خاص : ترجمة – آية حسين علي :
انتشر في الآونة الأخيرة الإتجاه إلى إتباع أنظمة غذائية صحية مثل تناول “الكينوا” وبذور “الشيا” وبذر “الكتان” و”الشوفان” إلى جانب استخدام زيوت مختلفة مثل؛ “زيت جوز الهند”، الذي يقال أن له تأثير فعال في علاج مرض الصرع أو إنقباض العضلات، كما أنه من شأنه تسريع عملية “الميتابوليزم” لتحويل الغذاء إلى وحدات بناء الجسم والمساعدة على إنقاص الوزن ويقاوم العدوى ويحمي الشعر ويرطب الجلد ويُحسن عمل المخ.
وعلى عكس كل ما يقال بشأن الفوائد الصحية لـ”زيت جوز الهند”، أثبتت الدراسات الحديثة أنه يعد من أخطر الأنواع على صحة الإنسان لإحتوائه على الدهون الحمضية المشبعة التي تتسبب في رفع مستوى الكوليسترول في الدم.
“زيت جوز الهند” ضرر كامل..
لكن الطبيبة والباحثة بجامعة هارفارد، “كارين ميشيل”، كسرت القاعدة وكشفت عن أضرار كثيرة لـ”زيت جوز الهند”، وصرحت في محاضرة بعنوان (زيت جوز الهند وأخطاء أخرى في التغذية)؛ بأن الأمر الوحيد الذي يميز “زيت جوز الهند” هو أنه من أخطر الأمور على صحة الإنسان، وأكدت على أنه “ضرر كامل”، وحاولت تفنيد ما يقال حول فوائده على الصحة وتوضيح خطأ الإعتقادات بأنه يعد ضمن الزيوت الصحية.
وأشارت إلى أنه أسوأ من دهن الخنزير، ذلك لأنه يحتوي على نوع فريد من الدهون المشبعة قد تتسبب في إصابة الإنسان بقصور الشرايين التاجية.
درجة إنصهاره عالية..
أوضحت الباحثة أن الدليل على صحة كلامها يمكن التوصل إليه من خلال تجربة بسيطة؛ وهي محاولة تجميد “زيت جوز الهند” ثم وضعه في درجة حرارة الغرفة كي يعود سائلاً، وهي عملية تتم بسهولة في الدهون الحيوانية والزبدة، لكن درجة إنصهار “زيت جوز الهند” مرتفعة؛ إذ لا يعود سائلاً حتى بعد تعريضه إلى درجة حرارة تزيد عن 75 درجة بمقياس فهرنهايت.
ومع ذلك لم تهاجم، “ميشيل”، مواد غذائية أخرى يعتقد بأنها صحية مثل شاي “الماتشا” أو الشاي الياباني، وبذور “الشيا”، لكنها أشارت إلى أنها تعتقد بأنها ليس لها مردودًا صحيًا، وأوضحت أن هناك الكثير من المواد الغذائية لها فوائد صحية كثيرة، ومع ذلك لا يلتفت إليها كثير من الناس مثل؛ “الجزر والكرز والخوخ”.
80 % دهون مشبعة..
تصل نسبة الدهون المشبعة في “زيت جوز الهند” إلى 80%؛ أي ضعف النسبة الموجودة في الدهون الحيوانية، كما أنه على خلاف “زيت الزيتون” يمكنه التسبب في رفع مستوى “الكوليسترول”، الذي يزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب.
مؤسسات صحية تنصح بتجنبه..
أعادت “الجمعية الوطنية الأميركية لطب القلب”، العام الماضي، النظر في الأبحاث العلمية التي أجريت مؤخرًا حول فوائد “زيت جوز الهند”، وحذرت في تقريرها من أن ثلاثة أرباع الأشخاص المهتمين بالتغذية السليمة يعتبرونه من الزيوت الصحية، بينما يعارض استخدامه 37% فقط، وخلصت إلى أنه “بما أن زيت جوز الهند قد يتسبب في رفع نسبة الكوليسترول، وليس له فوائد على الصحة، فلا ينصح باستخدامه”.
بينما نصحت “المؤسسة البريطانية للتغذية السليمة” باستخدامه بحدود وبكميات قليلة على أساس أنه يمكن أن يشكل جزءًا من التغذية السليمة المتوازنة، لكنها أشارت إلى أنه حتى الآن لا توجد أبحاث علمية تؤكد وجود فوائد صحية لـ”زيت جوز الهند” بشكل قاطع ولا يترك مجالاً للشك.
ورغم أن آراء الخبراء تشير إلى أنه ليس صحيًا؛ إلا أنه يحتل مركزًا مميزًا للغاية في المحال التجارية التي تبيع المواد الغذائية الصحية، ووصل حجم مبيعاته في “الولايات المتحدة الأميركية”، خلال العام الماضي، إلى 229 مليون دولار.
