28 مارس، 2024 6:28 م
Search
Close this search box.

إجراءات قناة “إسطنبول” مستمرة رغم تفشي كورونا .. “إردوغان” يحفظ ماء وجهه بإقالة وزير النقل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

وسط تداعيات الأزمة التي يشهدها العالم بسبب وباء “كورونا”، إلا أن ما يحدث في “تركيا” مغاير تمامًا لمجريات الأمور، فرغم ما تصدره “تركيا” أمام الرأي العام العالمي من إتباعها لنظام الوقاية وإتخاذ الإجراءات المناسبة للحدث، إلا أن “إردوغان” أقال بشكل مفاجيء وزير النقل والاتصالات والبنية التحتية، “جاهد طورهان”، وعيّن بدلاً عنه نائبه، “عادل كارا إسماعيل أوغلو”، في الوقت الذي أُعلنت فيه قيود جديدة على حركة النقل الدولي والمحلي بعد زيادة عدد الوفيات والمصابين بفيروس “كورونا المُستجد” في “تركيا” بمعدل كبير.

وجاءت إقالة “طورهان”، التي أُعلنت بمرسوم رئاسي لم يحدد سبب الإقالة، قبل فجر أمس الأول السبت، بعد انتقادات من جانب رئيس بلدية إسطنبول، “أكرم إمام أوغلو”، وحالة استياء من الشارع التركي بسبب مُضيه في عقد مناقصة تخص تنفيذ جسرين ضمن مشروع “قناة إسطنبول” المثير للجدل، في الوقت الذي اضطرت فيه شركات إلى الإغلاق وتسريح آلاف الموظفين نتيجة تداعيات فيروس “كورونا”.

علامات استفهام !

تلك الإقالة المفاجئة أتت بالكثير من علامات الاستفهام، لا سيما بعد أن تصاعد الجدل في الفترة الأخيرة بين، “طورهان” و”إمام أوغلو”، بعد طرح مشروع “قناة إسطنبول” على جدول أعمال الحكومة؛ بعد الانتخابات المحلية التي أُجريت في “تركيا”، نهاية آذار/مارس 2019.

وكانت “وزارة النقل” قد أعلنت عن المناقصة، في مطلع آذار/مارس الجاري ونفّذتها يوم الخميس الماضي، في الوقت الذي تصاعدت فيه الشكاوى من الأوضاع الاقتصادية وتسريح آلاف العمال والموظفين وشكاوى المتعهدين وشركات المقاولات التي تعمل في المشروعات الكبرى في “إسطنبول” من عدم الحصول على مستحقاتهم وتضررهم من تداعيات تفشي وباء “كورونا”.

تركيا تواجه وضعًا يُعرض مستقبلها للخطر..

مشروع “قناة إسطنبول”، أو كما تسمى “القناة المجنونة”، أثار جدلاً حادًا بين رئيس بلدية “إسطنبول” وأحزاب المعارضة من جانب والحكومة من جانب آخر؛ بسبب جدواه الاقتصادية مقابل تكلفته الضخمة التي تتجاوز 20 مليار دولار، والأضرار التي سيخلّفها على البيئة والزراعة ووفرة المياه في الولاية التي يقطنها 16 مليون شخص، فضلاً عما تكشّف بشأن بيع مساحات كبيرة من الأراضي حول القناة لشخصيات قطرية.

وبسبب هذه الأضرار، أعلن “إمام أوغلو” انسحاب بلدية “إسطنبول” الكبرى، في كانون أول/ديسمبر الماضي، من بروتوكول مشروع “قناة إسطنبول” مجددًا ورفضه للمشروع الذي يقدمه الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، على أنه سيكون مشروعًا رائدًا على مستوى العالم.

وقال “إمام أوغلو”: “إن مشروع قناة إسطنبول لن يكون كمشروع قناة السويس في مصر أو قناة بنما، بل سيكون مشروع جناية أو جريمة”، مشيرًا إلى أن “تركيا” تواجه وضعًا قد يُعرّض مستقبلها للخطر.

وأضاف أن: “مشروع قناة إسطنبول هو مشروع كارثة يستهدف وجود 16 مليونًا وأمن 82 مليون نسمة، مهما كان وعد المقاولة المربحة، يجب التخلي عنه على الفور”، قائلاً: “إن مشروع إسطنبول يعني الحكم بالعطش … نحن نخسر موارد المياه القائمة منذ 8 آلاف و500 عام. وستُخلط بحيرة (تاركوس) بالمياه المالحة، وهناك احتمال أن تفقد البحيرة للأبد صفة أنها مصدر مياه، كما أن قناة إسطنبول تعني إثارة مخاطر الزلازل. وهذا سبب آخر لأن نقول عنه مشروع جناية”.

وتابع “إمام أوغلو”: “اليوم تواجه تركيا أزمة اقتصادية خطيرة. وازدادت حالات الانتحار. هناك أناس يفقدون وعيهم من الجوع. وهناك مئات الآلاف من المنازل لا يوجد بها طعام. جميع المطابخ بها حريق، وكل همّ إردوغان هو لمن سأعطي المقاولة التي في إسطنبول. إن عينيه معميتان لدرجة أنه لا يضع المقالات التي تقول فيها المؤسسات العامة إن هذا خطأ، في ملف تقييم التأثير البيئي … لقد قالوا بأنفسهم إنهم خانوا إسطنبول. فقط حتى لا تُناقش الأزمة الاقتصادية ومشكلات المواطن، يُصر على قناة إسطنبول”.

يُزيد من فرص تفشي “كورونا”..

إلى ذلك، ذكر موقع (تركيا الآن)، التابع للمعارضة التركية، أن رئيس الجمعية الطبية التركية، “علي شركس أوغلو”، حذر من استمرار العمل بـ”قناة إسطنبول”، قائلًا إنه يُزيد من فرص تفشي الوباء في البلاد، مطالبًا بوقف العمل بالقناة.

استخفاف بعقول الشعب..

كما وصف القيادي بحزب (المستقبل) التركي المعارض، “يوسف ضياء أوزغان”، قرار “إردوغان” بإقالة وزير النقل المواصلات، “جاهد تورهان”، على بأنه غير متزن، واستخفاف بعقول الشعب، مؤكدًا على أن “إردوغان” كان يعلم بخبر مناقصة “قناة إسطنبول” قبل إعلانه، وأقال وزير النقل والمواصلات بعد ردود الفعل الساخطة على إقامة هذه المناقصة في ظل تفشي فيروس “كورونا” بالبلاد.

وأضاف “أوزغان”، في تصريحات دونها في تويتة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر): “يكفي هذا ! إردوغان.. ألم تكن على علم بقرار مناقصة قناة اسطنبول ؟!، أم أن الوزير السابق إتخذ قرار المناقصة من وراء ظهرك ودون إخبارك ؟!!. أرجوك يا سيدي الرئيس لا تضحك على الشعب التركي أكثر من ذلك، ولا تسفه من ذكائه لهذا الحد.. فهذا الشعب يكفيه ما يمر به من أزمة فيروس كورونا”.

إجراءات العزل غير كافية..

من جهتها؛ أكدت رئيس الجمعية الطبية التركية، أن إجراءات العزل التي قررتها حكومة الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، للحد من تفشي وباء “كورونا”، غير كافية، ودعتها إلى منح العمال إجازة مدفوعة الأجر من أجل منع اختلاط الملايين من الأشخاص أثناء ذهابهم إلى العمل.

يخشى الفيروس بشكل شخصي..

وحتى، أمس، سجلت السلطات التركية أكثر من 5698 إصابة مؤكدة بفيروس “كورونا” المُستجد، كما أودى بحياة 108 شخصًا في البلاد.

ووفق تقرير لصحيفة (دي تسايت) السياسية في “ألمانيا”، فإن “إردوغان” يخشى فيروس “كورونا” بشكل شخصي، ولم يظهر خلال الفترة الماضية سوى مرتين فقط، على غير المعتاد.

وحول كيفية تأثير تفشي “كورونا” المُستجد على مستقبل نظام “إردوغان”، تقول الصحيفة في تحليل أعده الخبير في الشؤون التركية،” أونور بورشاك بللي”، إن أزمة تفشي “كورونا” في “تركيا” لا تزال في بدايتها، لكن الحكومة تريد إعطاء الإنطباع بأن كل شيء تحت السيطرة.

وتابعت الصحيفة: “هذا غير صحيح، وهذه الأزمة ستغير وجه البلاد على المدى الطويل، إذا تتبعنا الدراسات الإحصائية للحالة التركية، فإنه من المحتمل إصابة ملايين الأتراك بالمرض، واحتياج نحو مليون شخص للعلاج في المستشفيات، ووفاة 100 ألف، في أسوأ السيناريوهات”.

وأضافت أن “تركيا” لا تجري اختبارات “كورونا” على نطاق واسع، ما يعني أن العدد الفعلي للإصابات يمكن أن يكون أكبر بشكل ملحوظ من العدد المعلن، ورغم هذا الوضع الصعب، لا يبدو “إردوغان” مقتنعًا بإغلاق البلاد بشكل كامل، وفرض حظر تجوال طوال اليوم، لأنه يخشى تداعيات تضع مستقبل نظامه على المحك.

يخاف من فقدان دعم رجال الأعمال..

وأوضحت الصحيفة أن “إردوغان” يخشى فقدان دعم رجال الأعمال إذا تبنى تدخل أكثر صرامة وأغلق البلاد بشكل كامل، كما يتخوف من التداعيات الكارثية المرجحة لتفشي “كورونا” والإغلاق الكامل على اقتصاده المتهاوي بالفعل.

ووفق الصحيفة الألمانية، فإن وزير الاقتصاد، “برات البيرت” أكد، في بداية أزمة “كورونا” في “تركيا”، أن بلاده من أكثر دول العالم استعدادًا لمواجهة المرض، وأنها ستحقق هدفها هذا العام المتمثل في نمو اقتصادي يُقدر بـ 5%.

لكن الوضع الاقتصادي الحالي يُشير إلى عكس ذلك تمامًا، في ظل صعوبات بالغة يواجهها الاقتصاد التركي، وسيناريوهات كارثية تنتظره، ما يضع مستقبل النظام في خطر كبير، وفق (دي تسايت).

ونقلت الصحيفة، عن “بهادير أوزغور”، الخبير الاقتصادي التركي، قوله: “إذا ركزنا فقط على القطاعات التي تأثرت مباشرة بجلوس الناس بالمنزل في خضم أزمة كورونا، فإن 4 ملايين شخص على الأقل مهددون بفقدان عملهم في البلاد”.

وتابع: “وإذا أضفنا قطاع الإنشاءات الذي يتوقع أن يُعلق أعماله قريبًا، سيرتفع عدد الموظفين المهددين بفقدان وظائفهم إلى 6 ملايين شخص”.

وبإضافة أفراد العائلات الذين يعولهم هؤلاء الموظفون، فإن عدد المتضررين اقتصاديًا بشكل مباشر من أزمة “كورونا”؛ يصبح 15 مليون شخص، بحسب “أوزغور”.

وذكر الخبير التركي أن معدل البطالة في “تركيا” يبلغ 13%، فيما تصل البطالة بين الشباب فقط إلى 25%، وهذه الأرقام مرشحة للإزدياد بشكل كبير للغاية مع إشتداد أزمة “كورونا”، ما يضع النظام تحت ضغط كبير، ويُزيد الغضب الشعبي ضده.

الشرطة تُمارس دورها القمعي..

ورغم هذا الوضع الصعب في البلاد، لا تزال الشرطة تُمارس دورها القمعي وتُعاقب من ينتقد سياسة الحكومة في التعاطي مع أزمة “كورونا”.. وخلال الأيام الماضية، اعتقلت 316 شخصًا بسبب منشورات تنتقد الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وخلصت صحيفة (دي تسايت) إلى أن تداعيات أزمة تفشي “كورونا” والصعوبات الاقتصادية المتوقعة ستؤدي لتآكل شعبية النظام التركي، وزيادة الغضب الشعبي، وبالتالي ستضع مستقبل “إردوغان” في خطر كبير.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب