25 أبريل، 2024 11:36 م
Search
Close this search box.

أول فيلم لـ”أوباما” .. هل سيكون “American Factory” أضخم فيلم وثائقي لعام 2019 ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

يكشف هذا الفيلم المتحرك، الذي تم إنتاجه لـ (Netflix)، عما حدث عندما أنقذت شركة صينية مصنعًا أميركيًا – وأشعلت صراعًا من أجل حقوق العمال.

في نهاية عام 2014؛ أشترت شركة “Fuyao”، الصينية لصناعة زجاج السيارات؛ المملوكة للملياردير الصيني، “Cao Dewang”، مصنعًا سابقًا لسيارات “جنرال موتورز”، في “دايتون”، “أوهايو”، تم إغلاقه منذ عام 2008. كانت خطته هي تحويل المصنع المغلق إلى أكبر المصانع في “أميركا” لصناعة السيارات. وسيشمل ذلك استقدام موظفين من “الصين” للعمل جنبًا إلى جنب مع نظرائهم الأميركيين وتدريبهم وخلق حوالي 2000 فرصة عمل.

هذه هي قصة الفيلم الوثائقي الأول لرئيس “الولايات المتحدة” السابق، “باراك أوباما”، وزوجته، “ميشيل أوباما”، والتي تنتجه شركة (نتفليكس) تحت عنوان (American Factory)، للمخرجة الأميركية، “غوليا ريشيرت”، وزوجها، “ستيفن بونار”، والذي يروي قصة شركة صينية أنقذت مصنعًا أميركيًا من الأفلاس، وتم غلقه، في العام 2008، مما تسبب في عمالة زائدة وبطالة.

كان العرض الأول للفيلم في “مهرجان صندانس السينمائي”، هذا العام، وحصل الفيلم على تقييمات إيجابية بنسبة 94% على موقع التقييمات (Rotten Tomatoes).

في (American Factory)، يروي المخرجين قصة عن مصير مصنع “جنرال موتورز”، الذي ولد من جديد عبر منقذ غير محتمل: في عام 2014، وذلك بعد ما قام المستثمر الصيني، “Cao Dewang”، بشراء المبنى وإعادة افتتاحه باسم “Fuyao Glass America”، الشركة المصنعة للزجاج الأمامي وزجاج السيارات.

كانت الخطة هي إحضار فريق أساس من العمال الصينيين المدربين تدريبًا خاصًا، وتزويد بقية الوظائف بالموهبة المحلية، واستعادة درجة من الفرص لمجتمع أخذ منعطفًا شديدًا نحو الأسوأ في أعقاب الأزمة المالية.

يوضح المخرجين، “ستيفن بونار” و”غوليا ريتشيرت”، كيف تصطدم الثقافات عندما تحاول شركة صينية إصلاح مصنع “جنرال موتورز” المغلق. حيثُ يستهل الفيلم بمشهد انقلاب الشاحنة الأخيرة من خط التجميع في مصنع “جنرال موتورز” خارج “دايتون”، “أوهايو”، مما يوثق نهاية حلم أميركي معين، إلى جانب بطالة أكثر من 2000 شخص. كان ذلك في كانون أول/ديسمبر 2008.

الفيلم يمنح بارقة أمل جديدة للمواطنين..

قال النقاد في مجلة (فارايتي) الأميركية، المعنية بأخبار السينما العالمية، إن الفيلم استبعد العنصرية التي كانت متصدرة المشهد آنذاك، حيُث خفضت الشركة الصينية أمور الموظفين والعمال مقارنة بالمبالغ التي كانوا يتحصلون عليها في السابق، فقد إتخذت عدسات المخرجين، “بونار” و”ريتشيرت”، نحو منعطف آخر، والذي يركز بدلاً من ذلك على التفاؤل، وفرحة الموظفين باستعادة وظائفهم، وحرصهم على تعلم مهارات جديدة من زملائهم في الخارج.

يتم عرض هذا الفيلم في لحظة مشحونة بالتوترات السياسية الأميركية، لأن البلاد على وشك حرب تجارية واسعة النطاق مع “الصين”، وأشاد “دونالد ترامب” بمجهودات “الصين” في عقد الصفقات وخلق فرص عمل.

في القاعدة الرئيسة لـ”فوياو”، نرى كيف يعمل مصنع صيني، حيث يصطف العمال مع الدقة العسكرية تقريبًا في العمل، ويؤدون عروضًا في مسابقات الغناء والرقص لبناء الروح المعنوية – والتي قد تبدو وكأنها شكل من أشكال الدعاية الغريبة، ولكن لا تختلف كثيرًا عن المسرحيات الموسيقية الصناعية القديمة في “الولايات المتحدة”.

وقال النقاد، رغم أن الفيلم يغلب على فكرته طابع الجدية، لكن يتخلله بعض مشاهد كوميديا الموقف التي تخدم البناء الدرامي للفيلم. ومن المحتمل أن ينافس الفيلم في فئة “أوسكار أفضل فيلم وثائقي” رئيسًا في موسم الجوائز. فقد أراد “أوباما” إنتاج فيلم يحتفل بالتوسع التاريخي لـ”فوياو” في “الولايات المتحدة”.

الفيلم يوضح مرارًا وتكرارًا، على مدار نصف القرن الماضي، أنه كان على الأميركيين أن يتعاملوا مع حقيقة أنهم ليسوا اللاعبين الوحيدين في الأعمال التجارية العالمية؛ خاصة مع طفرة شركات التكنولوجيا اليابانية في الثمانينيات، وتصعيد “النفط” لكيانات الغنية بالشرق الأوسط على مدى العقود الأخيرة.

وقال “بونار”، لـ (فارايتي)؛ أنه حرص بمساعده زوجته، “ريتشيرت، أن يوضح المعاناة التي عاشها الموطفين بعد تركهم للعمل، وعملهم في مراكز توزيع المستودعات مقابل 8 دولارات في الساعة؛ دون فوائد، ولا رعاية صحية. مشيرًا إلى أن بعض الموظفين استسلموا للواقع وحاول منهم الانتحار.

الفيلم تم تصويره بالكامل في المصنع؛ لمدة ثلاث سنوات، إن موضوعات فيلم (American Factory) الوثائقي، الذي يعرض على (Netflix) إبتداءً من، الأربعاء الموافق 21 آب/أغسطس الجاري، تركز على العولمة والتنافس “الأميركي-الصيني”.

(American Factory)؛ هو أول فيلم تصدره شركة “High Ground”، المملوكة لـ”باراك أوباما” و”ميشيل أوباما”، بعد توقيعها مع (Netflix) لإنتاج مسلسلات تليفزيونية وأفلام تتناول قضايا؛ مثل “العرق” والطبقة والديمقراطية والحقوق المدنية.

مرة أخرى في ولاية “أوهايو”، أفتتنا “رايتشر” و”بونار” بفكرة إفتتاح مصنع صيني في الحزام. كان هذا قبل انتخاب، “دونالد ترامب”، ولكن كان هناك بالفعل قلق بشأن صعود “الصين” كقوة عظمى عالمية. محليًا، تساءل الناس كيف يمكن للعمال الصينيين أن ينسجموا في “أميركا” الصغيرة.

فجر مشمس، متفائل بالأمل. كانت “غايل”، وهي امرأة في منتصف العمر فقدت وظيفتها بعد إفلاس المصنع، تعيش في قبو أختها، لقد ناضلت من أجل العودة إلى الطبقة الوسطى مرة أخرى.

ظل “ريتشر” و”بونار” يعملان بهدوء على إنتاج أفلام وثائقية لعقود من الزمن، وتوحيد قواهما في الثمانينيات.

من أعظم الشركات وأكبرها إلى طريق الإفلاس..

كانت “جنرال موتورز”، في أوجها، أكبر شركات صناعة السيارات في العالم بلا منازع.

أنشئت عندما كان عدد السيارات في “الولايات المتحدة” لا يتجاوز 10 آلاف سيارة، وكانت آنذاك رمزًا للإزدهار الأميركي؛ وكانت السيارات التي تصنعها بمختلف علاماتها تحظى بتقدير العالم.

بدأت الشركة، كما نعرفها الآن، عام 1908؛ على الرغم من أن مؤسسها، “وليام (بيلي) ديورانت”، كون ثروته من بيع العربات التي تجرها الخيول بـ”فلينت” في “ميشيغان”، قبل أن يمتلك حصة كبيرة من شركة “بويك” للمحركات التي كانت تعاني من أزمة وقتذاك.

في غضون سنة من ذلك؛ ضم “ديورانت” إلى ممتلكاته كلًا من “كاديلاك” و”أولد سموبيل” وشركة “أوكلاند” للمحركات؛ التي ستتمخض فيما بعد عن شركة “بونتياك”.

وقد أمتلك شركة “كاديلاك”، عام 1909، نظير 5.5 ملايين دولار، وهو مبلغ ضخم، آنذاك، قد يناهز حاليًا، 130 مليون دولار بالسعر الحالي.

بعد ذلك أخذت المجموعة تنهج سياسة توسع سريع خارج “الولايات المتحدة” فاقتنت أسهما من شركتي “أوبل” الألمانية و”فوكسول” البريطانية في عشرينيات القرن الماضي.

وفي خمسينيات القرن الماضي؛ وعندما عين المدير التنفيذي لمجموعة “جنرال موتورز”، “تشارلز ويلسون”، وزيرًا للدفاع، أشتهر عنه قوله، للجنة البرلمانية أثناء بيان تنصيبه: “ما يصلح للبلاد يصلح لجنرال موتورز؛ والعكس بالعكس”.

وفي أواخر التسعينيات؛ بدا كما لو أن “جنرال موتورز” قد استأنفت مسلسل نجاحاتها بإنتاج سيارت الـ (سوف-SUV)، (السيارات الرياضية العملية)، التي لم تغز مجال السيارات في “الولايات المتحدة” وحسب، بل أظهرت أنها مُربحة أكثر من باقي أنواع السيارات.

أعلنت المجموعة خططًا بتسريح 50 ألف من مستخدميها، وبإغلاق 1100 من متاجرها.

وأكتمل عقد المهانة، بالنسبة للمجموعة، شهر كانون أول/ديسمبر الماضي؛ عندما اضطرت – أسوة بغريمتها المفلسة كذلك “كرايسلر” – إلى مد يدها للحكومة الأميركية طلبًا للمساعدة حتى تتفادى الإنهيار التام.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب