكر إلى “البابا فرنسيس” لرفضه قرار الرئيس الأميركي “دونالد ترمب” الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

حل الدولتين..

قال الرئيس التركي، الذي سبق أن استقبل البابا في تركيا في 2014: “إننا ندافع معاً عن الوضع القائم، ولدينا النية لحمايته. لا يحق لأي دولة أن تتخذ قرارات أحادية وتتجاهل القانون الدولي في شأن قضية تعني مليارات الأشخاص”، مضيفاً: “إذا كنا نريد السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فإن الطريق الوحيدة هي حل الدولتين. من هنا، علينا أن نزيد عدد الدول التي تعترف بفلسطين. أطلب إذاً من إيطاليا أن تعترف (بفلسطين) في أسرع وقت”.

نشجع حوار الليبيون..

حول إحتمال وجود عمل مشترك “إيطالي ـ تركي” في ليبيا نظراً للأهمية الكبيرة التي يشكلها هذا البلد بالنسبة لإيطاليا، قال “إردوغان”: إن تركيا تدعم وحدة وسلامة ليبيا، وجهود إجراء المصالحة الوطنية في هذا البلد العربي. وأضاف: إننا “نشجع الحوار الذي بدأه أصدقاؤنا الليبيون منذ 2014. نرى الجهود المخلصة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، كما ندعم الجهود الرامية لمواصلة إجراءات المصالحة الوطنية وصياغة الدستور الجديد، وإجراء انتخابات حرّة في البلاد”.

محاولة للتودد للداخل الأوروبي..

حول أهمية الزيارة في هذا التوقيت ودلالاتها، أكد الدكتور “بشير عبدالفتاح”، خبير الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على أن زيارة الرئيس التركي “إردوغان” إلى الفاتيكان تعتبر محاولة منه للتودد للداخل الأوروبي للضغط على الموقف المتصلب تجاهه.

وقال “عبدالفتاح”، إن “إردوغان” اختار الفاتيكان بالتحديد لقوتها الروحية وتأثيرها في الداخل الأوروبي؛ في محاولة منه لتغيير الموقف الأوروبي الحاد معه، وإستبعاد فكرة دخوله إلى الاتحاد الأوروبي.

كسر حالة العزلة..

حول الأهداف الحقيقية التي يسعى إليها “إردوغان” لتحقيقها من وراء زيارته للفاتيكان، قال الدكتور “كرم سعيد”، الباحث في الشؤون التركية، أنها تعتبر الأولى منذ عام 1959، وتأتي في سياق كسر حالة التوتر المتواجدة بينه وبين الاتحاد الأوروبي.

مضيفاً “سعيد” أن زيارة الرئيس التركي تهدف إلى التعاون الاقتصادي الإيطالي وكسر حالة العزلة التي تعيشها تركيا الآن بسبب تصريحات “إردوغان” أثناء التعديل الدستوري.

وأوضح “سعيد” أن الزيارة تعتبر اعتذاراً ضمنياً من “إردوغان” للاتحاد الأوروبي بزيارة رئيس المؤسسة الدينية الأوروبية، وهذا ما شعرنا به من علامات غضب في بداية اللقاء مع “بابا الفاتيكان”، مؤكداً على أن الزيارة تقوم بعمل تهدئة نوعية، إلا أنها لا تكسر حالة التوتر التي تشهدها علاقة تركيا بالدول الأوروبية بشكل كبير.

توسع لخطة الإنفتاح..

كما قالت “جيلان جبر”، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والخبيرة في الشؤون التركية، إن زيارة الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إلى الفاتيكان، تعتبر توسعاً لخطته في الإنفتاح على أوروبا بزيارة أهم رمز ديني للشعوب الأوروبية.

مضيفة أن “إردوغان” الآن يعمل على إعادة دوره من جديد بعد تحجيمه في المنطقة، فخسر دوره في الدول العربية بإحتسابه على جماعة الإخوان الإرهابية، وخسر المجتمع الدولي لتجنب الولايات المتحدة، بالإضافة إلى عدم حصوله على الدعم الأوروبي في عملياته العسكرية في سوريا.

وأوضحت، “جبر”، أن “إردوغان” يحتاج إلى إعادة تحسين صورته أمام المجتمع الدولي من جديد لتبرير دعمه لجماعات الإخوان، والحصول على هدفه؛ وهو التوسع والإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما وصفته بأنه أسلوب جديد يلعب به على الوتر الديني للأوروبيين.

قادة الاتحاد الأوروبي سيلتقون “إردوغان”..

في الوقت ذاته، أعلن مسؤولون، الثلاثاء 6 شباط/فبراير 2018، أن قادة الاتحاد الأوروبي سيلتقون الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، في 26 آذار/مارس المقبل في مدينة “فارنا” البلغارية، في محاولة لإصلاح العلاقات المتوترة بين الطرفين.

ويتزامن الإعلان مع تعطل المساعي التركية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه أنقرة انتقادات في شأن حملتها الأمنية عقب محاولة الانقلاب التي استهدفت “إردوغان” العام 2016، وعمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في سورية.

لكن الاتحاد الأوروبي؛ يعتمد أيضاً على تركيا، التي تضم ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، في دعم مجال الأمن وفي إحكام السيطرة على الهجرة من الشرق الأوسط.

وسيجمع عشاء عمل “إردوغان” برئيس المجلس الأوروبي، “دونالد توسك”، ورئيس المفوضية الأوروبية، “جان كلود يونكر”، ورئيس الوزراء البلغاري، “بويكو بوريسوف”، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للتكتل، وفقاً للناطق باسم “توسك” عبر (تويتر).

سيادة القانون في تركيا..

قال الناطق، “بريبن أمان”، إن الاجتماع سيناقش “العلاقات الأوروبية – التركية، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية”.

وذكر “توسك” و”يونكر”، في رسالة الدعوة، أنهما سيطرحان للنقاش مسائل؛ بينها سيادة القانون في تركيا، التي تعد مسألة شائكة انتقدت بروكسيل “إردوغان” مراراً في شأنها غداة الحملة الأمنية التي أعقبت الانقلاب الفاشل.

وأفاد “توسك” و”يونكر” بأن الاجتماع “سيشكل فرصة جيدة لتقييم المسائل ذات الاهتمام المتبادل بشكل مشترك، إلى جانب التطورات الأخيرة في بلدكم؛ بما في ذلك ما يتعلق بسيادة القانون والحريات الأساسية”.

وأضافا أنهما سيطرحان للنقاش “القضايا الإقليمية والدولية”، مع إثارة العملية التركية في سورية القلق في أوساط الاتحاد الأوروبي.

دفع علاقة الاتحاد مع تركيا للأمام..

قال “توسك” إن الاجتماع سيناقش كيفية “دفع علاقتنا إلى الأمام على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة”، بعدما تعطلت محاولة أنقرة الانضمام إلى التكتل على خلفية الانقلاب الفاشل.

يصر على الانضمام ويرفض اقتراح “ماكرون”..

كان “إردوغان”، قد أعرب عن إصراره على خيار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، رافضاً اقتراح الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، بإقامة “شراكة” بين الجانبين، كبديل عن الدخول إلى الاتحاد.

وقال “إردوغان”، في مقابلة نشرتها الصحيفة الإيطالية (لا ستامبا): “على الاتحاد الأوروبي أن يفي بالوعود التي قطعها ل‍تركيا”.

مضيفاً: أن “الاتحاد الأوروبي يعرقل المفاوضات ويلمح إلى أننا مسؤولون عن عدم التقدم في المفاوضات، هذا ظالم وينطبق هذا الأمر أيضاً على اقتراح بعض دول الاتحاد لنا بخيارات أخرى غير الانضمام”.

وشدد “إردوغان”، على “رغبة أنقرة في انضمام كامل إلى أوروبا.. أي خيارات أخرى لن ترضينا”.

وذكّر الرئيس التركي بالدور الرئيس لبلاده في قضية الهجرة، وقال: “نحن معنيون بوقف المهاجرين الذين يتجهون من الشرق إلى أوروبا، وضمان الاستقرار والأمن هناك”، “نبذل جهوداً كبيرة في مكافحة المنظمات الإرهابية، مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش”.

وكان الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، قد أقترح، في مطلع كانون ثان/يناير الماضي، على نظيره التركي، أثناء استقباله في باريس، شراكة مع الاتحاد الأوروبي بدل الانضمام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة