27 نوفمبر، 2024 10:43 م
Search
Close this search box.

إدمان .. أحدث الدراسات : دماغ الإنسان قادر على التكيف مع الفساد واعتياده !

إدمان .. أحدث الدراسات : دماغ الإنسان قادر على التكيف مع الفساد واعتياده !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

ما الذي يجعل الأشخاص الفاسدين قادرين على هذا الكم من الفساد دون الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير ؟.. ولماذا قد يصبح الفساد أمرًا طبيعيًا في مجتمع ما ؟.. وكيف يعتاد الأشخاص على الخيانة ؟.. قد تندهش عندما تعرف أن أدمغة الإنسان قادرة على التكُيف مع الفساد والإعتياد عليه، حتى تصبح عدم الأمانة أمرًا سهلاً للغاية لا يحتاج إلى التفكير مرتين.

أثبتت دراسة أجريت في “كلية لندن” الجامعية أن العقل البشري قادر على قبول عدم الأمانة والتعايش معها.

اللوزة الدماغية..

يشير العلماء إلى وجود نواة داخل المخ تشبه “اللوزتين”، وتشكل جزءًا من الفص الحوفي، هي المسؤولة عن الشعور بالمشاعر الإنسانية، والذاكرة، والغرائز، والنوع، وهي التي تحدد قراراتنا واختياراتنا في علاقتنا مع البيئة المحيطة قبل القيام بأي نشاط، وبدون هذه “اللوزة” يتحول الإنسان إلى كائن أهوج بلا مشاعر، وإذا تعرضت هذه “اللوزة” إلى الإصابة؛ فإن الإنسان يفقد القدرة على التعبير عن مشاعره أو ترجمة مشاعر الآخرين من خلال تعابيير الوجه، لأن هذا الجزء مسؤولاً عن التفكير في المشاعر الغرائزية، وتفسير الأمور وقبولها أو رفضها.

وأجريت عدة أبحاث على “اللوزة الدماغية” عند الحيوان؛ وثبت أنه عند تحفيزها فإن الحيوان يتصرف بعنف زائد، لكن عند نزعها من دماغه فإنه يتوقف عن إبداء أي ردود فعل أمام الأشياء التي كانت تثير مشاعر الخوف أو الإثارة لديه.

قصور نشاط “اللوزة المخية” يقضي على الشعور بالذنب..

واعتمدت الدراسة، التي أجريت في “كلية لندن” الجامعية، على لعبة شارك فيها 55 متطوع، بُنيت على اعتبار أن الشخص غير الأمين سوف يستمر في خداع الآخرين طالما أنهم لم يكتشفوا خدعته، واستخدم الباحثون “الرنين المغناطيسي الوظيفي”، للتمكن من مراقبة “اللوزة” ومعرفة إذا ما كان نشاطها يزداد أو يقل مع استمرار المتطوع في خداع الآخرين.

وقام العلماء بملاحظة شيئين؛ هما :

1 – كيف يمكن تفسير أن أعمال الفساد تبدأ بتجاوزات بسيطة، ثم تكبر بعد ذلك، حتى تصل إلى جرائم ضخمة.

2 – كيف يمكن تفسير تلاشي الشعور بالندم أو تأنيب الضمير، الذي يعاني منه الفاسد في بداية ممارسته للأعمال الخاطئة، حتى يتحول إلى شخص آخر لا يشعر بأي مشاعر إدانة.

وجاءت النتائج مثيرة للدهشة، إذ أظهرت الأشعة أن نشاط “اللوزة” كان قويًا عند إرتكاب الشخص لأول خدعة، لكن النشاط بدأ يتراجع مع كل عمل غير أمين يقوم به المتطوع، أي أن “اللوزة” تعودت على عدم الأمانة، وهو ما يعني أن الشخص الفاسد يبدأ في القيام بأعمال سيئة شيئًا فشيئًا حتى يتلاشى نشاط “اللوزة” وتختفي معها مشاعر الخوف والشعور بالذنب، ويتعود على الفساد ويتشجع للقيام بعمليات أكبر لتحقيق أرباح أضخم حتى يتوقف عمل “اللوزة” نهائيًا.

الفساد يرجع إلى البيئة..

أثبتت دراسات أخرى أن أي قصور في نشاط “اللوزة المخية” يتسبب في إعتياد الأشخاص على القيام بأعمال سلبية، كما أظهرت دراسة أن الطلاب الذين تناولوا عقاقير مثبطة لعمل “اللوزة” كانوا أكثر إقبالاً على الغش مقارنة بالآخرين الذين لم يتناولوا عقاقير، لذلك كان يعتقد الباحثون أن نشاط “اللوزة” له علاقة بإقبال الشخص على الغش وعدم الأمانة.

وأوضح الخبير المتخصص في السلوك الإنساني بجامعة “بوسطن” الأميركية، “رايموند فيسمان”، أن فساد الشخص لا يعتبر أمرًا شخصيًا وإنما يرجع إلى البيئة التي يعيش فيها والنظام المتبع بها، وإذا اعتبر الفساد أمرًا طبيعيًا في بلد ما فإن جميع الناس، حتى من ليس عنده استعدادًا لعدم الأمان يصبح فاسدًا، وبلا شك يستطيع مخ الإنسان التعود على الفساد إذ ما سمح البلد الذي يعيش فيه بذلك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة