توقف برنامج حواري يستضيف سياسيين عراقيين عن البث وذلك عقب حلقة وصف فيها نائب عراقي الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ب”الكذاب” حيث تعرض القائمون على البرنامج الى تهديدات عدة. وللتغطية على هذه التهديدات اضطر احمد ملا طلال معد ومقدم برنامج “بعد منتصف الليل” الذي يبث على قناة “الرشيد” الفضائية خلال شهر رمضان الى القول “اؤكد ان قرار ايقاف البرنامج كان قرارا شخصيا اتخذته بملء ارادتي كوني المسؤول الاول عن البرنامج”. واضاف في بيان ان قرار ايقاف البرنامج الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية “كان الدافع الحقيقي والوحيد له هو حرصي الشديد على ان لا يتحول البرنامج الى اداة لتهديد اللحمة الوطنية”.
واوضح طلال “صعقت كما الكثيرون بمستوى الكلمات التي استخدمها بعض ضيوف البرنامج في حلقتين متتاليتين ووصفوا فيها شخصيات بارزة ومحترمة في مجتمعنا العربي والاسلامي اوصافا كادت تتسبب في احداث شرخ عميق بالوحدة الوطنية”.
وكان النائب احمد العلواني المنتمي الى ائتلاف “العراقية” المعارض لرئيس الوزراء نوري المالكي وصف في حلقة من البرنامج بثت الاحد الامين العام لحزب الله ب”الكذاب” بعد ان طلب منه التعليق على صورة لنصرالله.
وقال طلال ان هذا الوصف اثار عاصفة من الردود وتحول الى “سجال ومشادات كلامية داخل مجلس النواب وكاد ان يؤدي الى اشتباك بالايدي بين اعضاء في البرلمان، كما ابلغني نواب حضروا الجلسة”.
وذكر ان رئيس التحالف الوطني الحاكم الشيعي ابراهيم الجعفري “تدخل لوقف السجال بعد ساعة من اندلاعه”. وقال الجعفري خلال جلسة الاثنين بحسب شريط مصور نشر على الانترنت “من ينظر للمسرح المعاصر يجد سماحة السيد حسن نصر الله نجما لامعا في سماء المقاومة مثل صفحة رائعة مشرفة طرزها من خلال مواقفه”. واضاف “بلغني ان احد الاخوة من قائمة العراقية وصفه بكلمة يعز علي ان اردد هذه الكلمة على الد اعدائي، فكيف بانسان مقاوم ابرز ما يميزه الصدق والمصداقية”.
ورأى الجعفري ان ما قاله العلواني وهو سني “لا يعبر عن رأي الاخوة السنة ولا يعبر عن راي العراقية”، مضيفا “ارجو الا تخونه الشجاعة من الاعتذار بالفضاء الذي اطلق فيه كلمة الاساءة”.
وبثت حلقة اضافية من البرنامج الذي يعرض في موسمه الثاني يوم الاثنين، قبل ان يتوقف تماما.
وقد رات قائمة “العراقية” التي تضم شخصيات سنية بارزة في بيان ان وقف البرنامج يظهر ان “اخطبوط قوى التطرف السياسي والرسمي استطاع غلق نافذة الحرية التي فتحها هذا البرنامج امام عجز الكلمة الشجاعة عن مواجهة آلة الاستبداد المتخلفة”.