25 أبريل، 2024 2:03 م
Search
Close this search box.

“إردوغان” يبتلع الطُعم .. في “عفرين” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

لا تراجع إذاً عن المهمة المطلوبة.. فالرجل استشعر أن رقبته هي الهدف، أو على أقل تقدير حكمه وحزبه لتركيا بات مرفوضاً من الغرب وقوى أخرى في المنطقة.

تقديرات الموقف التي قدمها له رجال الإستخبارات التركية بينت له أن ثمة تهديدات قوية من تواجد الأكراد بهيكل جيش تنظيمي قوامه الآلاف على حدود تركيا مع سوريا.

ثمة ما يدبر خلف الكواليس..

“رجب طيب إردوغان”، صاحب الـ 63 عاماً.. ذاك الحاكم الذي يرى في نفسه القدرة على إستعادة أمجاد بلاده القديمة في التحكم والسيطرة على أغلب دول منطقة الشرق الأوسط، خاصة العربي منها، بات يشعر بالقلق وأن ثمة ما يدبر له من وراء ستار في الإدارة الأميركية كي تتم الإطاحة به، خاصة وأن من يتولى مهمة تدريب وقيادة ذاك الجيش الكردي هي قوات أميركية وبمشاركة معدات وعربات عسكرية أميركية !

بمشاركة “الجيش الحر” يواجه قوات الحماية الكردية..

فما إن أكتملت التجهيزات على الحدود التركية حتى بدأت قوات من الجيشين التركي، وما أصطلح عليه “السوري الحر”، بالتوغل داخل الأراضي السورية في عملية عسكرية سماها الجيش التركي “غصن الزيتون”، والتي قال “إردوغان” إنه تناقش مع أميركا وروسيا وإيران قبل البدء فيها، الهدف المعلن منها هو القضاء على مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تصنفها أنقرة بمنظمة إرهابية، وهي قوات تسيطر على منطقتي “عفرين” و”منبج” شمال سوريا.

تمهيد نيراني والسيطرة على 7 كم في الداخل السوري..

فبعد تمهيد نيراني جوي ومدفعي، نجحت القوات التركية؛ ومعها القوات السورية المعارضة لنظام الرئيس “بشار الأسد”، (الجيش الحر)، من السيطرة على مواقع عسكرية عدة كانت خاضعة لسيطرة الوحدات الكردية.

تقدمت تلك القوات وسيطرت على بلدات “شينكال وأده مانلي”، بالإضافة إلى أربع قواعد عسكرية، وهي بذلك تكون قد توغلت داخل الأراضي السورية بعمق تجاوز 7 كيلومترات !

تطويق “عفرين” بتعزيزات عسكرية تركية..

مع تقدم “الجيش الحر” والقوات التركية، يستمر الجيش التركي في دفع تعزيزاته إلى المناطق الحدودية مع سوريا؛ وقد دخل جزء منها بالفعل إلى مدينة “اعزاز” الحدودية الخاضعة لسيطرة “الجيش الحر” في محيط مدينة “عفرين”.

إجلاء المدنيين من القرى والتشبث بـ “عفرين”..

الوحدات الكردية بدروها قامت بإجلاء جميع المدنيين من القرى والبلدات الواقعة على خطوط التماس، وذلك قبل بدء العملية البرية التركية، بينما منعت ذات الوحدات الأهالي من الخروج من مدينة “عفرين” !

ولم يتوقف الأمر هنا وحسب، بل قطعت الوحدات الكردية الطريق الذي يربطها بمناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة قرب مدينة “دارة عزة” بريف حلب الغربي !

ليبدو أن التصريحات التركية بدأت تترجم بتحركات عسكرية على أرض الواقع، فالهجوم البري التركي بدأ ومعه بدأت القوات المهاجمة التوغل والسيطرة على مواقع كانت تسيطر عليها الوحدات الكردية.

بداية التحرك في 16 كانون ثان..

خلفيات هذا التحرك التركي، تبدأ من السادس عشر من كانون ثان/يناير من العام 2018، عندما بدأ الجيش التركي عملية تستهدف وحدات الحماية الكردية في “عفرين” و”منبج”، ليمهد للعملية التي، كما ذكرنا، سماها لاحقاً “غصن الزيتون” بقصف مدفعي إستهدف القوات الكردية وركز على المواقع المحاذية مع نقاط التماس مع الجيش السوري الحر في ريفي “حلب” الشمالي والغربي.

قصف 108 أهداف كردية..

إنطلقت العملية في يومها الأول على الأرض في العشرين من كانون ثان/يناير، عندما نفذت تركيا قصفاً جوياً كثيفاً، قالت مصادر عسكرية تركية إنه إستهدف 108 أهداف عسكرية من أصل 113 في ناحية “شيخ حديد” و”راجو” و”جبل برصاية” و”معسكر قيبار” و”تل رفعت” و”مطار منبج العسكري” وغيرها من الأهداف.

أما اليوم الثاني من عملية “غصن الزيتون”، المصادف للحادي والعشرين من كانون ثان/يناير، فقد شهد تطورات متلاحقة، إذ أعلن رئيس الوزراء التركي أنه اليوم الأول من بدء مشاركة القوات البرية التركية، التي عبرت لمنطقة “عفرين” عبر قرية “غلباب” التابعة لمدينة “كيليس” جنوب تركيا.

السيطرة على 4 تلال استراتيجية..

أعلنت القيادة التركية أن “الجيش السوري الحر” بدأ عملية برية في منطقة “عفرين” من موقعين، إذ أعلنت سيطرته على عدة قرى شمال غرب “عفرين” في “ريف حلب”، و4 تلال استراتيجية في ناحية “شيخ حديد” و”راجو”.

القوات الكردية دمرت دبابتين تركيتين !

من جهته؛ قال الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية إن الوحدات دمرت دبابتين تركيتين أثناء صد هجوم كبير للجيش التركي ومقاتلي “الجيش السوري الحر” في منطقة “بلبل” وقرى شمال غرب مدينة “عفرين” !

رئيس الوزارء التركي، “بن علي يلدريم”، كشف عن أن العملية الجارية سيتم تنفيذها على 4 مراحل، وسيتم خلالها إنشاء مجال أمني بعمق 30 كيلومتراً، وهذا يكاد يشكل كل منطقة “عفرين”، وقد يكون العمق على مسافة أقل، وأنه بعدها ستغادر القوات التركية الأراضي السورية في أسرع وقت بعد أن تطمأن على تأمين شريطها الحدودي.

هل ابتلع “إردوغان” الطعم ؟!   

إلى هنا إنتهت الرغبات التركية الرسمية فيما يبدو، لكن ثمة من يرى أن الرئيس التركي “إردوغان” قد ابتلع الطعم، فها هي “فرنسا”، مع ساعات يوم الثاني والعشرين من كانون ثان/يناير 2018، تتحرش سياسياً بتركيا، وتعلن تحركها لنقل ملف “عفرين” برمته إلى “مجلس الأمن”، وأنها ستسعى بقوة إلى الحصول على إدانته للخطوة التركية، وربما هي الفرصة التي ينتظرها الغرب؛ أعطاها لهم الرئيس التركي على طبق من ذهب لممارسة مزيد من الضغط عليه وحكومته !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب