9 أبريل، 2024 4:36 م
Search
Close this search box.

أهل بغداد لزموا بيوتهم لكن الاحتجاجات المعارضة والمؤيدة للمالكي تصاعدت خارجها

Facebook
Twitter
LinkedIn

 في وقت لزم البغداديون اليوم منازلهم خوفا من تفجيرات جديدة تضرب عاصمة العراق فقد نظم الاف العراقيين في معاقل السنة احتجاجات الجمعة ضد رئيس الوزراء نوري المالكي ردا على اجراءات اتخذها بحق اثنين من قادتهم وبعد يوم من تفجيرات دامية هزت العاصمة وادت الى مقتل 72 مواطنا.

وسعى المالكي هذا الاسبوع لاعتقال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي باتهامات تتعلق بالارهاب كما طلب سحب الثقة من نائب سني بالبرلمان. وقتل امس الخميس ما لا يقل عن 72 شخصا جراء تفجيرات في بغداد في احياء ذات اغلبية شيعية.

وتهدد الاحداث بإذكاء الانقسامات الطائفية والعرقية في العراق وتسلط الضوء على خطر جر البلاد الى مذابح دموية مشابهة لتلك التي وقعت قبل سنوات ووضعت البلاد على شفا حرب اهلية.

وبعد صلاة الجمعة التي حذر فيها رجال دين سنة من ان المالكي يسعى لاذكاء الانقسامات الطائفية خرج محتجون الى شوارع سامراء والرمادي وباجي والقائم وهي مناطق تقطنها اغلبية سنية وكانوا يحملون لافتات تدعم الهاشمي وتنتقد الحكومة.

وتشهد البلاد احتقانا طائفيا على ضوء الاتهامات الموجهة للهاشمي حيث تشهد مناطق عراقية عدة تظاهرات تدفع بها الى الشارع القوى السياسية المتصارعة في مناطق شيعية تدعو لاعدام الهاشمي وتطالب كردستان بتسليمه واخرى في سنية تؤكد دعمها له وتتهم الحكومة بتزوير الاتهامات الموجهة اليه.

فبعد تظاهرات في محافظات ديالى والقادسية وبغداد ومناطق اخرى دعت لتنفيذ الاعدام بالهاشمي وطالبت سلطات كردستان الى تسليمه للحكومة فقد تظاهر عراقيون في مدينة سامراء كما شارك اكثر من خمسة الاف مواطن في تظاهرة وسط الفلوجة تاييدا للهاشمي والقائمة العراقية في تغيير واصلاح مسار الحكومة. وحمل المتظاهرون لافتتات ورددوا شعارات تطالب بجهات محايدة تشرف على التحقيق مع الهاشمي لكشف ملابسات الادعاءات والاعترافات التي ادلى بها افراد حمايته. واتهم المتظاهرون جهات في الحكومة بتلفيق تلك الاتهامات للاطاحة بالهاشمي مطالبين السلطات بتوفير الخدمات ومعالجة البطالة.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا الخميس خلال مؤتمر صحافي الى مؤتمر وطني موسع تشارك فيه القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب وغير الممثلة خارجه .. وقال ان “مبدأ التوافق الذي كنا بحاجة اليه” في الاعوام الماضية “انتهى الآن” .. واشار الى ان الاجتماع سيعقد “في الايام المقبلة” لبحث الازمة المستجدة.  وقال “اذا لم ننجح في التوصل الى صيغة تفاهم فسنتجه الى تشكيل حكومة اغلبية سياسية”.

وقد تتسبب الازمة في انهيار اتفاق تقاسم السلطة الهش الذي وزعت بموجبه المناصب على الزعماء الشيعة والسنة والاكراد وذلك بعد ايام قليلة من انسحاب اخر قوات امريكية من العراق بعد ما يقرب من تسع سنوات من الغزو الذي اطاح بالرئيس الراحل صدام حسين.

وقال محتج يدعى احمد العباسي من سامراء “الاتهامات الموجهة للهاشمي دبرت وراء ابواب مغلقة. المالكي يحاول ازاحة السنة من السلطة ليحكم قبضته وكأنه ديكتاتور جديد للعراق.”

والغيت جلسة طارئة للبرلمان بين قادة الكتل السياسية اليوم الجمعة لمناقشة الازمة.

وبالنسبة لكثيرين من السنة الذين يشعرون بالتهميش منذ تزايد نفود الشيعة في اعقاب سقوط صدام حسين عمقت إجراءات المالكي المخاوف من سعيه لاحكام قبضته على السلطة بهدف تعزيز نفوذ الشيعة.

وكتب على إحدى اللافتات “يا هاشمي لا تخف نحن نؤيدك بدمائنا.” وينفي الهاشمي اتهامات بأن مكتبه يدير فريق اغتيال. وبعدما اذاعت وزارة الداخلية ما قالت انها اعترافات من حراس الهاشمي الشخصيين انتقل الزعيم السني الى اقليم كردستان العراق شبه المستقل حيث لا يرجح ان يتم تسليمه الى الحكومة المركزية في بغداد.

واتسمت بغداد بالهدوء اليوم بعدما لزم العديد من الاشخاص منازلهم في اعقاب سلسلة التفجيرات التي شهدتها المدينة امس والتي شملت قيام مفجر انتحاري يقود سيارة اسعاف بتفجير ما بحوذته من متفجرات خارج مقر حكومي.

وغادرت اخر قوات امريكية العراق مطلع الاسبوع الجاري بعد ما يقرب من تسع سنوات من الغزو. ويخشى العديد من العراقيين من عودة العنف الطائفي بعد الانسحاب الامريكي.

وسيكون لاضطرابات العراق تداعيات اكبر في المنطقة التي تشهد ازمة في سوريا تأخذ تدريجيا بعدا طائفيا بينما تسعى ايران وتركيا ودول الخليج لكسب مزيد من النفوذ.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب