29 مارس، 2024 7:59 ص
Search
Close this search box.

أولى بشائر “رؤية 2030” .. إرتفاعات في الأسعار تُدخل السعوديين “زمن الضنك” في بلد هو الأغنى نفطياً !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

أحتفل السعوديون، كغيرهم، برأس السنة الميلادية الجديدة للمرة الأولى بحرية لم يعتادوا عليها في بلدهم.. لكنهم ومع بداية أولى ساعات اليوم الأول من العام الجديد 2018.. فوجئوا بإرتفاعات هي الأكبر في تاريخهم لأسعار الوقود بنسبة بلغت 126% عن سعره الفعلي.

ردود الأفعال على المواقع التواصل الاجتماعي..

على الفور توالت ردود الأفعال، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، (فيس بوك) و(تويتر)، الرافضة لتلك الزيادات غير المبررة في بلد يصنف بأنه العائم الأول على النفط ومشتقاته بين أغنى الدول النفطية.

المعُلن إصلاح اقتصادي .. والفعل معاناة مالية للمواطنين..

هي طبيعة الحكم إذاً في عهد “آل سلمان” وولده الأمير الطامح للسلطة “محمد”.. يقول قائل.. فالمعلن هو خطوات على طريق الإصلاح الاقتصادي، لكن الواقع الذي لمسه السعوديون هو إرتفاعات يتوقعونها في الأسعار نتيجة إعتماد جميع السلع على النقل المزود بالنفط.. ما يعني أن الإرتفاعات ستمدد سريعاً حتى تصل إلى بيوت السعوديين دون استثناء، اللهم إلا الأغنياء منهم من الذين لا يشعرون بإرتفاع في الأسعار هنا أو هناك.

“الراتب ما يكفي الحاجة يا أمير” !

سرعان ما سجل “هاشتاغ” على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)؛ تحت عنوان: “الراتب ما يكفي الحاجة”، عبر من خلاله السعوديون عن غضبهم من تلك الإرتفاعات في أسعار الوقود المستخدم في تمويل سياراتهم.

الأمر لم يتوقف عند إرتفاعات أسعار “البنزين”، بل قررت الحكومة السعودية أيضاً أن تتزامن تلك الخطوة مع تطبيق ضريبة القيمة المضافة على جميع السلع والمنتجات في الأسواق، ما يعني إرتفاعا آخر في السلع فضلاً عن إرتفاعات أخرى في أسعار الكهرباء !

لا تُراعي ظروف السعوديين..

لقد قال السعوديون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن تلك القرارات التي تزعم المملكة أنها من أجل إصلاحات اقتصادية، لا تنظر إلى حاجة المواطن ولا تراعي ظروفه، في مقابل المشروعات التي تقدم عليها المملكة والتي تكلف المليارات.

“نرفع الأسعار كي نحافظ على النفط” !

رغم ذلك صار إرتفاع أسعار الوقود في مملكة “آل سلمان” واقعاً على الأرض بإرتفاعات بلغت نسبتها بين 82% و126%، لكن الحكومة ممثلة في “وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية” بررت الأمر بأن تلك الزيادة تهدف إلى تقليص النمو المتسارع في الإستهلاك المحلي لمنتجات الطاقة في المملكة، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية الوطنية.. فهل يعني ذلك أن السعوديين كانوا يستخدمون نسب وقود فوق حاجتهم ؟!

4 دول خليجية أرجأت فرض الضرائب..

في الوقت ذاته أعلنت المملكة فرض 5% كضريبة قيمة مضافة على مجموعة من السلع والخدمات، ومعها في تلك الخطوة دولة الإمارات، إلا أن دول الخليج الأخرى (البحرين، الكويت، قطر وسلطنة عمان) قررت إرجاء فرض تلك الضريبة.

انخفاض أسعار النفط وشراء ولاء القوى الكبرى سبب الارتفاعات!

تقول مصادر من صندوق النقد الدولي إن أسعار النفط انخفضت عالميا خلال السنوات الماضية بشكل كبير، ما أثر على ميزانيات بلدان الخليج وربما اضطر مملكة آل سلمان التي أنفقت ببذخ على صفقات سلاح على أمل أن تضمن بها ولاء أميركا والغرب وروسيا مؤخرا، فضلا عن إنفاق مليارات دولارات على حرب أغلب ضحاياها من المدنيين العزل في اليمن، لم تستطع المملكة حتى حسمها مع بداية عام 2018 رغم مرور 3 سنوات عليها!

ميزانية هي الأضخم في تاريخ المملكة..

لقد أعلنت السعودية عن ميزانية هي الأضخم تاريخياً لعام 2018، بحجم إنفاق يصل إلى 978 مليار ريال، وبزيادة نحو 6% عن العام الذي قبله، فكان من الضروري أن تعوض ذلك من الضرائب وإرتفاعات أسعار الوقود التي تجاوز الضعف !

وكما فعل المصريون، فور علمهم أن قرار سريان إرتفاعات أسعار الوقود سيبدأ فعلياً في اليوم التالي، تدفق السعوديون على محطات الوقود.. وأمتدت طوابير السيارات التي تأمل في بعض “لترات” منه بالسعر القديم ربما لا تكفيهم ليومين أو ثلاث.. لكنها الرغبة العربية في التوفير.

تأثير سلبي على حركة البيع والشراء ونوع الإستهلاك..

إن مثل هكذا قرارات ستؤثر بالسلب على حركة البيع والشراء في الأسواق، بل على طبيعة حياة الرفاهية بين السعوديين أنفسهم، إذ إن استخدام السيارات ذات الأحجام الكبيرة والسعات اللترية الضخمة، التي يفضلها مواطني المملكة، ستبدأ في الإختفاء شيئاً فشيئاً نتيجة إبتلاعها كميات كبيرة من الوقود، ولا عجب من أن نجد إنتشار الدعوات الساخرة للإعتماد على الدراجة الهوائية أو العودة إلى زمن “البعير” في التنقلات توفيراً للنفقات.

إنتقاد السلطة لم يتوقف على “تويتر”..

فالسخرية وردود الأفعال على إرتفاعات الأسعار، التي ضربت بلداً يفترض فيه أنه من أن أغنى البلدان العربية، باتت علانية على مواقع التواصل الاجتماعي.. ولم يتوقف الهجوم أو إنتقاد السلطات في مملكة “آل سلمان” على إصلاحات اقتصادية، هي في حقيقة الأمر يرونها خراباً على أموالهم ومعيشتهم، بل يرون أن عهد الأمير “محمد بن سلمان” سيأتي عليهم بمزيد من “التقشف” وأنه لا أمل في تلك الرؤية الاقتصادية التي يتحدث عنها في 2030 !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب