أنا وصدام .. كتاب لحسين نعمة يكشف اسرارا مثيرة ‏

أنا وصدام .. كتاب لحسين نعمة يكشف اسرارا مثيرة ‏

كتب جواد الحطاب: كان يحلم أن يكون اعتزاله كاعتزال لاعبي كرة القدم أو أبطال الملاكمة، فتقام له ‏فعالية تكريمية، وربما تتلألأ – للمرة الأخيرة- أضواء الكاميرات عليه، كما اعتادها دائما وهو يملأ ‏الصحف والتلفزيونات بحضوره الذي اتفق الجميع على أنه علامة فارقة، ليس في جيله فحسب وإنما ‏في الأجيال اللاحقة‎.‎

لكن شيئا من ذلك لم يحدث، فقد مرّ خبر اعتزال الفنان حسين نعمة، وهو أحد أبرز المطربين الذين ‏صنعوا العصر الذهبي للأغنية السبعينية في العراق، كأي حدث عابر من دون أن تتعب نفسها وزارة ‏الثقافة أو دوائر الموسيقى أو المنظمات الاختصاصية بإقامة فعالية غنائية موسيقية يشارك فيها ‏مجاملوه من المطربين الرواد ومن المغنين الشباب، وتنهال عليه التكريمات والهدايا وبطاقات السفر ‏اعترافا بجهد فني امتد إلى أكثر من أربعين عاما وارتفع بالذائقة إلى مناطق متقدمة من الوعي ‏والإحساس‎.‎

خيبة أمل مضاعفة
وقال المطرب حسين نعمة المولود في الناصرية عام 1944، “صعب علي أن أشاهد الأغاني الهابطة ‏والكلمات التي تخدش الحياء وتحاصر العائلة بالميوعة والدعوة إلى ابتذال الروح والجسد وأبقى أغني ‏ويطلق علي لقب المطرب أو الفنان كما يطلق على س أو ص من مطربي زمن الانفلات‎!!”‎
وأضاف، لـ”العربية.نت”، على الرغم من إنني أتعاطى الشعر ولي محاولات في القصيدة، لكني كنت ‏أعرض النص الذي يقدم لي على الكثير من الأدباء والمثقفين ممن أثق بهم خوفاً من تسرّب مفردة أو ‏صورة تخدش الحياء أو تسيئ إلى الذوق العام، وهذا هو السبب وراء تسمية الكثير من أغنياتي من قبل ‏النقاد والجمهور بأنها قلائد على جيد الأغنية العراقية والعربية‎.‎
وحفاظا على صورتي أمام تاريخي أولاً، وأمام جمهوري ثانياً، آثرت اعتزال الغناء والتفرغ إلى لون ‏إبداعي آخر، هو الكتابة والفن التشكيلي، وخبر حصري أقوله عبر ‏‎”‎العربية.نت”، إنني على وشك ‏الانتهاء من تأليف كتاب سيثير الوسط الثقافي والفني، أسميته “أنا وصدام”، وقد وثقت فيه حفلاتي التي ‏كنت أقيمها في قصور الرئاسة له أو لضيوفه، وسيكتشف القارئ صورة أخرى لصدام المرعب أو ‏الدكتاتور، من دون أن أتطرق أو أسيئ على عادة كتاب الإثارة، فهذا ليس من أخلاقي أو تربيتي‎.‎

خسارة للطرب العراقي
ومن جانبه، قال الفنان كريم منصور لـ”العربية.نت” بعض المطربين يضيف لهم التقدم في العمر ‏حلاوة مضافة لصوتهم، ومثال على ذلك السيدة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ووديع الصافي وفيروز ‏وصباح فخري، ولذلك فإن اعتزال حسين نعمة، وهو في أوج سطوع حنجرته، أعتبره خسارة للطرب ‏العراقي وربحا للكثير من الهامشيين ومن أصحاب الأصوات المتواضعة باعتبار أن الساحة قد خلت ‏لهم الآن بغياب هذا الرائد المبدع‎”.‎
وعلى هامش معرضه التشكيلي الرابع في مدينته “الناصرية” ووسط الجمهور الغفير الذي احتفى به ‏بوصفه فنانا تشكيليا هذه المرة، بعد أن اشتهر كرائد من رواد الأغنية العراقية، قال رئيس جمعية ‏الفنانين التشكيليين قاسم سبتي، “يمكن القول عن أعمال حسين نعمة إنها فن فطري، وهو فن يمتلك ‏جماليته الخاصة، حتى إن فنانين فطريين من شمال إفريقيا بيعت أعمالهم في باريس بآلاف ‏الدولارات‎”.‎
‏ ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة