كتبت – بوسي محمد :
لم يمر حفل توزيع جوائز “الأوسكار”، الذي انطلقت دورته الـ89 مساء يوم الأحد 26 شباط/فبراير 2017 على مسرح “دولبي” بمدينة لوس أنجلوس ومنظمته لهذا العام “أكاديمية الفنون والعلوم والصور المتحركة”، مرور الكرام.. إذ حاز على اهتمام الصحف العالمية والعربية، كونه أضخم حدث سينمائي في الولايات المتحدة بل والعالم كافة.
دورة خالية من العنصرية
شهد حفل الأوسكار هذا العام العديد من المفارقات السعيدة، التي برأته من تهمة “العنصرية” التي طالما ألتصقت به على مدار الأعوام السابقة، بسبب تفضيله للممثلين الذين ينتسبون للعرق الأبيض مقارنة بزملائهم الذين ينتسبون للعرق الأسود.. حيثُ نال فيلم Moon Light للمخرج “باري جينكينز”، والذي تدور احداثه في إطار من الدراما حول رجل أسود من ميامي تطور حياته من الطفولة حتي البلوغ، كما تظهر كفاحه لكي يظهر مكاناً له في هذا العالم، أوسكار أفضل فيلم، والمفارقة السعيدة في الحدث، هو أن صُناع الفيلم ينتمون إلى العرق الأسود وهو ما يؤكد على أن الموهبة الحقيقة لا علاقة لها بالدين ولا العرق ولا الجنس. ويشارك بطولة الفيلم بجانب “ماهر شالا علي”، “ناعومي هاريس، جانيل موناي، تريفانتي رودس، أشتون ساندرز”، ومن تأليف وإخراج باري جينكينز.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحدّ، إذ حصل بطل فيلم Moon Light الممثل الأمريكي المسلم “ماهر شالا علي” على أول جائزة أوسكار في حياته عن فئة أفضل ممثل مساعد، ليصبح بذلك أول ممثل مسلم يحصل على الجائزة في تاريخ الأوسكار. ويعتبر “علي” خامس ممثل ذو بشرة سوداء يحصل على جائزة أفضل ممثل مساعد، فقد حصدت النجمة الأميركية “فيولا ديفيس” على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم Fences.
الأفلام الفائزة بالأوسكار
حصد النجم العالمى “ماهر شالا” على جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم moon light، كما فاز “Alessandro Bertolazz” بجائزة أفضل مكياج عن فيلمSuicide Squad، وذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي إلى فيلم O.J: Made in America، وتبلغ مدة الفيلم 7 ساعات و47 دقيقة، كما فاز بجائزة أفضل تصميم أزياء فيلم Fantastic Beasts.
وذهبت جائزة أفضل مونتاج صوت إلى فيلم Arrival، وفاز بجائزة أفضل mix sound فيلم Hacksaw Ridge، وفازت “فيولا ديفيس” بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم fences، وحصد جائزة أفضل فيلم أجنبي الفيلم الإيراني The Salesman إخراج “أصغر فرهادي”، وفاز بأفضل تصميم إنتاج فيلم La La Land، وأفضل فيلم رسوم متحركة فيلم Zootopia، وأفضل فيلم رسوم متحركة قصير فيلم Piper.
كما فاز بجائزة أفضل مؤثرات بصرية فيلم The Jungle Book، وأفضل مونتاج فيلم Hacksaw Ridge، وأفضل فيلم وثائقي قصير The White Helmets، وأفضل فيلم قصير Sing، وأفضل تصوير سينمائي فيلم La La Land، وأفضل موسيقى تصويرية فيلم La La Land، وأفضل أغنية أصلية City of Stars عن فيلم La La Land، وأفضل سيناريو أصلي فيلم Manchester by the sea، وأفضل سيناريو مقتبس فيلم Moonlight.
وحصد المخرج “داميان تشازل” جائزة أفضل مخرج عن فيلم La La Land، وذهبت جائزة أفضل ممثل إلى الممثل “كيسي أفليك” عن فيلم Manchester by the Sea، بينما ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى الفنانة “إيما ستون” عن فيلم La La Land.
خطأ هوليوودي يهدد الأوسكار
لأول مرة، يقع “الأوسكار” في خطأ جسيم، وضع صُناع فيلم La La Land في موقف حرج، حين تم الإعلان بفوز فيلم Moon Light بأوسكار أفضل فيلم بدلاً من فيلم La La Land.
وكان قد أعلنا الثنائي “وارن بيتي” و”فاي دوناواي” بطلا فيلم Bonnie and Clyde، عن فوز فيلم La La Land في البداية كأحسن فيلم في الدورة الـ89 من المهرجان. وفور بدء تحرك طاقم عمل فيلم la la land للصعود على خشبة المسرح وإلقاء الكلمة الخاصة بقبول الجائزة، قام أحد طاقم الإنتاج الخاص بالفيلم بإعلان أن Moon light هو الفيلم الفائز بجائزة الأوسكار لهذا العام.
غياب النجوم يفقد الأوسكار بريقه
أثار قرار الرئيس الأميركي المنتخب “دونالد ترامب”، الذي اسفر عن منع مواطني 7 دول عربية من دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يوماً، ومنع دخول اللاجئين السوريين لمدة 120 يوماً، غضب وسخط العديد من النجوم مما دفعهم لمقاطعة الأوسكار هذا العام، رغم إدراج أسمائهم ضمن قائمة المرشحين بالأوسكار، فقد تغيب المخرج الإيراني “أصغر فرهادي” والممثلة الإيرانية “ترانه عليدوستي”، رغم فوز فيلمها “البائع” بأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وقد ارسل “فرهادي” خطاب يبرر فيه مقاطعته للأوسكار قائلا: “مقاطعتي للأوسكار إحتراماً لبلادي إيران والدول الستة الأخرى التي اصدر ترامب قراراً بمنع مواطنيها من دخول الولايات المتحدة”، واصفاً قراره بالغير عادل.
وقد برر صُناع فيلم “الخوذة البيضاء”، الذي نال أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير، غيابهم عن الحفل بإنشغالاتهم في إنقاذ السوريين.
الأجواء السياسية تخيم على الأوسكار
لم يسلم الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” من الإنتقادات في حفل الأوسكار، إذ قام الإعلامي الساخر “جيمي كيميل” مقدم حفل الأوسكار، بإنتقاد مواقف ترامب المُعادية للصحافة، واصفاً إياها بالمروجين للأخبار الكاذبة، فطالب ساخراً وسائل الإعلام من “CNN، ونيويورك تايمز، ولوس أنجلوس تايمز” بمغادرة القاعة مستخدماً كلمات ترامب قائلاً: “ليس لدينا أي تسامح في الأخبار المزيفة.. أما اللون البرونزي المزيف فنحن نحبه”، في إشارة إلى نجوم هوليوود الذين يحرصون على إكساب بشرتهم اللون البرونزي لإطلالة جذابة.
وبشئ من الفكاهة، انتقد “كيميل” موقف ترامب المُعادي للنجمة الاميركية “ميريل ستريب”، التي سبق وهاجمت سياسته بعد تسلمها جائزة “سيسل بي دومي” عن مجمل أعمالها الفنية من حفل توزيع جوائز “الجولدن جلوب”، مما دفع “ترامب” بالرد عليها عبر حسابه الرسمي بموقع التدوين العالمي “تويتر” بأنها مبالغة في آدائها وحظيت باهتمام كبير أكبر من حجمها. وقال كيميل عنها ساخراً: “ربما أستطيع القول أنه إبتداء من أدوارها “العادية” في أوائل مشوارها الفني في أفلام The Deer Hunter و Out of Africa، مروراً بآدائها “المتواضع” في Kramer vs. Kramer و Sophie’s Choice، “ميريل ستريب” لم تبذل أي مجهود في 50 عمل سينمائي، ورغم ذلك حصلت على 20 ترشيحاً للجائزة، والمثير هنا أنها لم تظهر في أي فيلم هذا العام لكننا كتبنا اسمها هنا بحكم العادة ليس أكثر”.