9 أبريل، 2024 3:12 م
Search
Close this search box.

أن تصبح ملكًا .. كيف ينظر أولياء العهد لهذا المصير .. هل هو تشريف أم تكليف ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

حياة القصور والجاه أمور ننظر إليها بالكثير من العظمة والتقدير، ونحلم أحيانًا بأن نصبح جزءًا من عائلة ملكية لنحصل على الإمتيازات التي يتمتعون بها دوننا، ونتخلص من حيواتنا المرهقة بالواجبات والمصاعب، نعتقد أن حياة هؤلاء خالية تمامًا من أية متاعب وأنهم فقط يقضون طوال أيام السنة في ترف ومتعة، لكن ما تُخفيه مظاهرهم والسيارات الفارهة التي يتنقلون بها كان أعظم.

وما لا ندركه نحن هو أن من أفضل النعم هي حرية تقرير المصير ورسم المستقبل الخاص الذي نريده، لكن أبناء العائلات الملكية عادة ما تُرهقهم الواجبات الملكية، وتشغلهم عن التخطيط للمستقبل بعيدًا عن الإلتزامات، ويزداد الأمر تعقيدًا عندما يكون اسمك مدرجًا في تسلسل العرش أو أن يُنظر إليك باعتبارك الملك المستقبلي، ويتعرض كثير من أبناء الملوك وأحفادهم لضغوط كثيرة في الصغر لمجرد حصولهم على ترتيب في العرش ويفشل بعضهم في تفسير الأمر ويقضون حياتهم في تخبط.

“سوف تصبحين ملكة أيتها المسكينة” !

كانت الملكة “إليزابيث الثانية” في العاشرة من عمرها عندما علمت بأنها أصبحت ولي عهد الملك الجديد، والدها، الملك “جورج السادس”، الذي نُصب للتو ملكًا بعد تخلي أخيه، الملك “إدوارد الثامن”، عن العرش، في 11 كانون أول/ديسمبر عام 1936، وذكر الفيلم الوثائقي (إليزابيث: ملكتنا)، الذي ركز على حياة الملكة في تلك الفترة، أن الفتاة حديثة السن علمت بالخبر عند عودتها من درس السباحة، لكن شقيقتها الصغرى، الأميرة “مارغريت”، تحدثت معها عن هذا الأمر بإشفاق بأنها سوف تُصبح يومًا ما “ملكة بريطانيا”، وقالت لها: “سوف تصبحين ملكة يومًا ما أيتها المسكينة”.

الأمير “ويليام” لم يرد أن يصبح ملكًا..

ذكر كاتب السير الشهير، “أندرو مورتون”، في كتابه (ويليام وكاثرين)، أن الأمير “ويليام” لم يعرف بما ينتظره في المستقبل سوى عندما أخبره صديق له في الدراسة، كما أشار إلى أنه كان يرغب في أن يصبح ضابطًا عندما يكبر، لكن شقيقه الأصغر، الأمير “هاري”، أخبره بأنه لن يستطيع تحقيق حلمه لأنه يجب أن يصبح ملكًا، وبهذه الطريقة الغريبة بدأ الأمير، الذي يأتي في الترتيب الثاني في تسلسل العرش، يدرك أن مصيره قد حُدد بالفعل.

لكن يبدو أن هذا المستقبل، الذي ننظر إليه نحن من بعيد بعظمة شديدة لم يعنِ شيئًا لـ”ويليام” في الصغر، وذكر الفيلم الوثائقي (أبناء الملكة-The Queen’s Children)؛ أن والدته الأميرة “ديانا” كانت قد صرحت بأن الطفل دائمًا ما يخبرها بأنه لا يريد أن يصبح ملكًا، وربما يكون ذلك الشعور قد نشأ لديه من واقع إدراكه بأن وصوله إلى العرش لن يحدث سوى بوفاة والده، وهو ما قاله بالفعل منذ أربعة أعوام لشبكة (بي. بي. سي)، إذ صرح بأنه لم يحلم بأن يصبح ملكًا لأنه يعلم أن هذا الشيء سوف يأتي مصحوبًا بخسائر في عائلته، الأمر الذي لا يريده.

الأمير “تشارلز” تفاجأ بالأمر..

كذلك أدرك والده، الأمير “تشارلز”، أنه ولي العهد والملك المستقبلي من خلال الطريقة المختلفة التي يعامله بها الناس، وعندما لاحظ أن صورة والدته، الملكة، مطبوعة في الأختام، وعلى العُملات، وذكر في مقابلة إذاعية بمناسبه تنصيبه أميرًا لـ”ويلز”، عام 1969، أن معرفة أنك سوف تصبح ملكًا “هو أمر تلاحظه من خلال الاهتمام الذي يوليه الآخرون لك، وشيئًا فشيئًا تُدرك أن هناك واجبات ومسؤولية محددة عليك القيام بها، وتنشأ على هذا النحو”.

الطفل “جورج” ملك المستقبل..

تُشير الطريقة التي نقلت بها الأميرة “مارغريت” الخبر إلى شقيقتها الملكة الحالية؛ إلى نفس المصير الذي سوف يلقاه يومًا ما الأمير “جورج”، ابن الأمير “ويليام”، الذي لم يُكمل بعد عامه السابع، ومع ذلك يأتي في الترتيب الثالث في تسلسل العرش بعد جده ووالده.

ولا شك أن على الأمير “ويليام”، وزوجته، الإعداد مبكرًا لهذا الحدث العظيم بتجهيز ابنهما لتولي العرش، وكشفت مجلة (كلوزر) البريطانية، أنهما بدأ بالفعل في تنفيذ خطة لتعزيز مدارك الطفل من خلال أُطر مسلية للطفل كي لا يجد نفسه مرتبكًا ومثقلًا بالأعباء التي سوف تُلقى عليه يومًا ما في المستقبل، كما ذكر مصدر مقرب من دوق ودوقة “كامبريدغ”، لمجلة (Us Weekly) الأسبوعية؛ المهتمة بأخبار المشاهير، أن الأمير “ويليام” يتحدث بطريقة مبسطة للغاية مع ابنه حول معنى أن يكون عضوًا في العائلة المالكة، ويشرح له الأمور كما لو كان يُقص عليه قصة، وهذا الأمر يعجب “جورج”.

مصير الأمير “فريدريك”..

يُعرف أن الأمير “جورج” قد ورث حلم والده، ويتمنى أن يصبح ضابطًا، ولفهم قدر الصدمة التي سوف يُصاب بها عندما يُدرك بشكل أوضح أن مصيره قد حدده الدستور يمكن النظر إلى تجربة ولي عهد “الدنمارك”، الأمير “فريدريك هنري”، الذي أصبح وليًا للعهد في سن الرابعة، وهو الوحيد الذي تحدث بحرية حول قسوة هذا الأمر، وقال في مقابلة: “كانت فكرة أن أصبح ملكًا منذ البداية محبطة ومخيفة، شعرت وكأن غِطاء ثقيلًا قد وقع فوق رأسي ليُحدد فرصي وآمالي في استكشاف العالم، ورأيت حياتي وقد تلاشت في الظلمة، وسريعًا أصبحت مطالبًا بالتصرف كما لو كنت شخصًا بالغًا، ولم أشعر بالراحة على الإطلاق”.

وأعترفت والدته بأنه وجد صعوبات في التأقلم مع مصيره لأنها لم تكن واضحة معه منذ البداية، وقالت إنها لم تجلس معه يومًا لتشرح له تفاصيل الأمر، لكنه أدرك بنفسه مصيره المحدد مسبقًا من خلال ملاحظاته، لكن الأمير “فريدريك” تعهد بعدم تكرار هذا الخطأ مع ابنه وولي عهده، الأمير “كريستيان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب