16 مارس، 2024 3:48 ص
Search
Close this search box.

أوضاع أكراد تركيا في العراق .. تهجير وإقصاء وخلافات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

منذ 21 عامًا.. في وادٍ صغير قريب من مدينة “أربيل” العراقية، أسس آلاف الأكراد مخيم “مخمور”، الذي يبدو للوهلة الأولى مهجورًا، مثل باقي أحياء الشرق الأوسط في وقت الظهيرة عندما تشتد حرارة الشمس، وبعد طريق جبلي وعر لا يوجد به شجرة واحدة يستظل به المارة، تتبدى للزائر عن بُعد عدة أشجار تظل منازل صنعت أسطحها من البلاستيك المقوى بلون أزرق.

لكن قصة هؤلاء؛ بدأت قبل ذلك بكثير، إذ تعرضوا لإعتداءات نفذها “الجيش التركي” ضدهم، منذ عام 1991، إذ يقود الحرب ضد الميليشيات التابعة لـ”حزب العمال الكُردستاني”، التي احتمت بالجبال. 

هجروا من تركيا..

قال رجل عجوز من الأكراد، لمراسل موقع (لا أوبنيون) الإسباني، إنه خلال التسعينيات من القرن الماضي، كان يعيش مع عائلته في المنطقة الريفية جنوبي “تركيا”، بالقرب من الحدود مع “العراق” و”سوريا”، حتى بدأت الحرب، عندما اتهمتهم الحكومة بالتعاون مع العصابات المسلحة وأعطاهم الجيش التركي خيارين إثنين؛ إما أن يدعموه في حربه ضد “حزب العمال الكُردستان” بالمعلومات أو التطوع في الجيش، وإما يتركون أرضهم.

وأضاف؛ أنه خلال 3 سنوات تعرض حوالي 4 آلاف مدينة صغيرة للإعتداء، من 1991 حتى 1994، حُرق كثير منها، وتتفق بيانات منظمات حقوق الإنسان، الأكثر جدية، مع ما قاله الضيف.

كذلك حُرم المواطنون من العودة، فعانوا من التهجير القسري، بعضهم استقروا بالقرب من الحدود، لكن لم يكن مسموحًا لهم بعبورها، لذا قاموا ببناء مخيمات مؤقتة كلما انتقلوا من مكان لمكان، ويعتبر موقع المخيم الحالي بعيدًا للغاية عن مكان إقامتهم الأصلي، لكنهم اضطروا إلى السير لمسافات طويلة خوفًا من التهديد والإعتداءات، وأسسوا مخيم “بحيري” ،على الجانب الآخر من الحدود في الأراضي العراقية، لكنه استمر لعدة أشهر، حتى قامت القوات التركية بقصفه؛ رغم أنه لم يكن على أرض تركية.

ضغوط قوية من السلطات التركية..

بينما تعرض ثالث مخيم لضغوط قوية من السلطات التركية؛ لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى سكانه، لكن الأكراد حينها قرروا إعلان إضراب عن الطعام في مكاتب المفوضية العليا للاجئين التابعة لـ”الأمم المتحدة”، من أجل الإعتراف بكونهم لاجئين، وليس مهاجرين لأهداف اقتصادية، وإنما أشخاص عبروا الحدود لأسباب سياسية لأن “تركيا” لا تتركهم يبقوا أكرادًا وترفض السلطات استخدام لغتهم، وتسمية أبناءهم بأسماء كُردية وحتى ممارسة الرقصات التراثية.

اقترحت “المفوضية العليا”، حينها، إنشاء مخيم “الأطرش”؛ تجمع فيه كل الأكراد بالقرب من مدينة “دهوك” العراقية، وخلال شهرين انتقل جميعهم إلى المخيم الجديد تحت حماية “الأمم المتحدة”، لكن ذلك لم يمنع وقوع إعتداءات من جانب القوات التركية.

صراعات “كردية-كردية”..

عرف الأكراد، في مخيم “الأطرش”، نوعًا مختلفًا من التوترات؛ إذ نشبت صراعات بينهم أنفسهم، وقامت مجموعة من الأكراد، من عشيرة “بارزاني”، بتنفيذ هجوم على المخيم أوقع عدد من القتلى والمصابين، وأوقف إمدادات المياه والغذاء، وفي تلك الفترة، كانوا يتغذون على الحشائش، ولم تتوقف الطائرات التركية على التحليق على مستويات منخفضة من أجل بث الرعب في نفوس سكان المخيم، في الوقت الذي كانت فيه قوات “بيشمركة” تضغط على الأرض، حاول السكان الصمود لفترة، لكن أمام استحالة الأوضاع هربوا في مجموعات صغيرة ناحية الجنوب متوغلين في الأراضي العراقية.

وفي عام 1996، أسسوا مخيم “نينوفا” وأطلقوا عليه الاسم القديم لمدينة “الموصل”، لكن المعارك مع قوات “بيشمركة” استمرت، لذا قرروا حرق الخيام والتوجه جنوبًا، وكان عددهم 1200 شخصًا، فقد منهم كثيرون واعتقل بعضهم، حتى وصلوا إلى مخمور، ورغم أن إعتداءات الأتراك لا تزال مستمرة، وكان آخرها ما نُفذ، في كانون أول/ديسمبر الماضي، إلا أنهم حافظوا على استقلالهم واستقرارهم.

تنظيم “داعش”..

بعد سقوط مدينة “الأنبار” في يد تنظيم (داعش)، أمام تراجع الجيش العراقي، أدرك الأكراد في المخيم أن العناصر الإرهابية قادمة لا محالة، لذا جهزوا لجان دفاع، وحفروا الخنادق وطلبوا الدعم من كل المنظمات والأحزاب الكُردية الموجودة في المنطقة، ومن بينها “حزب العمال الكُردستاني”، كما حصلوا على الدعم من جانب قوات “بيشمركة” من أجل مواجهة العدو المشترك، حتى جاء اليوم الموعود، في 6 آب/أغسطس عام 2014، إذ هاجم (داعش) المخيم، وتراجعت “البيشمركة” أمام تقدم عناصر التنظيم، كما قرر السكان الانتقال إلى الجبال، ومع حلول الصباح وجدت العناصر المتطرفة الطريق ممهدًا أمامها حتى تحركت قناصة “حزب العمال”، بالتعاون مع السكان المسلحين و”البيشمركة” حتى تمكنوا من إخراج الداوعش من المخيم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب