9 أبريل، 2024 3:25 م
Search
Close this search box.

أوروبا تعيد النظر في الثوابت الأميركية .. هيمنة “الدولار” على شرايين الطاقة إليها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

مع الوقت تتأكد لهم الحقيقة واضحة؛ بأن هذا الرجل لا يعنيه إلا مصالحه وذاته فقط.. وأن تلك الخطوات والعقوبات التي يفرضها على “إيران”، ويطالب الأوروبيين بإتباعها، لن تخدم غيره؛ وعلى عكس المتوقع، فإنها ستلحق خسائر بالاقتصادي الأوروبي..

كارت أصفر في وجه “ترامب”..

هنا كان لابد من إطلاق “جرس الإنذار”.. وبلغة كرة القدم، فـ”الكارت الأصفر” مؤقتًا وجد من يرفعه في وجه الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.. ولسان حاله كفى عبثًا بمقدرات الأوروبيين.. هذا التهور وهذه المراهقة الساسية لن تلحق غير الأذى باقتصاد أبناء القارة العجوز.. وساعتها لن ينفعنا “ترامب” أو غيره.. !

فكان أن خرجت تقارير سياسية، جرى تسريبها إلى الإعلام الغربي، تحت عنوان: “أريد حلاً”.. نعم.. هكذا يبدو، مع منتصف أيلول/سبتمبر 2018، حال “الاتحاد الأوروبي”، والمتصدر للمشهد هنا؛ “ألمانيا” البلد الأقوى والأغنى والذي يعنيه قبل أي شيء مصالحه واقتصاده، وهو يعد الأيام الفاصلة عن بدء تنفيذ “العقوبات الأميركية” على “إيران” مع الأسبوع الأول من تشرين ثان/نوفمبر 2018.

إما مع أميركا وترك إيران أو خسارة واشنطن !

اللافت للنظر؛ أن “العقوبات الأميركية” نفسها لا يرضاها الرئيس “ترامب” – بعد ما مزق “الاتفاق النووي” من جانب واحد – أميركية خالصة.. فنجده يُصر بكل جهده على دفع الأوربيين – أصدقاؤه المفترضين – إلى خيار قاس، وهو “إما أميركا بقوتها والحلف الراسخ عسكريًا”، أو “إيران” وأسواقها المغرية، نعم هكذا فرض “ترامب” رؤيته وينتظر الإجابة !

البحث عن مخرج..

لم يبق أمام الأوروبيين إلا البحث عن مخارج إذًا، ومعها عن دور يرونه يتقلص بلا مقابل أمام التضخم الأميركي، وليس عاديًا ولا يجب أن يمر هكذا، حديث رئيس المفوضية الأوروبية، “جان كلود يونكر”، حول أهمية اتحاد ذي فاعلية في السياسة الدولية، وحول أهمية أن تدافع أوروبا عن النظام الدولي في مواجهة حروب التجارة والعملة، والمقصود هنا بكل تأكيد ما يفعله “ترامب” من إجراءات اقتصادية، “عقابية”، في مواجهة “الصين” ودول أوروبا وعدد كبير من دول العالم.

اتصالات مكثفة يجريها الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، والمستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، للتصدي لتلك الإجراءات “الترامبية”، وفي مقر “الاتحاد الأوروبي” يطل شبح الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الخائض في ما تشبه حربًا تجارية مع نصف العالم من ثنايا الكلمات..

هل تقرر أوروبا عدم الاعتماد على “الدولار” ؟!

فيسأل كبير الاتحاد ساخرًا عن معنى أن تدفع أوروبا 80% من فاتورة الطاقة، “غاز ونفط وغيرها”، بالعملة الأميركية، “الدولار”، في حين أنها لا تستورد أكثر من 2% من مشتقات الطاقة من “الولايات المتحدة”، وهو سؤال مشروع، إذ كيف تستمر “أوروبا” في تحمل تقلبات وضغوط عملة، لا يستخدونها كثيرًا، في “الطاقة” ؟!

وفي حديث “الطاقة”؛ تحضر “إيران” كأحد أهم مصدري “النفط” لدول أوروبية، فماذا سيفعل الأوروبيون ؟!

نظام مدفوعات مختلف.. هل يقبله “ترامب” ؟!

فكرت “ألمانيا”؛ ووقعت على “طريق ثالث” قد يمكنها من الوقوف في المنتصف أطول فترة ممكنة، فأعلنت “وزارة الاقتصاد الألمانية” أن “برلين” وشركاءها في الاتحاد يدرسون تأسيس نظام مدفوعات مع “إيران” يتيح استمرار التعاملات التجارية بعد سريان “العقوبات الأميركية”..

عللت “ألمانيا”، تلك الخطوة، بضرورة ضمان تنفيذ المعاملات التجارية، لكن رغم ذلك لا يعرف المراقبون والمحللون الاقتصاديون إن كانت، ما يصفونها بـ”سياسة الإلتفاف”، هذه سترضي الرئيس الأميركي صاحب إعلان سياسة “صفر نفط من إيران”، وهو الذي واصل عبر مندوبته في “الأمم المتحدة” تهديد “طهران” بألم كبير قادم، وبمواصلة خنقها عقابًا على ما يتجاوز ما وصفته، “نيكي هيلي”، بالخطر النووي إلى الصواريخ (الباليستية) ووقف دعم الإرهاب.

إيران هي الأخرى ستلتف على العقوبات..

لكن على الجانب الآخر؛ ماذا عن الإيرانيين، يتساءل المتابعون للعقوبات ؟!.. فهم أيضًا – حسب رأيهم – يجيدون الإلتفاف، بعد سنوات طويلة قضوها تحت عقوبات موجعة ومؤثرة حتمًا عليهم، لكنهم يتمسكون بلغة “القوة” وإن بلغت تهديدات، يراها مراقبون، غير واقعية مثل إغلاق “مضيق هرمز”، أهم معبر لتجارة النفط العالمية.

فهنا لا ننسى أن إغلاق المضيق سيغلق الباب على “إيران” نفسها؛ التي بدأت، وفق أنباء، منح تخفيضات تصل لـ 15 مليون دولار شهريًا لمستوردين كبار مثل “الهند” و”الصين” !

الصين لن تخذل إيران..

إذ تحاول “طهران”، قدر المستطاع، أن تستفيد من تناقضات عالم السياسة في توسيع دائرة المأزق بمنطق أنه يضيق إن وقع الجميع فيه !

فراحت تكسب صف أحد أهم مستوردي النفط في آسيا منها؛ وهي “الصين”، القوة العسكرية والاقتصادية التي لا يستهان بها، وقدمت لها تسهيلات كفيلة بأن تتصدى “بكين” بنفسها لـ”العقوبات الأميركية”، فهنا تشعر “الصين” أنها المعنية بتضييق الخناق على “النفط الإيراني” من قِبل “أميركا” !

النفط مقابل السلع للتهرب من العقوبات.. له مخاطره !

أغلب التقديرات تقول إن “إيران” ستتعامل مع “الاتحاد الأوروبي” لإبقاء “الاتفاق النووي”، لكن ربما بشكل آخر يعتمد على تلبية احتياجات السوق الإيرانية مقابل حصص من “النفط” لا يمكن إيقافها من قِبل “أميركا”، لأنها بالأساس ستخرج للنور كصفقات إنسانية في برنامج أشبه بـ”النفط مقابل الغذاء” !

وهو برنامج سياسي اقتصادي يفتح الباب على مصراعيه أمام “السوق السوداء”، ويتسبب مع الوقت في نهب ثروات الإيرانيين، فبيع “النفط” مقابل “السلعة” يجبرك كي تحصل على السلعة أن تدخل في مرحلة الانتظار، والحجة دائمًا أن تلك السلع غير متوفّرة حاليًا؛ ثم إلى مرحلة “الغضب والسخط  الشعبي” نتيجة عدم توافرها، إلى أن يفرج عنها أسعار مرتفعة كثيرًا عن قيمتها السوقية، وهكذا يبقى المتضرر هم الإيرانيون أنفسهم !

إذ إن أوروبا – وفق رأي آخر – ليست في طريقها لشن حرب اقتصادية في مواجهة “أميركا”، فقط ستصل إلى مرحلة التعامل بليونة مع “العقوبات الأميركية” حماية لمصالح شركاتها مع “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب