16 يوليو، 2025 10:01 م

أول مرشح للرئاسة : العراق بحاجة الى رئيس عربي

أول مرشح للرئاسة : العراق بحاجة الى رئيس عربي

بعد ساعات من اعلان مجلس النواب العراقي عن فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية فقد اعلن السياسي العراقي المخضرم مهدي الحافظ ترشحه للمنصب في موقف سيثير حفيظة الاكراد الذين يعتبرون أن الرئاسة من حصتهم وفقا للمحاصصة المتبعة في توزيع المناصب السيادية منذ عام 2003 .
وجاء اعلان ترشح الحافظ (74 عاما) وهو شيوعي سابق انفصل عنه وانضم الى التيار الليبرالي وتولى حقيبة التخطيط سابقا ثم رئاسة السن لمجلس النواب العراقي لدى افتتاح دورته الجديدة في الاول من الشهر الحالي .. جاء بعد ساعات من فتح البرلمان لباب الترشح لمنصب رئيس البلاد وتحديده ستة شروط يجب توفرها في المرشح وأثر تعثر الاكراد في الاتفاق على مرشحهم للمنصب نتيجة خلافات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني على امل حسم موقفهم خلال 48 ساعة المقبلة قبل انتهاء فترة الترشح الاحد المقبل ليتم التصويت على المرشحين خلال جلسة البرلمان المقررة الاربعاء المقبل.
وعلى الرغم من عدم صدور اي موقف كردي رسمي من ترشح الحافظ الا انه من المؤكد ان الاكراد سيرفضونه ويؤكدون على ان المنصب هو من حصتهم وفقا للتوزيع المذهبي والقومي المحاصصي للمناصب السيادية المتبع في البلاد منذ التغيير عام 2003 والذي يقضي بأن يكون رئيس الجمهورية كرديا ورئيس الوزراء شيعيا ورئيس مجلس النواب سنيا.
فالاكراد مازالوا يجاهدون من اجل انهاء خلافاتهم حول مرشحهم لرئاسة الجمهورية واختيار واحد من شخصيتين مطروحتين للاختيار هما : برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس حكومة أقليم كردستان سابقا ونجم الدين كريم محافظ كركوك الحالي وهما قياديين في حزب طالباني.
وفي تصريحات له بعد اعلانه ترشحه اكد الحافظ المنتمي الى “أئتلاف العراق ” حاجة العراق لرئيس عربي يتلاءم مع الاوضاع السائدة في المنطقة ويتواصل مع الدول العربية مشدداً على”ضرورة ان يرتفع النبض العربي في العراق . واشار الى انه رشح نفسه للمنصب مع احترامه لحقوق الاكراد فيه مؤكدا حرصه على الوحدة الوطنية للعراقيين مؤكدا وجود تفاهمات مع بعض الكتل السياسية بشان الموضوع.من دون ان يوضح طبيعتها.
 وشدد الحافظ على ان ترشحه يأتي رغبة منه لاخراج العراق من أسر قواعد لم يُتفق عليها دستورياً وقانونيا كما نقلت عنه وسائل اعلام عراقية .. مشيرا الى ان وجود شخص عربي على رأس الدولة العراقية أمر مهم لمستقبل البلاد . وأكد على ضرورة أن “يشق العراق طريقه بروح ديمقراطية وان يتمتع الكرد بكامل حقوقهم لكن لا ان يكون ثمن ذلك بقاء وضع العراق مهزوزاً ومعرضاً للمخاطر”.
 
الحافظ سيرة حياة مهنية وسياسية حافلة
ومهدي الحافظ شيوعي سابق تحول ليبراليا وشغل منصب وزير التخطيط في اول وزارة شكلها رئيس الوزير العراقي الاسبق اياد علاوي عام 2004 بعد عام من سقوظ نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وتشير سيرة حياته الوظيفية الى انه مثل العراق وزيرا مفوضا في  الامم المتحدة  بجنيف للفترة بين عامي 1978و1980.. ثم التحق بمنظومة التجارة والتنمية التابعة للامم المتحدة حيث عمل فيها مديرا للتنمية الصناعية الخاصة للفترة بين عامي 1983و1996، وعمل بعدها مديرا اقليميا للتنمية الصناعية لغاية 1999. كما شغل الحافط عضوية مجلس المعتمدين والممستشارين  في  معهد الايدولوجية العربي منذ عام 1996 وكان رئيسا للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية في القاهرة  للفترة بين عامي 1998و2000. كما كان عضوا مؤسسا للمنظمة العربية لحقوق الانسان وعمل نائبا لرئيس منظمة التسامي الافرو- اسيوية منذ عام 1980. وبعد انهائه لدراسته الجامعية في الكيمياء  حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة براغ.
ومعروف عن الحافظ تمتعه برؤية أقتصادية شاملة ومتابعة سياسية واضحة لكل أبعاد العملية السياسية وما رافقها من أحباطات كبيرة ومؤثرة على الحياة العامة للعراقيين.
ومعروف عن الحافظ انه كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في سبعينات القرن الماضي ثم تحول الى الليبرالية بعد استقالته من الحزب بداية الثمانينات . 
وقالت مصادر عراقية على صلة وثيقة بالحافظ اتصلت بها “ايلاف” اليوم انه يتمتع بشخصية هادئة ويتميز بكفاءة وتجربة وكانت بداية علاقته بالعمل السياسي من خلال ارتباطه بالحزب الشيوعي العراقي في عام 1958 عندما تخرج من قسم الكيمياء بدار المعلمين العالية في بغداد ثم اصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العراقيين التابع للحزب وغادر الى براغ للحصول على شهادة الدكتوراه ثم اصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العالميين الشيوعي .. لكنه عاد الى بغداد عام 1970 ليصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الذي دخل انذاك فيما سميت بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي يقودها حزب البعث عام 1973 واصبح عضوا في قيادة السكرتارية العامة للجبهة وعين مستشارا في وزارة الخارجية العراقية متفرغا للعمل في الجبهة .
لكنه مع انفراط عقد الجبهة واختلاف الحزب الشيوعي مع النظام البعثي واستقالة الوزراء الشيوعيين عام 1978 اثر اعدام البعثيين 20 عسكريا قالوا انهم كانوا يحاولون تشكيل تنظيم سيوعي داخل الجيش العرقي غادر العراق عائدا الى براغ برغم صدور قرار رسمس بنقله الى السفارة العراقية في سويسرا بدرجة وزير مفوض الا انه لم يلتحق بعمله.
ثم استقال الحافظ من الحزب الشيوعي عام 1982 اثر اندلاع الحرب العراقية الايرانية اواخر عام 1980 لاحتجاجه على موقف الحزب في الوقوف ضد صدام حسين حيث كان رايه ومجموعة من الشيوعيين ان العراق بتعرض لمخاطرغزو ايراني ويجب عدم العمل ضده .. فشكل علم 1982 مع مجموعة من الشيوعيين السابقين من براغ تنظيما ليبراليا حمل اسم البديل الديمقراطي واصدروا مجلة شهرية بهذا الاسم .
ثم انحل هذا التنظيم فغادر الحافظ براغ الى فينا فعمل باحد اقسام التنمية في مكتب الامم المتحدة هناك في منتصف الثمانينات ثم عمل في بوكالة التنمية الصناعية للامم المتحدة في بيروت لمدة خمس سنوات الى ان احيل على التقاعد ثم ظل يتنقل بين فينا وبيروت .
وفي عام 2002 شكل الحافظ مع مجموعة من الشيوعيين السابقين والليبراليين والديمقراطين وتكنوقراط مستقلين تنظيما سياسيا باسم تجمع الديمقراطيين المستقلين بزعامة وزير الخارجية الاسبق والشخصية العراقية المعروفة عدنان الباجة جي فاصبح هو نائبا للرئيس ونشط في العمل ضد نظام صدام حسين .. ثم عاد مع قيادة التجمع الى العراق ليكون رئيسه الباجة جي عضوا في الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم وليصبح الحافظ وزيرا للتخطيط . 
والحافظ (74 عاما) شيعي لكنه علماني من مواليد مدينة الديوانية (255 كيلومترا جنوب بغداد) وله دراسات وابحاث في الاقتصاد والصناعة في المنطقة العربية .. متزوج وله ابن اسمه خيام يعمل في الامم المتحدة .
 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة