أهداف “مقتدى الصدر” من زيارة السعودية .. كما تراها إيران !

أهداف “مقتدى الصدر” من زيارة السعودية .. كما تراها إيران !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

توجه “مقتدى الصدر” زعيم التيار الصدري العراقي إلى المملكة العربية السعودية استجابة لدعوة المسؤولين السعوديين، وكان في استقباله السفير السعودي المطرود من العراق “ثامر السبهان” وزير الدولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية السعودية.

وتعود آخر زيارات “الصدر” إلى السعودية, والتي التقى خلالها الملك السعودي السابق “عبد الله” إلى ما قبل 11 عاماً.

أهداف “الصدر” من زيارته للمملكة السعودية..

أثارت زيارة “الصدر” الأخيرة الكثير من ردود الأفعال العراقية، فالبعض يراها فرصة وإن لم تستبشر التحليلات خيرًا بهذه الزيارة. وثمة عدد من الملاحظات التي أبداها الكاتب الصحافي “سید رضا قزوینی غرابي” في أحدث مقالاته: “أهداف مقتدى الصدر من زيارة السعودية” والمنشورة مؤخراً بصحيفة “خراسان” الإيرانية.

وقد فند الكاتب خلالها تلك الأهداف التي يراها قد استهدفها “الصدر” من زيارته إلى المملكة السعودية:

1 – توقيت الزيارة أثار الكثير من الاعتراضات ليس فقط في العراق, وإنما من الأطراف الشيعية بالمنطقة. وحتى لو كانت الزيارة بغرض أداء فريضة الحج، فهي ليست خطوة مناسبة في ظل الأجواء الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني تحت القصف الشديد والحصار السعودي.

ومن المستبعد أن يناقش “الصدر” سبل تخفيف الضغط على اليمن؛ لأن أبعاد الحرب اليمنية أكبر من وساطة الأشخاص. أضف إلى ذلك، حصار النظام السعودي لمدينة “العوامية” لأكثر من ثمانون يوماً عمد خلالها إلى تدمير المنازل والأماكن الخاصة بالشيعة.

وبالتالي فقد فاجأت زيارة “الصدر” للسعودية, في ظل هذه الأجواء, النشطاء المدنيين من المدافعين عن حقوق الشيعة.

2 – محاولات سعودية مشبوهة للتأثير على “التيار الصدري”. وهذه الفرضية جديرة بالاهتمام والعناية. فكثيراً ما أثنى السعوديون, لا سيما على لسان “ثامر السبهان”, على “الصدر” منها: “السيد مقتدى الصدر هو الرجل رقم واحد في حل الأزمات العراقية والحفاظ على الوحدة الوطنية”, و”السيد مقتدى الصدر هو الشخص الوحيد الذي بمقدوره استعادة الهدوء في العراق، وقد أثبت سابقاً عدم تبعيته لإيران”, و”أدركت جيداً أن السيد الصدر غيور جداً على العروبة. وهو مهتم جداً بالوحدة بين طوائف العالم الإسلامي”.

هذه التصريحات أصدرها السفير السعودي السابق في بغداد، وتوضح أن السعودية تسعى إلى شيء من وراء هذه التصريحات. الطريف أن “السبهان” استقبل بنفسه “الصدر” في المطار, وقيل إن الرجلين التقيا قبلاً في بيروت.

واستقبال “السبهان”, المطرود من العراق, للصدر يبعث برسالة مفادها أنه رغم طرد سفيرنا من العراق نتيجة ضغوط شخصيات وأحزاب محسوبة على إيران، لايزال الرجل موجوداً ويعمل على مشروع تقارب العراق مع محيطه العربي وعزله عن إيران. وقد بدأت العلاقات السعودية العراقية في التحسن مؤخراً بعد عقود من الفتور، أفضت إلى توقيع الطرفان عدداً من الاتفاقيات في المجالات الأمنية والاقتصادية والنقل وغيرها، فضلاً عن تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين.

الإستقطاب السعودي خارج الدائرة الإيرانية..

الواضح, بحسب “سید رضا قزویني غرابي”, أن الرياض تسعى في ظل الظروف والأوضاع الراهنة إلى تغيير موقفها من العلاقات مع بغداد والتيارات الشيعية العراقية للحد بشكل عملي من النفوذ والتأثير الإيراني.

كما تسعى المملكة العربية السعودية إلى بث المزيد من التضامن بين الدول العربية والإسلامية وبالتالي تقوية الموقف السعودي في المناقشات الإقليمية.

إن تقارب السعودية مع الأحزاب الشيعية هو بالفعل جزء من الحرب السعودية الناعمة ضد إيران. فالسعوديون يبتغون من وراء التقارب مع الشخصيات والأحزاب الشيعية إثارة غضب طهران. كذلك دفعت المخاوف السعودية من فوز التيارات والأحزاب المحسوبة على إيران في الانتخابات البرلمانية العراقية في الربيع المقبل، إلى تفعيل برنامج تحسين العلاقات مع التيار الصدري. وقد كشفت وسائل الإعلام العربية (بعد يوم من زيارة الصدر) عن توجيه دعوة سعودية رسمية إلى السادة “عمار الحكيم” و”إياد علاوي”. وفي حال كان الخبر صحيحاً فهي بلا شك جولة جديدة من التحركات السعودية الاستفزازية. ولكن من غير المعلوم حتى الآن إذا ما كانت السعودية تسعى إلى توحيد قوى بعض الأحزاب الشيعية في قالب واحد، أم أن مواقف بعض الأحزاب الشيعية بالعراق على صعيد العلاقات الخارجية والإقليمية بصدد التغيير.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة