19 أبريل، 2024 8:41 م
Search
Close this search box.

إختفاء “موائد الرحمن” بسبب الفقر .. ومائدة الإفطار الإيرانية الأغلى في التاريخ

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

كشف “البنك المركزي الإيراني” عن غلاء غير مسبوق في أصناف الطعام خلال شهر رمضان الجاري، حيث تعتبر مائدة إفطار رمضان 2017 الأغلى في التاريخ.

وبينما أكد المسؤولون مراراً استلامهم لاقتصاد البلاد بنسبة تضخم بلغت 40%، ومحاولاتهم الدؤوبة لتخفيف حدة التضخم وتحسين مستوى المعيشة ودخل الفرد، أثبتت احصائيات البنك المركزي الرسمي العكس. واستناداً لتقرير البنك المركزي عن أسعار المواد الغذائية، ارتفعت تكلفة إعداد مائدة شهر رمضان عن رمضان السابق بنسبة 61%.

إرتفاع أسعار المواد الغذائية..

نشر موقع “المشرق نيوز” الإخباري الإيراني الأصولي، جدولاً بيانياً يوضح زيادة سعر “عصير طالبي” بنسبة 255%، يليه “الشمام” بنسبة 203%، ثم “الزبدة المبسترة” بنسبة 142%، و”الباذنجان” بنسبة 115%، وأخيراً “الكوسة” بنسبة 99%.

وعلى فرض أن المواطن الإيراني يريد توفير مائدة إفطار بسيطة جداً وبأقل تكلفة على مدى شهر رمضان، فسوف يحتاج: “10 كيلو أرز، 10 كيلو زبادي، و5 علب جبنة، وكيلو زبدة، وكرتونتين بيض، وكيلو واحد من كل أنواع الحبوب، و10 كيلو من كل نوع فاكهة، و10 كيلو من كل أنواع الخضار، و2 كيلو لحم ضاني، و2 كيلو لحم عجالي، و2 كيلو فراخ، و2 كيلو سكر مكعبات، و2 كيلو سكر عادي، وعبوة شاي، وعلبة سمن نباتي”.

وعليه تبلغ تكلفة مائدة الافطار الرمضاني للعام 2017، حوالي مليون و28 ألف طومان، مقابل 636 ألف طومان للعام 2013.

تضخم كامل في كافة المجالات..

بالطبع فإن هذه المقارنة تقتصر فقط على أصناف الطعام، في حين ارتفعت أسعار جميع السلع خلال السنوات الأربع الأخيرة، بداية من زيادة أسعار “فواتير المياه والكهرباء والغاز” وحتى “غلاء البنزين والإيجارات”، التي تزيد من الضغوط على المواطنين.

هذا فضلاً عن موجات البطالة والركود والكساد التي هي الأصعب منذ أعوام. لذا لم يكن من المستغرب اختفاء موائد الرحمن في إيران، فاحتراق المجتمع بنيران الغلاء جعلت من الموائد المتنوعة، والإسراف الكبير، وإقامة أجهزة الدولة للموائد الدسمة بنقود بيت المال بدعوى الحصول على ثواب إفطار الصائم، أمراً غير مقبول وغير مشروع. ذلك أن الغلاء الذي قضى على شعور الناس بالأمن ويدفعهم إلى حذف أجزاء من ضروريات حياتهم يومياً، يجعل من إقامة موائد الإفطار الكبيرة مصداقاً على الإسراف والتبذير.

والحقيقة أن الأوضاع الاقتصادية أصابت الناس بانعدام الأخلاق والغلظة. وباتت مشاعر الرحمة والمحبة تجاه الآخر، ترزح تحت عجلة العنف “الفقر والأزمات”. ونما شبح الفقر، واتشحت الوجوه بالسواد. في ظل هذه الأوضاع، من المنتظر أن يشعر المسؤولون على الأقل بالمواطن، لأن مشاركة الناس مشاعرهم قد يكون كالبلسم على جرح الغلاء ويزيد من قدرة الشعب على التحمل.

جهود المسؤولين..

في السياق ذاته نقلت وكالة آنباء “مهر” الإيرانية شبه الرسمية، عن المدير التنفيذي لهيئة محطات النقل العام والكراجات في بلدية طهران “علي رضا صادقي” قوله: “أهنئ الشعب بشهر رمضان المبارك، وأعلن إلتزام كل الغرف التجارية والخدمية لشركات وتعاونيات النقل بكرامة الشهر الفضيل، والقيام بأنشطة بيع المواد الغذائية طبقاً للقرار الصادر عن القوات الشرطية، حتى لا يعاني المسافرون من أصحاب الأعذار الشرعية أي مشكلة في الحصول على الطعام”.

وأضاف: “نسعى هذا العام عبر إقامة صوان صلوات (مكان مخصص لتقديم الطعام والشراب في المناسبات الدينية)، وإضفاء بعض الميزات الجميلة لاستضافة مختلف فئات المجتمع للإفطار على موائدنا البسيطة، وسنعمل على تهيئة الأجواء المعنوية للمفطرين حتى نستطيع الاستفادة من رحمة وغفران شهر رمضان”.

عقوبات المجاهر بالإفطار..

كما دعت القوات الشرطية، بحسب موقع “عصر إيران”، رواد الفنادق والمطاعم على الطرق، ومحطات النقل العام ومحطات القطارات إلى أخذ إذن المراجع والحرص على رعاية الشؤون الإسلامية حتى يتسنى لهم تقديم خدماتهم إذ يحظر على جميع المطاعم ومراكز الضيافة استقبال المترددين منذ آذان الفجر وحتى الإفطار.

ويحظر على أصحاب العذر الشرعي الأكل أو الشرب أو التدخين على الملأ. وطبقاً للمادة 638 من قانون العقوبات الإسلامي، يعاقب كل من يرتكب علانية فعلاً محرماً أمام الناس، بالجلد 74 جلدة، فضلاً عن الحبس مدة لا تقل عن عشرة أيام ولا تزيد عن شهرين، ويعاقب بنفس العقوبة لو ارتكب عملاً لا يستوجب في حد ذاته عقوبة وإنما يخدش الحياء العام. وعليه تسري العقوبة ذاتها على المجاهر بالفطر في نهار رمضان.

من ناحية أخرى نقل موقع “فرهنگ نيوز” عن حجة الإسلام والمسلمين “علي أميري آتشاني”، النائب الثقافي والتعليمي والبحثي بالإدارة العامة للدعاية الإسلامية بمدينة طهران، قوله: “رمضان شهر تقوية الإرداة الإنسانية، وكل من يمتنع عن شهوتي الطعام والشراب مدة 17 ساعة يستطيع السيطرة على غرائزه النفسية الأخرى مثل البعد عن الذنوب والادمان وغيرها. حيث يختلف رمضان عن باقي الشهور الأخرى، فالصائمون يترددون على المساجد والحسينيات والأماكن الدينية والدروس الأخلاقية والقرآنية والدينية”.

من جهته أكد حجة الإسلام والمسلمین “سید ناصرالدین نوري زاده”، مدير عام الدعوة الإسلامية بمدينة طهران، على استخدام 1500 داعي و400 داعية و153 شيخ في المساجد والحسينيات والمراكز التعليمية. وأضاف: “لدينا بالفعل 2676 شيخ على مدار العام، ولكن بسبب البرامج الدينية في شهر رمضان فإننا نستعين بحوالي 5 آلاف داعية في مدينة طهران وحدها.

كذا أكد “سلمان آدینه وند”، الرئيس التنفيذي المساعد لشرطة شرق طهران، على تراجع معدلات الجريمة خلال رمضان المنصرم بنسبة 15% معرباً عن أمله في الاستفادة من بركات الشهر الفضيل في الحد من الجرائم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب