وكالات- كتابات:
أثار تعيّين “ميراف سيرين”؛ مسؤولة ومُشرفة على سياسة “البيت الأبيض” تجاه كلٍ من “إسرائيل” و”إيران” داخل “مجلس الأمن القومي”، المخاوف من حجم النفوذ الإسرائيلي داخل الإدارة الأميركية الحالية، حيث إنّها كانت تعمل سابقًا في “وزارة الدفاع” الإسرائيلية، بحسّب موقع (دروب سايت) الأميركي.
وذكر الموقع أنه لم يُعلن سابقًا عن تعيّين “سيرين” مديرةً لشؤون “إسرائيل” و”إيران” في “مجلس الأمن القومي”، لكن عملها مع “وزارة الأمن” الإسرائيلية معروفٌ جيدًا في أوساط الحزب (الجمهوري) الأميركي.
ورأى الموقع أنّ تعيّين “سيرين”؛ في هذا المنصب: “يمنح إسرائيل ميزةً غير اعتيادية في مناقشات السياسة الداخلية”، في الوقت الذي أطلقت فيه الحكومة الإسرائيلية حملةً جديدةً للضغط على الحكومة الأميركية لبدء حربٍ مع “إيران” بدلًا من مواصلة المفاوضات بشأن “اتفاقٍ نووي”.
وأكّدت إدارة “ترمب” تعيّين “سيرين”؛ في “مجلس الأمن القومي”، والتي كانت موظفة سابقة في “مجلس الشيوخ”، بحسّب ما أكد “البيت الأبيض”، لموقع (المونيتور)، أمس الإثنين، نافيًا تقريرًا يُفيّد بأنّ “سيرين” كانت تعمل سابقًا في الوزارة الإسرائيلية.
وأكّد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي؛ “برايان هيوز”، أنّ “سيرين” أصبحت الآن مسؤولةً في المجلس، ودافع عنها واصفًا إياها: بـ”الأميركية الوطنية”.
وقال “هيوز”: “ميراف أميركية وطنية، خدمت في حكومة الولايات المتحدة لسنوات، بما في ذلك مع الرئيس ترمب، والسيناتور تيد كروز، وعضو الكونغرس جيمس كومر”.
وأضاف: “نحن سعداء بانضمام خبرتها إلى مجلس الأمن القومي، حيث تُنفذّ أجندة الرئيس ترمب بشأن مجموعةٍ من قضايا الشرق الأوسط”.
تُدرج “سيرين” فترة عملها في “وزارة الأمن” الإسرائيلية في سيّرتها الذاتية في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”؛ (FDD)، وهي مؤسسةٌ فكريةٌ مؤيدةٌ لـ”إسرائيل”.
وبحسّب ما ذكر موقع (دروب سايت)؛ من النادر أن تتمكن دولة أجنبية من إقناع صانعي السياسات الأميركيين بمشروع حربي مشترك، ثم تنظر إلى الجانب الآخر من الطاولة لترى عضوًا سابقًا في وزارة دفاعها يعمل لمصلحة الأميركيين. فعلى سبيل المثال، بينما يُناقش “ترمب” سياسته المتعلقة بالرسوم الجمركية، لا يحضر أي مسؤول رفيع المستوى عمل سابقًا في الحزب (الشيوعي الصيني).
سيّرة “سيرين” الذاتية في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”؛ (FDD)، تُشير إلى أنها شاركت، أثناء عملها في جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مفاوضات بـ”الضفة الغربية” المحتلة، بين منسَّق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق؛ (COGAT)، و”السلطة الفلسطينية”.
كما أشار الموقع إلى أنّ مكتب تنسيّق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة؛ هو الجهة الإسرائيلية التي ترفض حاليًا دخول المساعدات الإنسانية إلى “غزة”، ما تسبب في أزمة إنسانية بالغة الخطورة. واللافت أنّ “سيرين” هي شقيقة؛ “عمري سيرين”، المَّحافظ الجديد المتشدَّد والمستشار المُخضرم في السياسة الخارجية؛ للسيناتور “تيد كروز”.
في عام 2021؛ كتبت مقالًا بعنوان: “الحُجة الأخلاقية للأسلحة عالية التقنية”، في مجلة (ذا نيو أتلانتس)، وهي مطبوعة مطولة تسّعى إلى: “فهم جوهر القلق من التكنولوجيا باعتباره تهديدًا بنزع الصفة الإنسانية”.
من هي “ميراف سيرين” ؟
شغلت سابقًا منصب نائب مدير السياسات في “لجنة التجارة والعلوم والنقل”؛ بـ”مجلس الشيوخ” الأميركي، من أيار/مايو 2023، إلى شباط/فبراير من العام الجاري.
تشمل مناصبها السابقة أيضًا عضوًا بارزًا في “لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي”؛ بـ”مجلس النواب”، وزمالة في الأمن القومي بـ”لجنة الشؤون الخارجية”؛ بـ”مجلس النواب”، وفقًا لملفها الشخصي؛ (سيّرتها الذاتية).
شغلت “سيرين” منصب زميلة في مجال الأمن القومي في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، وهي مؤسسة بحثية محافظة، من عام 2016 إلى 2017.
وفقًا لسيّرتها الذاتية المنشورة على موقع المؤسسة الإلكتروني، عملت “سيرين” في “وزارة الدفاع” الإسرائيلية قبل بدء الزمالة. وشاركت، بصفتها هذه، في المفاوضات بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي و”السلطة الفلسطينية” في الوزارة، وفقًا لسيّرتها الذاتية التي حُدِّثت آخر مرة عام 2016.
يأتي تعيّين “سيرين” في إدارة “ترمب” حاليًا في الوقت الذي تجري فيه “الولايات المتحدة” مفاوضات غير مباشرة مع “إيران” بشأن الملف النووي.
وأفاد متحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية، في حديثه لموقع (الميادين)، بأنّ الجولة الثانية من المحادثات بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، التي عُقدت في العاصمة الإيطالية؛ “روما”، أحرزت: “تقدمًا ملحوظًا”، مشيرًا إلى اتفاق الجانبين على استئناف اللقاءات الأسبوع المقبل.
كذلك تُثير خطوة تعييّن “سيرين” مخاوف بسبب تواصل الحرب الإسرائيلية على “غزة”؛ وتضارب المصالح وحجم نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الإدارة الأميركية.