28 أكتوبر، 2024 8:24 ص
Search
Close this search box.

أول زعيم يخرج من الطبقة العاملة .. “ستارمر” رئيسًا لوزراء بريطانيا !

أول زعيم يخرج من الطبقة العاملة .. “ستارمر” رئيسًا لوزراء بريطانيا !

وكالات- كتابات:  

عيّن ملك بريطانيا “تشارلز الثالث”؛ بشكلٍ رسّمي، اليوم الجمعة 05 تموز/يوليو 2024، “كير ستارمر”، من حزب (العمال)، رئيسًا لوزراء البلاد.

وذكر القصر الملكي البريطاني؛ إنه تم تعيّين “كير ستارمر”؛ زعيم حزب (العمال) رسّميًا رئيسًا للحكومة البريطانية الجديدة.

ويأتي تعيّين “ستارمر”؛ ذي الـ (61 عامًا) بعد فوز حزب (العمال) في الانتخابات التشّريعية بالأغلبية المطلقة بعد (14) عامًا من سيّطرة حزب (المحافظين) على الحكومة في “بريطانيا”.

حسّم حزب (العمال)؛ فوزه بأغلبية كبيرة في الانتخابات البرلمانية، تسُّلط الأضواء على “كير ستارمر”؛ رئيس الوزراء “بريطانيا” المقبل بعد قرار رسّمي من الملك.

من هو “ستارمر”..

“ستارمر”؛ محامٍ وشغل منصب محرر لمجلة (تروتسكي) في شبابه، وكان مناهضًا للملكية، بحسّب تقرير لصحيفة (واشنطن بوست).

فقد اعترف أحد كتُّاب سّيرته الذاتية بأنه: “من الصعب تحديد هوية ستارمر”، حيث استخدم “ستارمر”، البالغ من العُمر: (61 عامًا)، هذا الغموض لصالحه.

كما أن “ستارمر” أول زعيم؛ منذ جيل، جاء من الطبقة العاملة في “بريطانيا”، حيث أتى بعد رئيس الوزراء؛ “ريشي سوناك”، الذي وجهت له تهم بأنه أكثر ثراءً من أفراد العائلة المالكة.

وخلال الحملة الانتخابية، قدم “ستارمر” نفسه؛ قائلاً: “كانت أمي ممرضة، وكان والدي صانع أدوات”.

كما تحدث عن نشأته مع فواتير غير مدفوعة وانقطاع الهاتف.

وسجل “ستارمر” نتائج جيدة في الاختبارات؛ وتمكن من الالتحاق بمدرسة ثانوية راقية. وكان من أوائل الأشخاص الذين التحقوا ب‍جامعة (ليدز)، ثم قضى عامًا في جامعة (أكسفورد).

فيما يقول “ستارمر” إن والده شعر: “بعدم الاحترام”، بسبب عمله في أحد المصانع، وإنه كان بعيدًا عاطفيًا.

وبصفته أبًا، يقول إنه يُحاول: “تخصيص وقت للأطفال”، والتوقف عن العمل أيام الجمعة الساعة (06) مساءً.

أما حياته العملية كمحامٍ، ففي بداية حياته المهنية، انضم “ستارمر” إلى شركة (Doughty Street Chambers)، المعروفة بتوليها قضايا حقوق الإنسان الكبيرة والمثيرة للجدل.

مناصرة حقوق الإنسان عالميًا..

وقد حارب عقوبة الإعدام في دول (الكومنولث)، ودافع، على حد تعبير الصحف الشعبية، عن: “قتلة الأطفال وقتلة الفؤوس”.

كذلك كان جزءًا من الفريق القانوني الذي دفع “المحكمة الدستورية الأوغندية” إلى إبطال الأحكام الصادرة بحق جميع الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام البالغ عددهم: (417) شخصًا.

وعمل “ستارمر” أيضًا مجانًا مع اثنين من الناشطين النباتيين؛ الذين وزعوا منشورات تتهم مطاعم (ماكدونالدز) بتدني الأجور والقسوة على الحيوانات ودعم إزالة الغابات.

في حين رفع المطعم دعوى قضائية بتهمة التشّهير، واستمرت هذه القضية والطعون العديدة فيها عقدًا من الزمن، وهي واحدة من أطول المعارك القانونية في التاريخ البريطاني وانتهت القضية بنوع من التعادل.

كما أشرف على أول محاكمة بريطانية لإرهابيي تنظيم (القاعدة)، ووجه اتهامات ضد سياسيي حزب (المحافظين) و(العمال) المتورطين في فضيحة “النفقات المتفجرة”، التي كشفت عنها الصحافة لأول مرة.

واتُهم هو والمدعون العامون معه بالتحيز الشديد عندما تعاملوا بشدة مع الاعتقالات؛ والتهم للأشخاص الذين قاموا بأعمال شغب في “لندن” بعد مقتل رجل أسود يُدعى؛ “مارك دوغان”، بالرصاص على يد الشرطة في عام 2011.

بداية مشواره السياسي..

لم يدخل “ستارمر” في السياسة حتى بلغ الثانية والخمسين من عمره. كان ذلك قبل تسع سنوات فقط، في بلد بدأ فيه العديد من أعضاء البرلمان بالتخطيط لصعودهم إلى السلطة في أيام الدراسة الجامعية.

تم انتخابه لتمثيل منطقة “هولبورن” و”سانت بانكراس”؛ في “لندن”، في عام 2015، وعمل “وزير الظل” في المعارضة، نظرًا للمهمة الناكرة للجميل المتمثلة في التفاوض على موقف حزب (العمال) الهش بشأن خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”.

وكان “ستارمر” ضد مغادرة “الاتحاد الأوروبي”، لكن العديد من ناخبي حزب (العمال) كانوا يؤيدون ذلك.

فيما كانت التسّوية الغامضة التي توصل إليها الحزب؛ هي أنه ليس مع خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” ولا ضده، ولكنه يُريد إجراء استفتاء ثانٍ.

وربما ساهمت هذه القضية و”ستارمر” أيضًا في خسارة حزب (العمال) الهائلة أمام (المحافظين) في عام 2019.

لكن بعد تلك الانتخابات، خرج زعيم حزب (العمال)؛ “غيريمي كوربين”، ودخل “ستارمر”. وقد شرع في إعادة تشكيل حزب (العمال).

إلى ذلك يشُّكك النقاد من اليسار في أن “ستارمر” لن يكون جريئًا عندما يُصبح رئيسًا للوزراء، لكنه سيلتزم بالوسّطية الناعمة.

أجندته المستقبلية..

وسينصب الكثير من تركيزه على السياسة الداخلية في محاولة لدعم الاقتصاد البريطاني ومعالجة شعور الناس بأن التكاليف اليومية أصبحت خارجة عن السيّطرة.

وهو يريد خفض تكاليف الكهرباء المرتفعة من خلال إنشاء شركة مرافق خضراء جديدة تديرها الدولة.

كذلك يُريد تقليل أوقات الانتظار للمواعيد الطبية وطب الأسنان.

يُشار إلى أنه نادرًا ما تتغير سياسة “بريطانيا” الخارجية في ظل حكومة جديدة، وفق مراقبين لا سيما أن السياسة الخارجية تبقى دون تغيير لافت خلال التحول من حكم (المحافظين) إلى حكم حزب (العمال).

وقال “ستارمر”؛ في وقتٍ سابق إن “بريطانيا” ستظل عضوًا قويًا في “حلف شمال الأطلسي”، وستدعم “أوكرانيا” في حربها ضد “روسيا”، وتدعم حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها ضد (حماس)، بينما يدعو إلى وقف إطلاق النار.

وعلى الرُغم من أن خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” يُنظر إليه على أنه فشل، وعدم وجود حماس لإجراء استفتاء آخر، فمن المحتمل أن تسّعى “بريطانيا”؛ تحت قيادة “ستارمر”، إلى إقامة علاقة أوثق مع “الاتحاد الأوروبي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة